عرض مشاركة واحدة
قديم 10/01/2005   #20
الدغيم
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ الدغيم
الدغيم is offline
 
نورنا ب:
Dec 2004
المطرح:
LONDON
مشاركات:
28

إرسال خطاب AIM إلى الدغيم إرسال خطاب MSN إلى الدغيم إرسال خطاب Yahoo إلى الدغيم
افتراضي تحية البلاد // شعر: د. محمود السيد الدغيم - جرجناز - jarjana


تحية البلاد
شعر، د. محمود السيد الدغيم
لندن : يوم السبت 06 / 01/ 2005م


حَيِّ الْبِلاْدِ الَّتِي عُزَّتْ رَوَاْبِيْهَاْ
حِيْناً مِنَ الدَّهْرِ، وَاسْتَغْنَتْ مَغَاْنِيْهَاْ

وَشَاْهِدِ الْحُوْرَ فِيْ أَرْجَاْءِ جَنَّتِهَاْ
تُضْفِي جَمَاْلاً، بَدِيْعاً فِيْ نَوَاْحِيْهَاْ

وزُرْ بُيُوْتاً بِهَاْ دِيْنٌ، وَمَكْرُمَةٌ
مِنْ نِعْمَةِ اللهِ، وَالإِسْلاْمُ حَاْمِيْهَاْ

كَاْنَتْ مَنَاْرًا، وَكَاْنَ الْعَدْلُ رَاْئِدُهَاْ
بَيْنَ الشُّعُوْبِ، وَشَرْعُ اللهِ قَاْضِيْهَاْ

وَالْمُؤْمِنُوْنَ بِهَاْ ذُخْرٌ، وَلَوْ عَصَفَتْ
زَوَاْبِعُ الشَّرِّ، وَانْقَضَّتْ مَآسِيْهَاْ

لاْ يُرْجِفُوْنَ(1) إِذَاْ هَاْجَ(2) الطُّغَاْةُ، وَلاْ
يَسْتَسْلِمُوْنَ إِذَاْ دُكَّتْ(3) أَرَاْضِيْهَاْ

هُمْ حَرَّرُوْهَاْ مِنَ الطُّغْيَاْنِ، وَانْتَصَرُوْا
فَنَّوَّهَ(4) النَّاْسُ بِالتَّحْرِيْرِ تَنْوِيْهَاْ

وَقَاْمَ كُلُّ خَطِيْبٍ فَوْقَ مِنْبَرِهِ
يُوَحِّدُ اللهَ - حُرًّا - فِيْ بَرَاْرِيْهَاْ

تِلْكَ الْبِلاْدُ بِلاْدِيْ، حُبُّهَاْ قَدَرٌ
مُقَدَّرٌ مِنْ إِلَهِ الْكَوْنِ بَاْرِيْهَاْ

دَاْلَتْ(5)، وَمَاْ نَهَضَتْ؛ لَمَّاْ تَسَلَّمَهَاْ
قِرْدٌ، وَدُبٌّ بِنَاْرِ الشَّرِّ يُصْلِيْهَاْ

قَدْ هَزَّهُ الَحِقْدُ، فَامْتَدَّتْ أَذِيَّتُهُ
شَرْقاً، وَغَرْباً، وَصَبَّتْ فِيْ مَجَاْرِيْهَاْ

وَجَنَّدَ الْقِرْدُ - مِنْ أَقْرَاْدِهِ - زُمَرًا
وَزَجَّ كُلَّ خَسِيْسٍ فِيْ حَوَاْشِيْهَاْ(6)

وَحَاْرَبَ الدِّيْنَ، وَالأَخْلاْقَ قَاْطِبَةً
سِرًّا، وَجَهْرًا، وَمَاْ أَصْغَىْ لِدَاْعِيْهَاْ

فَهَلَّ(7) دَمْعُ كِرَاْمِ النَّاْسِ فِيْ زَمَنٍ
أَلْقَى الْحُكُوْمَاْتِ فِيْ أَيْدِيْ أَعَاْدِيْهَاْ

تِلْكَ الْحُكُوْمَاْتُ مِنْ إِنْتَاْجِ غَاْصِبِهَاْ
وَبَيْتُهُ الأَسْوَدُ الْمَلْعُوْنُ نَاْدِيْهَاْ(

شَرُّ الْبَرِيَّةِ مِنْ عُرْبٍ، وَمِنْ عَجَمٍ
وَمِنْ صُنُوْفِ رُعَاْعٍ(9) لاْ أُسَمِّيْهَاْ

