[عاشق من فلسطين]

البعث لن يتصالح إلا مع إسرائيل!
محمد الشامي|08/02/2005 م، 17:6 (السعودية)، 14:6 (جرينيتش)
دعنا نعلنها بصراحة: إن حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا انتهى كحزب سياسي بالمعنى الدقيق للكلمة في 1970 عندما انقلب حافظ أسد على أستاذه صلاح جديد مستخدماً الجيش لضرب الحزب و تدجينه. و منذ ذلك الوقت و الحزب يمثل الة من الات القمع و السيطرة لا اكثر, فظاهريا الحزب يحكم من دمشق و لكن باطنيا السلطة بيد 12 ضابطاً من الجيش و المخابرات يلتقون في قصور اللاذقية و يقررون كل شيء! هؤلاء يديرون البلد على غرار رجال عصابات المافيا الصيقيلية و من اتطلع على فيلم the godfather او goodfells يعرف جيداً ما اعني. هناك ناحية مهمة عن حزب البعث السوري و هي أن هناك نسبة مرتفعة جداً من منتسبيها من هم من ابناء الطوائف و خصوصاً من العلويين و قد استخدمت هذه الطائفة الحزب للوصول الى مراكز حساسة في الدولة و من ثم الانقضاض على الحكم. ولد ذلك ردة فعل عند أهل السنة و هم الأغلبية في سوريا فانتفضت البلد في حرب أهلية دامية في فترة 1978-1982 ذهب ضحيتها الالاف المؤلفة معظمهم من الابرياء. من ثم فإنه من المستبعد جداً أن يقدم النظام السوري على المصالحة و إعطاء المجال للحريات لأن ذلك سيفتح جراح قديمة, فمن قتل او فقد أحد من أقاربه سيطالب بحقه بالثأر و ستشعر الطائفة العلوية انها هي المستهدفة دون غيرها. لذلك بشار أسد أعلن على الفضائيات أن ملف الثمانينات أغلق و أنه لا يوجد سجناء سياسيين الخ من هذا الكلام املاً في أن ينسى السوريون الجرائم التي ارتكبت في حقهم, بالوقت نفسه يحاول النظام المصالحة مع اسرائيل بأي ثمن كان لكي يستقوي بالعامل الخارجي على الداخلي في حين يتهم المعارضة بأنها خائنة تتعامل مع أعداء البلد. الواهمون الذين يعلقون امال عريضة على المصالحة الوطنية مع النظام السوري عليهم أن يتذكروا بأن البعث أتى على الدبابة و لن يسقط إلا بالدبابة. هذا ما حصل فعلاً في العراق و سيحدث في سوريا. السؤال هو: هل ستكون هذه الدبابة سورية أم أمريكية؟