الموضوع: فلسطينيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 31/03/2005   #11
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي حيفا في سواد العيون شعر : حسن البحيري


يحق لحسن البحيري أن يهيم عشقا في بلاده، أوليست فلسطين ؟!فكيف إذا كانت مهد مولده وممشى صباه عروس المدائن " حيفا " ، بقدر الحب تأتي اللوعة ، فيسافر في ذكرياته وتنزف أيامه الماضية قصائد ولا أروع ، فنعيش في حيفا دون أن نعيش ، ونبكي عليها ولم نرها إلا من خلال عيونه ، ولا يظل الأمر هكذا بل نهيم بوطن غادرتنا محسوساته ولم تغادرنا أحاسيسه ، لعيني حيفا وسواد عيونها التي أرمدت في أيام الاحتلال ، هو لا يبكي أطلالا ، ولكن يذكر عهدا وحسب الوفي أن يذكر اشتياقه ويكتبه في دفتر الأيام ...

يوم غادرت مسقط رأسي مدينتي الحبيبة ((حيفا)) ، بعد ظهر الخميس في 23نيسان عام 1948 لم يكن ليمر في توهم خيالي إني أغادرها إلى غير رجعة .. فلقد ركبت البحر إلى"عكا" (نحو ست عقد بحرية) على أن أمضى فيها ليلتي ، ثم أعود بعد أن يخفُ جحيمُ الموت .. ولكن :

(تقفون والفلك المحرك دانب وتقدرون فتضحك الأقدار!)



ما أَشرقتْ عينــاكِ إلاَّ خْاننـــي

بصَبابتي .. صبري .. وحُسْنُ تجملي

وتَحسَّستْ كفّـايَ من أَلـَم الجــوى

سهماً مغارسُ نَصْلـهِ في مقتلـــي

وتسارعتْ من مُهْجَتــي في وجنتـي

حُمْر المــدامع جــَدولاَ في جَدولِ

فَلقد رأيـتُ بلحظ عينـــكِ إذ رَنـــَتْ

والِتّيهُ يَكْحَلُهـا بمِيـــل تَـــدلُّلِ

(( حيفا )) وشاطئـها الحبيبَ، وسَفحـهَا

وذُرىً تعـالتْ للسِّـاكِ الأَعْـــزَلِ

ومُنىً تقَضــتْ في فَسيـح رِحابـها

وهوىً تولَّــى في الشبــاب الأولِ

ورأيتُ هَيْمَنــَة الأَمــانِ مُطَمـأَنَ

اللهفــاتِ من غَدْرِ الصُّروفِ الحُوَّلِ

بِظِلالِ أهـدابٍ تــَرِفُّ غَضــارةً

كظلالِ أَهْـدابِ الغمــام المثْقَــلِ

وذكرتُ من عُمــر النعيم مَضـاءه

بِصِبىً على رُودِ الليــالي مُعْجَــلِ



والعيْشُ بُسْتـانٌ وبَسْمــَةُ ســعدهِ

فجرٌ بأفراحِ المشــارق يَنجلــي ..

والنجــم يَسحبُ من مَشارفِ اُفْقـِهِ

ذيلَ الإباءِ إلى مَشــارِفِ مَنــْزلي

عينٌ رأيـتُ بِسْحــرِها وفُتونــها

أحلامَ عَهْـدٍ بالصَّفــاءِ مُظـــلّلِ

ولمحـتُ بين سوادِهـا وبياضــِها

ظِلَّ الصَّنَوْبَرِ في أعالي (( الكَرْمـلِ ))

فعلى جفــونكِ لاحَ طَـيفُ ربيعـه

والحُسْنُ يوطئه بســاطَ المُخمَــلِ

والسَّوْسَنُ المطلــولُ بَيْن صخـوره

خَفِــقُ العِطافِ على أغاني البُلْبـلِ

ومَضاجعُ الأحبــابِ في أحضـانه

بَيْنَ الخَمَائلِ من حَريـرٍ مَوصْــلي

والرّيح ُ تَشْــدو في مَلاعبِ دَوْحـهِ

نَغَمــاً تنـام له عيونُ العُـــذَّلِ

جَبَلُ أَطــَلَّ على مرابــع أُنْســهِ

قَمَري . . وغـابَ وَتِمُّه لم يكُمــلِ

وغَرَســْتُ بين شعافــِهِ وشِعابِــهِ

زَهـْر الصِّـبا وَرَوَيْتُه من سَلْسَلـي

ورعيتــه بالرُّوح من لَفــحٍ .. ومن

نَفْحٍ ومن غِيَـر الزمــانِ النُّــزَّلِ

فنَما على جُهــْدِ الضَّنى .. وعَنائــِه

وزكا على جُرحٍ عَسيـرِ المَحْمَــلِ

حتى استوى سُوقاً .. وَهَدْهَدَ خاطــري

مَجْنىً .. وأكمامُ الرًّجـاءِ بَسَمْنَ لـي

قَطَفـَتهْ كـفٌ غيـرُ كفّــى عَنْــوَةُ

وجَناهُ من أرضي غريـبُ المِنْجــلِ

فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِ تائـهاً

من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍ أَلْيَــلِ

مُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ ، مَشْدُوهَ الأســى

أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أو مُقبــِل

وأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــي وصَبابتــي

أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِ المتهــلِّلِ

فَتَلَفَّتــي ، لا تَعْطِفــي جِيدَ الحَـيا

عنّي ، ففي عينيكِ غايةُ مأْمَلـي ....

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03166 seconds with 11 queries