قَدْ شَكَّلُوْهَاْ !! كَمَاْ يَحْلُوْ لِمُغْتَصِبٍ
فَالزُّوْرُ(10) أَوَّلُهَاْ، وَالذُّلُّ ثَاْنِيْهَاْ

وَالْفُحْشُ ثَاْلِثُهَاْ، وَالْبُخْلُ رَاْبِعُهَاْ
وَالْغَدْرُ خَاْمِسُهَاْ، وَالْجُبْنُ(11) بَاْقِيْهَاْ

فِيْهَاْ ثَلاْثَةُ أَثْلاْثٍ مُدَجَّنَةٍ(12)
ثُلْثٌ لُصُوْصٌ ، وَثُلْثٌ مِنْ زَوَاْنِيْهَاْ

وَطَعَّمُوْهَاْ(13) بِثُلْثٍ مِنْ سَمَاْسِرَةٍ
جَاْلُوْا، وَمَاْلُوْا إِلَىْ أَوْهَاْمِ وَاْشِيْهَاْ(14)

لاْ خَيْرَ فِيْهَاْ، وَلاْ عُرْفٌ يُهَذِّبُهَاْ
وَلاْ حَيَاْءٌ، وَلاْ دِيْنٌ يُزَكِّيْهَاْ

خَاْنَتْ لِتُنْتِجَ فِي الْبُلْدَاْنِ مَحْرَقَةً
وَتَسْرِقَ الْغَفْوَ مِنْ أَجْفَاْنِ غَاْفِيْهَاْ

قَدْ سَلَّمَتْ لِلأَعَاْدِيْ أَمْنَ أُمَّتِنَاْ
فَهَجَّنُوْهَاْ، وَعَاْنَتْ مِنْ ذَرَاْرِيْهَاْ(15)

وَحَلَّلَتْهَاْ تُيُوْسٌ حِيْنَمَاْ ضَعُفَتْ
فَهَرْوَلَ الدَّمْعُ يَجْرِيْ مِنْ مَآقِيْهَاْ

يَرْوِيْ رِوَاْيَةَ خَوَّاْنٍ، وَمُغْتَصِبٍ
يَقُوْلُ: يَاْ نَاْسُ !! حَاْمِيْهَاْ حَرَاْمِيْهَاْ

يَاْ نَاْسُ !! إِنَّ بُغَاْثَ(16) الْعَصْرِ قَدْ غَدَرُوْا
وَسَلَّمُوْا الأَرْضَ لِلْبَاْغِيْ بِمَاْ فِيْهَاْ

يَاْ نَاْسُ !! إِنَّ لُصُوْصَ الدَّاْرِ مَاْ حَرَسُوْا
أَرْضَ الْبِلاْدِ، وَلاْ شَاْدُوْا مَبَاْنِيْهَاْ

فَالْعِرْضُ، وَالأَرْضُ، وَالأَمْوَاْلُ سَاْئِبَةٌ
وَأُمَّةُ الْعُرْبِ !! ذِئْبُ الْغَرْبِ رَاْعِيْهَاْ

وَفِيْ الْقَطِيْعِ كِلاْبٌ - قَطُّ - مَاْ نَبَحَتْ
إِلاْ لِتُرْشِدَ ذِئْباً جَاْءَ يُؤْذِيْهَاْ

يَاْ لِلْكِلاْبِ !! الَّتِيْ سَاْءَتْ بِمَوْطِنِنَاْ
وَنَفَّذَتْ كُلَّ مَاْ يَهْوَاْهُ غَاْوِيْهَاْ

قَدْ مَاْدَتْ الأَرْضُ مِنْ أَفْعَاْلِكُمْ، وَهَوَىْ
نَجْمٌ، وَبَدْرٌ، فَمَاْ ضَاْءَتْ لَيَاْلِيْهَاْ

وَامْتَدَّ فِيْهَاْ ظَلاْمُ الْغَدْرِ إِذْ نَزَلَتْ
نَوَاْزِلُ(17) الدَّهْرِ، وَانْهَاْلَتْ(1 دَوَاْهِيْهَاْ

وَمَاْتَتِ الشَّمْسُ، وَاغْتِيْلَتْ أَشِعَّتُهَاْ
وَاهْتَزَّتِ الأَرْضُ، وَاخْتَلَّتْ رَوَاْسِيْهَاْ

