الموضوع: عانقتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/02/2005   #1
شب و شيخ الشباب شكو زولو
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ شكو زولو
شكو زولو is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
لبنان
مشاركات:
1,071

إرسال خطاب MSN إلى شكو زولو إرسال خطاب Yahoo إلى شكو زولو
افتراضي عانقتها


‮»‬عانقتها‮ ‬في‮ ‬الليلة‮ ‬الأخيرة‮ ‬وكانت‮ ‬تعلم‮ ‬برحيلي،‮ ‬لم‮ ‬تقل‮ ‬شيئاً‮ ‬ولكنني‮ ‬أحسست‮ ‬بها‮ ‬تبكي‮ ‬وهي‮ ‬ترتمي‮ ‬على‮ ‬صدري‮«‬

بكاؤكِ‮ ‬مزّقَ‮ ‬الأضلاع‮ ‬في‮ ‬صدري

وشقَّ‮ ‬نحيبهُ‮ ‬أرتالَ‮ ‬أشواقي

جرئْ‮ ‬لا‮ ‬تخالطهُ‮ ‬الهموم‮ ‬جرى،

نديٌ‮ ‬يرتوي‮ ‬من‮ ‬كربهِ‮ ‬الباقي

توسّدني‮ ‬على‮ ‬كتفّيَ‮ ‬مستعراً

سريع‮ ‬الاضطرابِ‮ ‬أتى،

وأجبرني‮ ‬على‮ ‬إغلاق‮ ‬أنفاقي

على‮ ‬مرسى‮ ‬الظلام‮ ‬اللاهث‮ ‬الأنفاسِ‮ ‬أفزعني

ومدَّ‮ ‬لهاثهُ‮ ‬من‮ ‬قمتي‮ ‬نهماً،

‮ ‬وحتى‮ ‬أسفل‮ ‬الساقِ‮..‬

ملئٌ‮ ‬بالمخاوفِ‮ ‬يستثير‮ ‬أوارهُ‮ ‬عندي

على‮ ‬بدني،

وعند‮ ‬هواجسي‮ ‬رطباً

يلفّ‮ ‬بطوقهِ‮ ‬أسوار‮ ‬أعناقي

نما‮ ‬وترعرعتْ‮ ‬أنغامهُ‮ ‬بدمي

تسابقني‮ ‬إلى‮ ‬إطلاقِ‮ ‬أبواقي

سما‮ ‬حتى‮ ‬تملّكني

وبثَّ‮ ‬شجونهُ‮ ‬في‮ ‬درب‮ ‬إرهاقي

فمزّقني،

وكنتُ‮ ‬أناشد‮ ‬النجوى

وكنتُ‮ ‬أبثُّ‮ ‬أشواقي‮ ‬لمن‮ ‬أهوى

وكنتُ‮ ‬أمارس‮ ‬التنهيد‮ ‬والشكوى

سويعةَ‮ ‬جرّني‮ ‬من‮ ‬عمقِ‮ ‬أعماقي

لماذا‮ ‬أنتِ‮ ‬تؤذيني؟

وأنتِ‮ ‬بديع‮ ‬ما‮ ‬تحوي‮ ‬دواويني؟

واسمكِ‮ ‬أجمل‮ ‬الأسماءِ‮ ‬في‮ ‬شعري

أراهُ‮ ‬بدون‮ ‬أن‮ ‬أدري

مصادفةً‮ ‬أصادفهُ

ألاطفه‮ ‬ُ،‮ ‬أداعبهُ‮ ‬،‮ ‬أخطُّ‮ ‬حروفهِ‮ ‬الأربع‮ ‬،

على‮ ‬صدري

وأخشى‮ ‬أن‮ ‬يرى‮ ‬كنزي

وأخشى‮ ‬كشفهم‮ ‬سرّي

فأنتِ‮ ‬جميع‮ ‬أحبابي

وأنتِ‮ ‬خلاصة‮ ‬الأحزان،

في‮ ‬أعتاب‮ ‬عنّابي

فكيف‮ ‬تركتني‮ ‬للريحِ‮ ‬تلفحني،

