رضاع الكبير في الإسلام
ملاحظة هامة:
<H2 dir=rtl style="MARGIN: auto 0in; DIRECTION: rtl; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>
هدفي الرد فقط لا غير</H2>
وسلامي لكم
رضاع الكبير في الإسلام
كتبه د. هشام عزمي
.............وجب الوقوف أمام جهلهم أو تجهيلهم حتى نقيم الحجة عليهم و يكون الجميع علىبينة فنقول - و الله المستعان - أن حديث رضاع الكبير مما تلقته الأمة بالقبول روايةودراية .
أما الرواية فقد بلغت طرق هذا الحديث نصاب التواتر كما قال الإمام الشوكاني (نيلالأوطار 6/314
وأما الدراية فقد تلقى الحديث بالقبول الجمهور من الصحابة والتابعين فمن بعدهممن علماء المسلمين إلى يومنا هذا .
تلقوه بالقبول على أنه واقعة عين بسالم لا تتعداه إلى غيره ، ولا تلح للاحتجاجبها. قال الحافظ ابن عبد البر : ” هذا يدل على أنه حديث ترك قديما ولم يعمل به ،ولا تلقاه الجمهور بالقبول على عمومه ، بل تلقوه على أنه خصوص ” . (شرح الزرقانيعلى الموطأ 3/292)، وقال الحافظ الدارمي عقب ذكره الحديث في سننه : ” هذا لسالمخاصة ”
وبذلك صرحت بعض الروايات ، ففي صحيح مسلم عن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَقُولُ : أَبَى سَائِرُأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَعَلَيْهِنَّ أَحَدًا بَّضَاعَةِ ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ : وَاللَّهِ مَا نَرَىهَذَا إِلَّا رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ لِسَالِمٍ خَاصَّةً ، فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌبِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ وَلَا رَائِينَا .
إن قصة رضاعة سالم قضية عين لم تأت في غيره ، واحتفت بها قرينة التبني ، وصفاتلا توجد في غيره ، فلا يقاس عليه .
ثم ننتقل إلى نقطة أخرى: هل قوله - عليه الصلاة و السلام - أرضعيه يحتم ملامسةالثدي كما يدعي المسيحيين؟ بالطبعالمسيحي لديه قائمة طويلة من استشهادات اللغويينالعرب و علماء المسلمين بأن الرضاع هو مص الثدي و بالتالي طالما قال النبي “أرضعيه” فهو يقصد لا محالة هذا المعنى المباشر و لا شيء سواه !
حسنٌ، سنجيب على هذه الجدلية نقطة بنقطة بعون الله و لنبدأ أولاً بمقصد اللغويينو العلماء من تعريفهم للرضاع بمص الثدي: هل كانوا يقصدون الكبير؟ و هل قصرواالتعريف على المص المباشر؟ لنر كيف عرفوا الرضاع…
الرضاع بالفتح والكسر (رَضاع - رِضاع ): اسم من الإرضاع - النهاية في غريبالحديث لابن الأثير (2/229).
وهو اسم لمص الثدي وشرب لبنه - الإقناع للشربيني (2/364) والروض المربع شرح زادالمستنقع لمنصور البهوتي (3/218).
وشرعاً: اسم لحصول لبن امرأة أو ما يحصل منه في معدة طفل أو دماغه - الإقناعللشربيني (2/364) .
وقال الجرجاني: هو مص الرضيع من ثدي الآدمية في مدة الرضاع - التعريفات للجرجاني (111).
وعرفه بعض العلماء بأنه: مصُ مَنْ دون الحولين لبنا ثاب عن حمل، أو شربه ونحوه - السلسبيل في معرفة الدليل للبليهي (3/95) وانظر الروض المربع (3/218) .
فظهر من هذه النماذج أن المقصود بالمص من الثدي إنما هو الرضيع أو ما دونالحولين و لا مكان للكبير هنا يا سادة يا كرام . و كذلك شرب اللبن بدون مباشرةالثدي يصح أن يكون رضاعاً . و قبل أن يتحفز النصارى للرد نسأل بكل هدوء و عقلانية: هل الطفل الذي يشرب الحليب من غير رضعه من الثدي مباشرة يثبت له حكم الرضاعة أملا؟
الجواب أنه يثبت حسب قول الجمهور و لم يخالف سوى داود بن خلف الظاهري - مؤسسالمذهب الظاهري المنقرض - و قد قاد هذا الموقف الشاذ للمدرسة الظاهرية ابن حزمالظاهري إلى رأي غاية في الشناعة بخصوص رضاع الكبير لا يوافقه عليه أحد من العلماء . قال فضيلة الأستاذ الدكتور موسى شاهين : ” استدلال ابن حزم بقصة سالم على جواز مسالأجنبي ثدي الأجنبية ، والتقام ثديها ، إذا أراد أن يرتضع منها مطلقا ، استدلالخطأ ، دعاه إليه أن الرضاعة المحرمة عنده إنما تكون بالتقام الثدي ومص اللبن منه” .
إذن إذا كان شرب اللبن بدون مباشرة الثدي يثبت حكم الرضاع للصغير فأولى بهالكبير ، أليس كذلك ؟!
قال أبو عمر : صفة رضاع الكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه ، فأما أن تلقمه المرأةثديها ، فلا ينبغي عند أحد من العلماء .
وقال القاضي عياض : ولعل سهلة حلبت لبنها فشربه من غير أن يمس ثديها ، ولا التقتبشرتاهما ، إذ لا يجوز رؤية الثدي ، ولا مسه ببعض الأعضاء .
قال النووي : وهو حسن
(شرح الزرقاني على الموطأ 3/292 ) . انتهى الاقتباس حسب الحاجة .
فما رأي المسيحيين في هذا التعريف القاطع لرضاع الكبير ؟ لقد قالها الحافظالكبير أبو عمر ابن عبد البر واضحة صريحة لا تقبل المناقشة و الجدال “صفة رضاعالكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه ، فأما أن تلقمه المرأة ثديها ، فلا ينبغي عند أحدمن العلماء” و هذا هو القول الحق الذي يليق بالرسول - صلى الله عليه و سلم - و عليهالمسلمون شرقاً و غرباً . أما النصارى الذين أفسدت عقولهم و قلوبهم النصوص الجنسيةبكتابهم فهم لا يرون سوى انعكاس قلوبهم المريضة و عقولهم العليلة في الحديث !
و ها هو دليل آخر من كلام ابن قتيبة الدينوري (ت 276ه) و هو عالم نحوي ليس لهمثيل و خبير باللغة العربية و معانيها ..