وَأَصْبَحَ الرَّأْسُ مِثْلَ الذَّيْلِ فِيْ وَطَنٍ
تَعْدُوْ عَلَيْهِ الْعَوَاْدِيْ مِنْ عَوَاْدِيْهَاْ

وَطَاْعَةُ الذَّيْلِ - دُوْنَ الرَّأْسِ - مَهْزَلَةٌ
عُنْوَاْنُهَاْ ذِلَّةٌ، وَالْقَهْرُ تَاْلِيْهَاْ

فِيْ مَجْلِسِ النَّهْبِ : أَوْغَاْدٌ زَبَاْنِيَةٌ(19)
خَاْنُوا الشُّعُوْبَ الَّتِيْ احْتُلَّتْ كَرَاْسِيْهَاْ

فَكُلُّ قِرْدٍ - عَلَى الْكُرْسِيِّ - مُنْتَفِخٌ
وَالْكَرْشُ(20) بَاْرِزَةٌ ، تَعْلُوْا عَوَاْلِيْهَاْ

يُمُاْرِسُ الْخِزْيَ فِيْ أَيَّاْمِ دَوْلَتِهِ
وَيُخْضِعُ الأَرْضَ إِخْضَاْعاً لِغَاْزِيْهَاْ

وَيَشْرَئِبُ(21) إِذَاْ مَاْ طِفْلَةٌ عَطَسَتْ
أَوْ أَطْلَقَ الطِّفْلُ آهاً كَاْنَ يُخْفِيْهَاْ

أَوْ وَلْوَلَتْ - فِيْ لَيَاْلِي الْقَهْرِ - نَاْدِبَةٌ
ثَكْلَىْ تَنُوْحُ عَلَىْ أَغْلَىْ غَوَاْلِيْهَاْ

فَالْقِرْدُ - فِيْ مَجْلِسِ الأَوْغَاْدِ - مِهْنَتُهُ
ذُلُّ الشُّعُوْبِ الَّتِيْ ضَاْعَتْ أَمَاْنِيْهَاْ

وَالْقِرْدُ مِسْخٌ، وَلِلْقَرَّاْدِ مَصْلَحَةٌ
أَنْ يَعْبَثَ الْقِرْدُ فِيْ أَرْضٍ يُعَاْدِيْهَاْ

حَتَّىْ يَعِيْثَ فَسَاْداً فِيْ مَرَاْفِقِهَاْ
وَكَيْ يُهَجَّرَ عَنْهَاْ مَنْ يُوَاْلِيْهَاْ

وَهَكَذَاْ يَنْجَحُ الأَعْدَاْءُ فِيْ بَلَدٍ
سَوَّاْقُهَا الْقِرْدُ، وَالْقَرَّاْدُ حَاْدِيْهَاْ

كَأَنَّهَاْ مُهْرَةٌ ضَاْعَتْ، وَطَاْرَدَهَاْ
ضَبْعٌ، وَبَاْتَ ظَلاْمُ الَّليْلِ يُخْفِيْهَاْ

أَمَّا الْقُرُوْدُ !! فَلاْ ثَاْرَتْ، وَلاْ انْتَفَضَتْ
بَلْ طَأْطَأَتْ - كُلُّهَاْ - ذُلاًّ لِسَاْقِيْهَاْ

وَعَبَّتِ الذُّلَّ مِنْ أَقْدَاْحِهِ، وَمَشَتْ
حَسْبَ الْمُخَطَّطِ، والإِذْعَاْنُ كَاْسِيْهَاْ

إِذْ أَنَّهَاْ رُوِّضَتْ ذُلاً، فمَاْ رَفَضَتْ
ذُلَّ الطُّغَاْةِ، ولاْ سَرَّتْ مَسَاْعِيْهَاْ

وَهَرْوَلَتْ حَسْبَمَاْ يَهْوَىْ مُرَوِّضُهَاْ
فِيْ حَلْبَةِ "السِّرْكِ" قَفْزًا فِيْ مَنَاْحِيْهَاْ(22)

وَجَسَّدَ الرَّقْصُ، وَالتَّهْرِيْجُ مِهْنَتَهَاْ
فَالطَّبْلُ يَجْذِبُهَاْ، وَالسَّوْطُ يُثْنِيْهَاْ

وَمِهْنَةُ الْقِرْدِ، وَالْقَرَّاْدِ مُضْحِكَةٌ
عُنْوَاْنُهَا: السُّخْفُ، وَالتَّهْرِيْجُ هَاْدِيْهَاْ

