الموضوع: _ علم النسب _
عرض مشاركة واحدة
قديم 22/03/2005   #1
التميمي
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ التميمي
التميمي is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
نـــجـــد مركز قبائل بني تميم
مشاركات:
25

افتراضي _ علم النسب _


تعريف علم النسب

النسب : لغة بمعني القرابة ، قاله ابن منظور فى اللسان وهو واحد الأنساب ، وعن ابن سيده : " قيل هو فى الآباء خاصة " (1). يقال للرجل اذا سئل عن نسبه : استنسب لنا أى انتسب لنا حتي نعرفك . وفى الاصطلاح : هو علم ، يعرف منه أنساب الناس وقواعد الانتساب ، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ فى نسب شخص . " وقال بعض النحاة المتقدمين : النسبة إلحاق الفروع بالأصول بياء ، وينسب الرجل إلي إنسان آخر اشهر منه للتعريف ، فينسب إلي هاشم فيقال هاشمى وينسب الرجل أيضاً إلي بقعة من البقاع كما تقول فى النسبة إلي البصرة بصرى" (2) . وأشار القرآن إلي فائدته فى قوله تعالى« وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»(3) . وحث النبى صلي الله عليه وآله علي تعلمه بقوله : "اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم "(4) ، و(اعرفوا) فى الحديث فعل أمر ، سواء قلنا بدلالته علي الوجوب أو الاستحباب كما عليه الفقهاء . وقد كان فى كل ملة عبر التاريخ إلي عهد غير بعيد من يهتم بهذا العلم إلا أن التحضر أبعدهم عن ذلك حداً لاتري معه لهذا العلم عندهم أثراً ، فقد ذكر الكثير ممن تعرض لهذه المسألة القول عن شكيب أرسلان : " إن الأمة الصينية هى أشد الأمم قياماً علي حفظ الأنساب وأنهم يكتبون أسماء الآباء والجدود فى هياكلهم فيعرف الواحد أنساب أصوله إلي ألف سنة "(5).
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ لسان العرب ج1 : ص 755 .
2 ـ لباب الأنساب ج1 : ص 188 .
3 ـ سورة الحجرات : الآية 49 .
4 ـ المستدرك للحاكم : ج4 ص161، والسنن الكبري للبيهقى : ج10 ص157 ، مسند ابى داود : ص360 .
5 ـ مقدمة الأستاذ أحمد مهدوى لكتاب المجدى : ص 55 .





وقال ابن الطقطقى : " وأمّا أهل الكتاب من اليهود والنصاري ، فضبطوا أنسابهم بعض الضبط . بلغنى أنّ نصاري بغداد كان بأيديهم كتاب مشجر محتوٍ علي بيوت النصاري وبطونهم "(1). أما العرب فقد غلب عليهم هذا الفن ، وفاقوا الآخرين فيه قبل الإسلام وبعده حتي قيل : إن علم النسب علم العرب . قال البيهقى : " كانت العرب إذا فرغوا من مناسكهم حضروا سوق عكاظ وعرضوا أنسابهم علي الحاضرين ورأوا ذلك من تمام الحج ولذلك قال الله تعالي : « فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً » "(2). لقد ذكر لنا التأريخ أن فرسان العرب كانوا يستنكفون من ملاقاة غير الكفؤ أثناء القتال فلايشرعون المبارزة حين المواجهة حتي يسألوا الخصم عن حسبه ونسبه، ففى معركة بدر خرج من المشركين شيبة وعتبة ابنا ربيعة بن الوليد والوليد بن عتبة فدعوا إلي البراز ، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار ، فنادي المشركون يا محمد أخرج إلينا الأكفاء من قومنا فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب ، فمشوا إليه ، فقال عتبة تكلموا نعرفكم ، فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب ، فقال عتبة كفء كريم وأنا أسد الحلفاء . من هذان معك ؟ قال على بن أبى طالب وعبيدة بن الحارث ، قال كفآن كريمان . وهكذا فى النكاح فلا يتزاوجون من غير معرفة بالنسب والحسب وقد روى أن علياً قال لأخيه عقيل وكان نسّابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم : انظر إلي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لى غلاماً فارساً ، فقال له: تزوج أم البنين الكلابية فانه ليس فى العرب أشجع من آبائها . ولوأضفنا إلي ذلك ما رتبه الشرع المبين من أحكام للرحم وصلتها ومايترتب عليها من أحكام وآثار دنيوية وأخروية ، لاتّضح سر المثابرة والحث علي الإحاطة بالأنساب .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1 ـ الأصيلى : ص30 ـ 31 . 2 ـ لباب الأنساب : ج1 ص169 .





