عرض مشاركة واحدة
قديم 07/04/2006   #1
شب و شيخ الشباب HashtNasht
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ HashtNasht
HashtNasht is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
قدامك ...مانك شايفني !
مشاركات:
3,438

افتراضي طرد القصيمي خيانة عظمى


هاهم يسقطون كأوراق الخريف

و مع رحيلهم تقوم الدنيا و لا تقعد ...يوم ..يومان ..و مع الثالث يكون النسيان

و حتى لا يأكلنا النسيان تعالو نمنحهم شريطاً في المنتدى ... نجمع فيه وثائقهم ..و نناقش فيه قضاياهم , لعله يكون مرجعا لمن أراد الرجوع .

في هذا الشريط تعالو لنقرأ عن عبد الله بن علي القصيمي


و على غير العادة ..لن أبدأ بسيرته الذاتية ... فلربما نضعها لاحقا و أنما سأبدأ بما كتبه أنسي الحاج منذ اربعين عاما

طرد القصيمي خيانة عظمى

إننا نحتجّ على ترحيل عبد الله القصيمي.
إننا نعتبر ترحيله نفياً ونعتبره طعناً بكرامة كل كاتب في لبنان.
لم يفعل القصيمي شيئاً. أفكاره موضوعة في كتب، والكتب يجاوَب عليها بكتب.
معاملة الكاتب بالتدابير البوليسية تصرّف جبان.
كان لعبدالله القصيمي الشجاعة لأن يقول في كتبه رأيه بصراحة في مؤسسات وأوضاع ووراثات عربية.
وعلى من له رأي مخالف أن يظهر رأيه بأسلوب مماثل. نحن في مدينة ولسنا في غابة. نحن دولة ولسنا عصابات.
اننا ندعو رئيس الجمهورية إلى الاهتمام بهذه القضية. نطلب منه أن يحقّق بشخصه ليعرف من أصدر الأمر بإخراج الكاتب السعودي، ولماذا، ولماذا لم تنفع المساعي التي بذلت للرجوع عن قرار إبعاده.
قيل إن القصيمي أُبعد لأنه كان يقوم بنشاط سياسي. نحن واثقون أن هذه تهمة ملفّقة، وأنها حتى لو صحت فلا تعني شيئاً. تسعة على عشرة أشخاص في لبنان، لبنانيين وأجانب، يقومون في كل مكان بنشاط سياسي.
وقيل أيضاً إن القصيمي أُبعد لإنقاذه من مؤامرة كانت تدبر لاغتياله على أرض لبنان، وان السلطة أرادت أن تخدمه بترحيله. نحن واثقون أن هذا العذر حجّة. وحتى لو كان صحيحاً فإن جواب الكاتب السعودي كان، بالحرف، كما أعلنه لي: "قلت للمسؤولين عندكم إني أفضّل أن أُقتل في لبنان على ان أُقتل خارج لبنان. توسلت إليهم أن يتركوني أبقى. قلت لهم: لبنان هو الشاطئ الوحيد والأخير في هذه الصحراء. لكنهم لم يسمعوني".
القصيمي مطرود والسياسيون لا.
القصيمي، هذا النحيل كالقصبة، هذا العظم الشعري الموجع، هذا الضمير العاري الذي ينعصر له القلب، القصيمي محروم الإلتجاء إلى لبنان، والقَتَلة، الحشرات، الجواسيس، مدبرو البغايا، تجّار الرقيق الأبيض، جرذان المؤامرات ومرتزقة الاغتيالات وخدّام شبكات التهريب والدعارة، يسرحون في لبنان ويمرحون.
إننا نعتبر ذلك خيانة وطنية.
نحن نعطي السياسيين حق اللجوء ونأوي الجميع. مَن أحق بالحماية والحرية: سياسي يحترف الكذب أم كاتب يصارع الكذب؟
نحن بلد لا يعني شيئاً خارج بضع قيم أخلاقية وروحية، قيم الانفتاح والرحابة والحرية والترحيب بتعايش الأضداد والمتناقضات واللجوءات. كانت قيمتنا الأساسية أننا غير عدائيين، ولكننا في الوقت نفسه غير مشلولين بالخوف، نسبياً، من حرية التعبير. لقد طردنا عبد الله القصيمي، المطرود من كل البلاد العربية، لأننا خضعنا للخوف.
هذا معناه أننا صرنا أسوأ من السجن.
طرد عبد الله القصيمي هو طرد للكاتب اللبناني.
هو تجديف على أقدس الحقوق والرموز والقِيَم.
هو اعتداء على تراثنا العريق في الحرية.
هو خيانة عظمى.
عبد الله القصيمي سافر إلى القاهرة ليختار الملجأ وليبحث عن الحماية.
القاهرة تعطي الكاتب الحرّ ما تمنعه عنه بيروت!
من سمح، في بيروت، بهذه الجريمة؟ لأي سبب؟ تحت أي ضغط؟ بأي ثمن؟
إننا نحيّي القاهرة تحية الحب ونمنحها ولاءنا. لم يعد لبنان بيت المضطهدين.
لقد فقد هذا الشرف. تنازل عن كبريائه. سقط سقوطاً معيباً.
نحن بعد الآن مصريون بقدر ما القاهرة تفتح حدودها للمطرودين من بلاد الخوف.
نحن الآن نعيش في بلد الخوف.
نحن الآن مواطنون في دولة اختارت أن تطرد الكتّاب الأحرار لأنها لم تستطع أن تتحمل شجاعتهم ونظافتهم.
نحن الآن في السجن.
... كنا فيه قبلاً ... ولكنْ كنا حَسِبْنا أننا بدأنا ننساه!
16 نيسَان 1967

J.S: Death is the solution to all problems. No man = No problem.

آخر تعديل HashtNasht يوم 07/04/2006 في 09:24.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04349 seconds with 10 queries