تُخْزِي الْبِلاْدَ الَّتِيْ دَاْنَتْ لِسُلْطَتِهَاْ
حِيْنَ الْبَلاْءِ، فَلاْ وَصْفٌ يُدَاْنِيْهَاْ

مَنْ لِيْ بِلَجْمِ قُرُوْدٍ بَعْدَ مَاْ فَجَرَتْ
وَآزَرَتْهَاْ سَعَاْلَىْ(23) مِنْ سَعَاْلِيْهَاْ

لَعَلَّ أَرْضَ بِلاْدِيْ بَعْدَ مَاْ عَطِشَتْ
تُسْقَىْ، وَتَسْقِيْ عِطَاْشاً مِنْ سَوَاْقِيْهَاْ

وَيَلْمَعُ الْحَقُّ فِيْ بَدْوٍ، وَفِيْ حَضَرٍ
وَيَسْطَعُ الْعَدْلُ فِيْ أَعْلَىْ مَعَاْلِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الْخَيْرُ فِيْ بُلْدَاْنِنَاْ هَدَفاً
حَتَّىْ يَعُوْدَ إِلَى الأَوْطَاْنِ مَاْضِيْهَاْ

وَتُسْتَرَدُّ حُقُوْقٌ بَعْدَمَاْ سُلِبَتْ
مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ عَلَىْ أَيْدِيْ مَوَاْلِيْهَاْ

فَتُحْرِزُ النَّصْرَ؛ فِيْ أَيَّاْمِ عِزَّتِهَاْ
وَتَجْتَنِي الْعَدْلَ؛ مِنْ أَسْمَىْ مَجَاْنِيْهَاْ

وَتَأْمُرُ النَّاْسَ – بِالْمَعْرُوْفِ - نَاْصِحَةً
وَالنُّوْرُ يَخْطِرُ – فِيْ وِجْدَاْنِهَاْ - تِيْهَاْ

وَتَفْرِضُ الْعَدْلَ فِيْ حِلٍّ وَفِيْ حَرَمٍ
وَلاْ تَعُوْدُ إِلَىْ شَنْآنِ(24) شَاْنِيْهَاْ

فَيَهْتُفُ الْغَاْئِبُ الْمُشْتَاْقُ مِنْ طَرَبٍ
رُغْمَ الشَّتَاْتِ وَآلاْمٍ يُقَاْسِيْهَاْ:

هَاْمَ الْفُؤَاْدُ بِأَرْضٍ قَدْ وُلِدْتُ بِهَاْ
يَاْ رَبِّ !! يَاْ رَبِّ !! تَسْقِيْنَاْ مَوَاْضِيْهَاْ(25)

نَحْنُ الْعِطَاْشُ إِلَىْ حُرِّيَةٍ أُسِرَتْ
ظُلْماً، وَمَاْ وَجَدَتْ جَيْشاً يُؤَاْخِيْهَاْ

عَسَىْ عُهُوْدُ سَرَاْةٍ مِنْ صَحَاْبَتِنَاْ
تَعُوْدُ أُمَّتَنَا الثَّكْلَىْ، فَتَشْفِيْهَاْ

وَتَحْرُسُ الشَّعْبَ - فِي الأَوْطَاْنِ - كَوْكَبَةٌ
تَسْعَىْ - إِلَى الدِّيْنِ وَالدُّنْيَاْ - مَسَاْعِيْهَاْ

تُهْدَىْ، وَتَهْدِيْ - إِلَى الإِصْلاْحِ - دَاْئِبَةً
لَيْلاً نَهَاْراً، وَنُوْرُ اللهِ هَاْدِيْهَاْ

فَيُرْفَعُ الظُّلْمُ عَنْ بَدْوٍ، وَعَنْ حَضَرٍ
سِرًّا وَجَهْرًا، وَيُعْصَىْ أَمْرُ عَاْصِيْهَاْ

وَتَنْهَضُ الْمَرْأَةُ الْفُضْلَىْ مُعَزَّزَةً
حَتَّىْ تُقَاْصِصَ نَذْلاً كَاْنَ يُشْقِيْهَاْ

وَتَسْتَرِدُ حُقُوْقاً، جَلَّ مُنْقِذُهَاْ
مِنْ بَعْدِ ذُلٍّ، وَعَزَّ اللهُ مُعْطِيْهَاْ

وَيُقْرَضُ الشِّعْرُ تَمْجِيْداً بِقَاْفِلَةٍ
سَاْرَتْ بِعَدْلٍ، فَنَاْجَتْهَاْ قَوَاْفِيْهَاْ

