عرض مشاركة واحدة
قديم 24/08/2006   #201
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فانظر يا أخي وتفكّر في هذه الحكمة الإلهية والعناية الربانية كيف جعلت ورتّبت كرة الأثير دون فلك القمر، وجعلتها ناراً بلا ضياءٍ كيما تحترق بحرارتها الدخانات الغليظة الصاعدة في الهواء، وتلطُف البخارات العفنة الكثيفة، ليكون الجوأبداً صافياً شفافاً. ولم تجعل تلك النار مُضيئةً، لأنها لوكانت مضيئة كالنيران التي عندنا، لمنعت أبصار الحيوان عن رؤية عالم الأفلاك والكواكب، وخاصةً الإنسان، لأنه لما مُنِع الكون هناك لم يُمنع الرؤية والنظر إليه، لكيما تشتاق النفوس إلى الصعود نحوها هناك، كما قال، جل ثناؤه: "إليه يصعد الكلِمُ الطيب والعمل الصالح يرفعه" يعني به روح المؤمنين. وقال في منع روح الكافر: "لا تُفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يَلِج الجمل في سمّ الخياط." وقد جعلت الحكمة الإلهية أيضاً الومهرير حِجاباً بين كرة النسيم وكرة الأثير، لتمنع ببردها وهج الأثير عن الحيوان والنبات أن يُتلفها، ولتُبرّد البُخار وتَعقِده غيوماً ليكون أمطاراً تحيا به البلاد. وجعلت كرة النسيم مُعتدلة المِزاج، ولمّا كان سببها انعكاس شُعاعات الكواكب كما بينا قبل، وأكثرها أوكدّها هي الشمس، جُعِلت تارةً تغيب لبرد الجو، وتارةً تطلع لسخن الهواء، ولودامت بطلوعها، لدام الإسخان ولأفرط الحر، وكان ذلك فسادا كلّياً. وكذلك لودام مَغيبُها لبرد الجووجمدت المياه والرطوبات، وهلك النبات والحيوان من البرد. وكذلك جعل لها أن تميل إلى ناحية الجنوب، ليكون الصيف هناك، والشتاء في الشمال "ذلك تقدير العزيز العليم". وهذه من عظيم نعم الله خلقه وذلك معنى قوله تعالى: "قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سَرمداً إلى يوم القيامة، من إلهٌ غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه، أفلا تُبصرون؟. ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار" إلى قوله: "ولعلَّكم تشكرون".
وعلى هذا القياس لودام الشتاء والصيف لكان بواراً وفساداً للنظام، وكذلك إذا دام مدارها على سمت واحد. قال الله تعالى: "والشمس والقمر والنجوم مُسخراتٌ بأمره" تارةً غاربةٌ، وتارة طالعة، وتارة مائلة، إلى الشمال، وتارةً مائلة إلى الجنوب، وتارةً مرتفعة في الأوج، وتارة منحطة إلى الحضيض، وتارةً فوق الأرض، وتارةً تحتها، وتارةً موازية للبروج النارية، وتارةً للترابية، وتارة للهوائية، وتارةً للمائية، وتارة للبروج المنقلبة، وتارة في الثابتة، وتارة في ذوات الأجساد، وتارة مجتمعة، وتارةً متفرقة، وتارة ناظرة ينظُر بعضها إلى بعض، وتارة ساقطة، وتارة منفصلة، وتارة منصرفة، وتارة كالواقفة، وتارة راجعة، وتارة مستقيمة، وتارة شرقية، وتارةً غربية، وتارةً محترقة بنورها، وتارةً في بيوتها، وتارةً غُربةٍ، وتارةً في الشَّرف، وتارةًفي الهبوط.
هذه كلها من أوصافها وأحوالها لأغراضٍ موصوفة، وآجال معدودة لا يعلمها إلاّ هو: "وما خلق الله ذلك إلاّ بالحق" ولا يحيط أهل صناعة النجوم والخَلْقُ أجمع بشيء من علمه إلاّ بما شاء، وَسِعَ كُرسيُّه السموات والأرض، وقد ذكرنا طرفاً من هذا العلم في رسالة الأدوار، شبه النموذج والإشارة، فانظر فيها وتفكّر فيما ذكرنا، لعلّ نفسك تنتبه من نوم الغفلة ورقدة الجهالة، فتحيا حياة العلماء، وتعيش عيش السعداء مع الأبرار في دار القرار، مُنعّمة ملذّذةً فرحانة مسرورة أبد الآبدين؛ ولا تكن من الغافلين في أسفل السافلين في عالم المون والفساد، واستعدّ للرحيل قبل انقطاع المدة، وتزوّد فإن خير الزاد التقوى.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06251 seconds with 10 queries