فقد روى عن النبى صلي الله عليه وآله قوله : " تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فانّ صلة الرحم محبّة فى الأهل ، ومثراة فى المال ومنسأة فى الأثر "(1). ويعنى منسأة فى الأثر الزيادة فى العمر . وفى هذا كل التشويق لمتابعة هذا العلم بل فى هذه الرواية أمر شرعى بضرورة معرفة الأنساب فى حدود الحقوق الشرعية المترتبة علي النسب كما اسلفنا . وهكذا ما سنّه من اعتبار الأولويات فى الولاية علي النكاح حيث يقدم بعضهم علي بعض فى الولاية ، واعتبار كفاءة النسب فى الزوجين ، ففى مذهب الشافعى لايكافئ الهاشمية والمطلبية غيرها ، وكذلك الحاجة إليها فى باب الوقف إذا خص الواقف الوقف ببعض الطبقات دون بعض وفى الوصية ، ففى تكملة حاشية رد المحتار " قال فى الهندية : ولو أوصي لأهل بيته يدخل فيه من جمعه وإياهم أقصي أب فى الإسلام ، حتي أن الموصى لو كان علوياً أو عباسياً ، يدخل فيه كل من ينسب إلي على أو العباس من قبل الأب "(2). وفى الدية وأحكام العاقلة وغيرها . وأيضاً معرفة من له حق فى الخمس وتحرم عليه الصدقة عمن لا حق له فى الخمس ولا تحرم عليه الصدقة . فهذه كلها موضوعات شرعية متوقفة علي معرفة الأنساب وهى تنبئ عن أهمية هذا العلم . وقديما قيل : "من لم يعرف النسب لم يعرف الناس ومن لم يعرف الناس لم يعرف من الناس ؟"(3). قال ابن حزم بعد ذكره فوائد كثيرة لعلم النسب : " وضح بما ذكرنا بطلان من قال إن علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر وصح أنه بخلاف ما قال وانه علم ينفع وجهل يضر وقد أقدم قوم فنسبوا هذا القول إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا باطل ببرهانين : أحدهما : أنه لا يصح من جهة النقل أصلا وما كان هكذا فحرام علي كل ذى دين أن ينسبه إلي النبى صلي الله عليه وسلم خوف أن يتبوأ مقعده من النار إذ تقول عليه ما لم يقل . والثاني : أن البرهان قد قام بما ذكرناه آنفا علي أن علم النسب علم ينفع وجهل يضر فى الدنيا والآخرة ولا يحل لمسلم أن ينسب الباطل المتيقن إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا من أكبر الكبائر"(1).


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1 ـ سنن الترمذى : ج3 ص237 ، ح 2045 . مجمع الزوائد : ج8 ص152 وفيه منسأة للأجل ، وفى سر السلسلة العلوية ص12 باضافة : مرضاة للرب .
2 ـ تكملة حاشية رد المحتار : ج1 ص268 .
3 ـ النفحة العنبرية : ص23 .


مع تحياتي التميمي

قومي الذين إذا عدت مكارمهم = فديت أيامهم بالعم والخال
الصادعون على الجبار بيضته = والحاملون أموراً ذات أثقال

ألم ترا إن عز بني تـمـيم = بـناة الله يـوم بنى الجبالا
بنـي لهم رواسي شامخاتٍ = وعـلى الله ذروتـه فطـالا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03236 seconds with 9 queries