فِيْهَاْ بُيُوْتٌ ، بَنَاْهَا الْقَهْرُ مِنْ أَلَمٍ
مُذْ شَاْدَهَاْ الْعَدْلُ، وَالإِرْهَاْبُ يُثْنِيْهَاْ

إِنَّ الْقَصَاْئِدَ - لِلأَوْطَاْنِ - ذَاْكِرَةٌ
تُخَلِّدُ الذِّكْرَ، وَالأَجْيَاْلُ تَرْوِيْهَاْ

تَشُدَّ أَزْرَ جُيُوْشِ الْحَقِّ صَاْدِحَةً
كَيْ تَمْلأَ النَّاْسُ مِنْ أَمْنٍ أَيَاْدِيْهَاْ

وَيَهْرَعُ الْحُرُّ - مِنْ مَنْفَاْهُ - مُغْتَبِطاً
نَحْوَ الْبِلاْدِ الَّتِي اسْوَدَّتْ دَيَاْجِيْهَاْ

وَتَفْرَحُ الأَرْضُ، وَالسُّكَّاْنُ فِيْ بَلَدٍ
وَفِيْ رُبُوْعٍ سَقَاْهَاْ دَمْعُ هَاْوِيْهَاْ

وَيَنْشُرُ الْوَرْدُ عِطْراً فِيْ حَدَاْئِقِهَاْ
وَيُطْرِبُ الْحُوْرَ - بِالْحُسْنَىْ - حَوَاْرِيْهَاْ(26)

وَيَرْجِعُ الْغَاْئِبُ الْمَنْفِيُّ مِنْ سَفَرٍ
إِلَى الْبِحَاْرِ الَّتِيْ نَاْحَتْ مَرَاْفِيْهَاْ

فَتَسْتَعِيْدُ عُهُوْدَ الْعِزِّ ضَاْحِكَةً
بَعْدَ الْبُكَاْءِ الَّذِيْ أَدْمَىْ مَآقِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الشَّعْبُ - فِي الأَوْطَاْنِ - مُحْتَرَماً
حُرًّا، عَزِيْزاً، كَرِيْماً، فِيْ صَيَاْصِيْهَاْ(27)

يُعَاْنِقُ الأَرْضَ - عَنْ حُبٍّ - فَتَحْضُنُهُ
شَوْقاً وَتَرْقَىْ إِلَىْ أَعْلَىْ مَرَاْقِيْهَاْ

وَتَفْرِضُ الْحُبَّ فَرْضاً فِيْ مَنَاْهِجِهَاْ
رُغْمَ النِّفَاْقِ، وَلاْ تَخْفَىْ خَوَاْفِيْهَاْ

وَيَعْزِفُ الْوَرْدُ أَلْحَاْناً مُعَطَّرَةً
تَشْدُوْ، وَيَشْدُوْا مَعَ الأَطْيَاْرِ شَاْدِيْهَاْ

وَيُصْبِحُ الْعَيْشُ - فِيْ أَوْطَاْنِنَاْ - أَمْلاً
صْفُواً، وَيَصْفُوْ - بِنَهْرِ الْحُبِّ - صَاْفِيْهَاْ

وَلاْ يَعِيْثُ فَسَاْداً فِيْ مَنَاْكِبِهَاْ
قَزْمٌ تَعَمْلَقَ لَمَّاْ صَاْرَ وَاْلِيْهَاْ

بَلْ تَطْمَئِنُّ، وَلاْ تَخْشَىْ جَلاْوِزَةً
غَشُّوْا بِلاْداً، وَغَشَّتْهَاْ غَوَاْشِيْهَاْ

وَيَرْجِعُ الْعَدْلُ - بَعْدَ الْجَوْرِ - مُمْتَشِقاً
سَيْفَ الْقِصَاْصِ لِدَاْنِيْهَاْ، وَقَاْصِيْهَاْ

وَتَسْتَقِرُّ حَيَاْةُ النَّاْسِ قَاْطِبَةً
بَعْدَ الْهُمُوْمِ، وَيَكْفِي النَّاْسَ كَاْفِيْهَاْ