‮ ‬عشيةَ‮ ‬ليلكِ‮ ‬الكابي؟

وكيف‮ ‬تركتني‮ ‬أرحل؟

ولم‮ ‬تتشبّثي‮ ‬قسراً‮ ‬بأثوابي؟

كفتكِ‮ ‬إذن‮ ‬دموع‮ ‬الافتراقِ‮ ‬المرّةِ‮ ‬الحيرى،

‮ ‬ولم‮ ‬تتسائلي‮ ‬ما‮ ‬بي؟

أنا‮ ‬مدٌّ‮ ‬لما‮ ‬تطوين‮ ‬من‮ ‬كمدٍ

أنا‮ ‬بحرٌ‮ ‬من‮ ‬السحبِ

أنا‮ ‬أقصوصةٌ‮ ‬للحبِّ،

‮ ‬لم‮ ‬تُروَ‮ ‬حكايتها،

ولا‮ ‬وصفتْ‮ ‬معانيها‮ ‬مجاميعٌ‮ ‬من‮ ‬الكتبِ‮..‬

فإنْ‮ ‬دقّقتِ‮ ‬في‮ ‬لغتي‮ ‬وما‮ ‬قد‮ ‬جاء‮ ‬في‮ ‬أدبي

ترين‮ ‬مشاعري‮ ‬رقراقةً‮ ‬كالماءِ،

أو‮ ‬فوّارةً‮ ‬كالنارِ‮ ‬في‮ ‬الحطبِ‮..‬

فلا‮ ‬تبكين‮ ‬من‮ ‬ألمٍ،‮ ‬ولا‮ ‬تتوقعي‮ ‬نسبي

سأبقى‮ ‬راحلاً‮ ‬أبداً،

أغازلك‮ ‬أداعبكِ‮ ‬أحدّثكِ،

أمنّي‮ ‬النفس‮ ‬باللقيا،

ولكن‮ ‬دون‮ ‬مقتربِ‮..‬

شريدٌ‮ ‬دائماً‮ ‬أفردتُ‮ ‬أشرعتي

بعيداً‮ ‬في‮ ‬المدى‮ ‬الرحبِ

أناشدكِ‮ ‬التروي‮ ‬عندما‮ ‬تبكين‮ ‬أو‮ ‬تشكين‮ ‬من‮ ‬تعبِ

لأني‮ ‬راغبٌ‮ ‬فيكِ‮ ‬فأنتِ‮ ‬مواطنُ‮ ‬العجبِ

وأنتِ‮ ‬ردائيَ‮ ‬الأبدي‮ ‬وأنتِ‮ ‬جميع‮ ‬أخواني

وأنتِ‮ ‬أقاربي‮ ‬وأبي‮..‬

وأنتِ‮ ‬مواسم‮ ‬الأفراح‮ ‬في‮ ‬وطني‮ ‬وأنتِ‮ ‬حلاوةَ‮ ‬العنبِ‮..‬

ولكن‮ ‬جلَّ‮ ‬ما‮ ‬أخشاهُ‮ ‬أنْ‮ ‬تعيا‮ ‬مدامعكِ‮ ‬وإني‮ ‬قمّة‮ ‬السببِ‮..‬

ملامح‮ ‬مهجتي‮ ‬بانتْ‮ ‬على‮ ‬طيّاتِ‮ ‬أمتعتي

فمنذُ‮ ‬رحيليَ‮ ‬الألفي‮ ‬لم‮ ‬أعرف‮ ‬حناناً‮ ‬يحتوي‮ ‬رئتي‮..‬

غريباتٌ‮ ‬ليالي‮ ‬أزمتي‮ ‬كانت

وقصّةَ‮ ‬محنتي‮ ‬في‮ ‬حبّكِ‮ ‬السرّيُ‮ ‬قد‮ ‬حانتْ

ولولا‮ ‬عشقكِ‮ ‬المزروع‮ ‬في‮ ‬أنشودتي‮ ‬ما‮ ‬حمّرتٌ‮ ‬شفتي،‮

بلونِ‮ ‬القرمز‮ ‬القاني‮ ‬ولا‮ ‬مدّدتُ‮ ‬أزمنتي،

سأبقى‮ ‬طاوياً‮ ‬في‮ ‬البيد‮ ‬أحلامي‮ ‬وأنشرُ‮ ‬في‮ ‬البحار‮ ‬السبعِ‮ ‬أشرعتي

عسى‮ ‬أن‮ ‬تنتهي‮ ‬الأحزان‮ ‬في‮ ‬بلدي‮ ‬ويبقى‮ ‬حبّكِ‮ ‬السرّيُ‮ ‬في‮ ‬قلبي‮ ‬إلى‮ ‬الأبدِ
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03447 seconds with 10 queries