هذه القصيدة من البحر البسيط

1 : الزوْبَعَةُ: الإعصار؛ والجمع: زَوَابع. و المُتزَبِّعُ: المُعَرْبِدُ الذي يُؤْذِي الناس ويُشارُّهم; والتزَبُّعُ: التغير وسُوء الخُلُق وقِلَّة الاستقامة كأَنه من الزَّوْبَعةِ الرّيحِ المعروفة, و الزَّوابِعُ الدواهي. و الزَّوْبَعُ و الزَّوْبَعةُ ريح تدور في الأَرض لا تَقْصِد وجْهاً واحداً تحمل الغُبار وترتفع إِلى السماء كأَنه عمود , أُخِذَت من التَّزَبُّع, وصبيان الأَعراب يكنون الإِعصار أَبا زَوْبَعةَ، و زَوْبَعةُ اسم شيطان مارد أَو رئيس من رؤساء الجن; ومنه سمي الإِعصار زوبعة. ويقال أُمّ زَوْبَعة.

2 : هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، و هاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً و هَيَجاناً و اهْتاجَ و تَهَيَّجَ: ثار لمشقة أَو ضرر. تقول: هاج به الدم، وهاجَه غيرُه و هَيَّجَه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ويقال: يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي: يوم غَيْمٍ ومطرٍ.

3 : الدَّكُّ: هدم الجبل والحائط ونحوهما، دَكَّه يَدُكُّه دَكّاً، ودَكُّ الأرض: زلزلتها.

4 : ناه الشيءُ يَنُوهُ ارتفع وعلا; فهو: نائِهٌ، و نُهْتُ بالشيء نَوْهاً و نَوَّهْتُ به و نَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً: رفعته. و نَوَّهْتُ باسمه: رفعت ذكْرَهُ.

5 : دَالَ يَدُولُ دَوْلاً ودَوْلَةً. دال الدَّهْرُ: انتقل من حال إلى حالٍ؛ ودالت الأيّامُ: دارت؛ والله يُداوِلها بين الناس. و تَداولته الأَيدي : أَخذته هذه مرَّة وهذه مرَّة. ودالَ الثوبُ يَدُول أَي بَلِي.

6 : قال الله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) سورة البقرة ، الآية:65 وقوله تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) سورة الأعراف ، الآية:166 وفي البيت اقتباس بسيط.

حَشْوُ البيت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غير عروضه وضربه، وهو من ذلك. و الحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يعتمد عليه ، وكذلك هو من الناس . وحُشْوةُ الناس: رُذالَتُهم.
وحَشْوُ الإِبل وحاشِيَتُها: صِغارها، وكذلك حواشيها، واحدتها: حاشِيةٌ وقيل: صِغارها التي لا كِبار فيها، وكذلك من الناس .

7 : هَلَّ السحابُ بالمطر، وهَلَّ المطر هَلاًّ، و انْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً، واسْتَهَلَّ: وهو شدَّة انصبابه.

8 : نَدَا القومُ نَدْوًا: اجتمعوا في النادي. وندا القومَ: جمعهم في النادي. ويقال: ما يَنْدُوهُم النادي: لا يسعُهم. وتَنَادَى القومُ: نادى بعضُهم بعضا. وتَنَادَى القوم: اجتمعوا في النادي. والنادِي: المنتدَى. وهو مكان مهيّأ لجلوس القوم فيه، والجمع: أَنْدِيَةٌ، ونوَادٍ.

9 : الرَّعُّ: السكون. و الرَّعاعُ: الأَحداثُ. و رَعاعُ الناس: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم وغوغاؤهم والرُّذال. والواحد: رَعاعة

10 : الزُّورُ جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ: الميل . و الزَّيِّرُ من الرجال: الغضبانُ المُقاطِعُ لصاحبه، والزُّور: الكذب والباطل, وقيل: شهادة الباطل.
و التَّزْوِيرُ: تَزْيين الكذب. وسمع ابن الأَعرابي يقول: كل إِصلاح من خير أَو شر فهو تَزْوِيرٌ ومنه شاهد الزُّورِ: يُزَوَّرُ كلاماً.

11 : الجَبانُ من الرِّجالِ: الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً كان أَو نهاراً; والجمع: جُبَناء شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه في العِدَّة والزيادة، والجُبْن والجَبان ، وهو ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع ، والأُنثى: جَبان مثل حَصان ورَزَانٍ و جَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ، وقد جَبَنَ يَجْبُن و جَبُنَ جُبْناً و جُبُناً و جَبانةً، و أَجْبَنَه: وجده جَباناً أَو حَسِبَه إيّاه .

12 : التَّدْجينُ: مصدر: جعل الوحشيّ من الحيوان أنيساً؛ يُدَجِّنُ مدرّبو الحيوانات أسوداً ونموراً ودببا، وتدجين المتمردين، هو تجريدهم من العنف.

13 : طَعَّمَ الشَّجَرَةَ يُطَعِّمُها تَطْعِيماً : وصل بعضَ أغصانها بأغصانٍ من شجرةٍ أخرى لتثمرَ من النَّوع الجديد. وطعَّم الخشبَ وغيره بالصَّدفِ ونحوه: ركَّبه فيه للزَّخْرَفة والزِّينة؛ وطعَّم الجسمَ: حقنه بمصل واقٍ يُكسبه مناعة ضد المرض.

14 : وَشَّاه: نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه, و وَشى الكَذِبَ والحديثَ: رَقَمَه وصَوَّرَه. والنَّمَّامُ يَشي الكذبَ: يُؤَلِّفُه ويُلَوِّنه ويُزَيِّنه. و يقال: وَشى كلامَه: أَي كذب .
و الواشي و الوَشاءُ: النَّمَّام. وَوَشى به إِلى المخابرات وِشايةً أَي: سَعى سعاية فكتب بحقه تقريرا. والمفرد: واشٍ, وجمعه وُشاةٌ.

15 : الذُّرِّيَّة و الذِّرِّيَّةُ: نَسْلُ الثَّقَلَيْن. وجمعها: ذَراريُّ و الذَّرْءُ: عَدَد الذُّرِّيَّة.

16 : البُغاثُ: كلُّ طائر ليس من جوارح الطير; يقال: هو اسم للجنس من الطير الذي يُصادُ. وبَغاثُ الطير وبُغاثها: أَلائِمها وشِرارُها, وما لا يصيد منها, واحدتُها بَغاثة بالفتح, الذَّكر والأُنثى في ذلك سواء.

17 : النازِلة: الشديدة تنزِل بالقوم, وجمعها: النَّوازِل، والنازِلة: الشدَّة من شدائد الدهر تنزل بالناس.

18 : هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً، وأَهالَه فانْهالَ، وهَيَّله فتَهَيَّل، ويذمّ الرجل فيقال : جُرْفٌ مُنْهالٌ، فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل; والهَيْل: ما لم ترفع به يدك، والحَثْيُ: ما رفعت به يَدَك. وهالَ الرملَ: دفعه فانْهال ، وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل. والهَيْل و الهَائل من الرمل: الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط، وهِلْتُه أَنا; و انْهال عليه القوم: تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر.

19 : الزَّبانِية: الذين يَزْبِنون الناسَ، أَي يدفعونهم، والزَّبانِية الشُّرَطُ ورجال المخابرات والجلادون, وواحد الزَّبانية: زِبْنيٌّ , والزَّبانية: الغلاظ الشداد, واحدهم زِبْنية,وقيل: واحد الزبانية: زَبانيّ، وقيل: زابنٌ وقيل: زِبْنِيَة مثل عِفْرية. و الزِّبِّين: الدافع للأَخْبَثَينِ، البول والغائط; وقيل: هو الممسك لهما على كُرْه.

20 : الكَرِشُ لكل مُجْتَرٍّ: بمنزلة المَعِدة للإِنسان تؤنثها العرب, وفيها لغتان: كِرْش و كَرِش مثل كِبْد وكَبِد، وهي مؤنثة; والجمع: أَكْراش و كُرُوش. ورجل أَكْرَشُ: عظيم البطن, وقيل: عظيم المال.

21 : اشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ، وإِلى الشيءِ، اشْرِئْباباً: مَدَّ عُنُقَه إِليه، وقيل: هو إِذا ارْتَفَعَ وعَلا؛ والاسم : الشُّرَأْبِـيبةُ، من اشْرَأَبَّ. وقالت أمُّ المؤمنين عائشة رضِي اللهُ عنهَا: "اشْرَأَبَّ النِّفاقُ، وارْتَدَّت العربُ" وكلُّ رافع رأْسه: مشرئبٌّ؛ وقيل : اشْرأَبَّ مأْخوذ من الـمَشْرَبة وهي الغُرْفةُ.

22 : المَنْحَاة: المسيل الملتوي، وطريق الساقية، والجمع: مناحٍ. وأهل المَنْحَاة: القوم البعداءُ الذين ليسوا بأقارب. والمَنْحاةُ: وطريقُ السَّانِيَةِ التي تستخدم في رفع المياه من البئر.

23 : السِّعْلاةُ والسِّعْلا: الغُولُ, وقيل: هي ساحرة الجِنِّ. واسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ: صارت كالسِّعْلاة خُبْثاً وسَلاطَةً, ويقال ذلك للمرأَة الصَّخَّابة البَذِيَّة; قال أَبو عدنان: إِذا كانت المرأَة قبيحة الوجه، سيِّئة الخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة, وقيل: السِّعْلاة أَخبث الغِيلان, وكذلك السِّعْلا, يُمَدُّ ويُقصَرُ, والجمع: سَعالى، و سَعالٍ، و سِعْلَياتٌ، والسَّعالى: هي جمع سِعْلاةٍ.

24 : الشَّنَآن، والشَّنْآنُ: البِغْضةُ. يقال: شَنِئْتُ الرجلَ أَي: أَبْغَضْته، وشَنَأْتُ: لغة رديئة، والشَّنُوءَة على فَعُولة: التَّقَزُّزُ من الشيءِ، وهو التَّباعدُ من الأَدْناس. ورجل فيه شَنُوءَةٌ و شُنُوءَةٌ أَي: تَقَزُّزٌ ، فهو مرة صفة ومرة اسم. والشَّناءَةُ مثل الشَّناعةِ: البُغْضُ. والشَّنَآنُ مصدر على فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ. وقرأَ عاصم: شَنْآن، بإسكان النون، وهذا يكون اسماً كأنه قال: ولا يَجْرِمَنَّكم بَغِيض قوم.

25 : الْمَاضي: الزَّمَانُ الذي ولَّى وانقضى، والماضي: السّيْفُ، والأسَد. والسيوف المَواضي أي: القَواطِع، والجمع: مَواضٍ.

26 : عاد إِليه، يَعُودُ عَوْدَةً، وعَوْداً: رجع. وعادَ العَلِيلَ، يَعُودُه عَوْداً، وعِيادة وعِياداً: زاره؛ ورجل عائدٌ: من قَوْم عَوْدٍ و عُوَّادٍ، ورجلٌ مَعُودٌ و مَعْوُود، الأَخيرة شاذة, وهي تميمية. وقيل العُوادَةُ من عِيادةِ المريض. وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ ؛ الأَخيرة اسم للجمع؛ وقيل: إِنما سمي بالمصدر. ونِسوةٌ عوائِدُ، وعُوَّدٌ، وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض, الواحدة: عائِدةٌ، يقال: هؤلاء عَودُ فلان، و عُوَّادُه، مثل زَوْرِه وزُوَّاره, وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ.

27 : الحَوارِيُّ: الناصح وأَصله الشيء الخالص ، وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه، فهو حَوارِيٌّ. و الأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم. والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ العين، وسَوادُ سَوادِها، وتستدير حدقتها، وترق جفونها ويبيضَّ ما حواليها; وقيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ، في شدّة بياضها، في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ. وقيل للنساء: حُورُ العِينِ، لأَنهن شبهن بالظباء.
وقيل: الحواريون: خُلْصَانُ الأَنبياء ، عليهم السلام، وصفوتهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من أُمَّتِي" أَي: خاصتي من أَصحابي وناصري. وأَصحاب النبي، حواريون، وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب. وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر: حوَارِيٌّ، والحَوارِيُّونَ: الأَنصار وهم خاصة أَصحابه.

28 : الصَّياصي: الحُصونُ. وكلُّ شيء امْتُنِع به وتُحُصِّنَ به, فهو صِيصةٌ، والصِّيصَة أَيضاً: الوَتِدُ الذي يقْلَع به التَّمْر, والصِّنّارةُ التي يُغْزَل بها ويُنْسَج. والصِّيصيةُ: شَوْكةُ الحائك التي يُسَوِّي بها السَّدَاةَ واللُحْمة; ومنه صِيصِيةُ الدِّيكِ: التي في رِجْله. و صَياصِي البقرِ: قُرونها وربما كانت تُرَكّبُ في الرِّماح مكانَ الأَسِنّة; وفي التهذيب: أَنه ذكر فتنة تكون في أَقطار الأَرض كأَنها صَياصِي بقرٍ أَي قُرونُها, واحدتُها: صِيصة بالتخفيف, شبَّه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأَمر فيها
.

الدكتور محمود السيد الدغيم
جرجناز - معرة النعمان - سوريا
جامعة لندن SOAS
http://dr-mahmoud.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08834 seconds with 10 queries