عرض مشاركة واحدة
قديم 29/08/2006   #1
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي كيف يفكّر جمهور "حزب الله"؟ وما هو سرّ حسن نصرالله؟(1- 3).


تحقيق: مارلين خليفة

قبل ويلات الحرب وفيها وبعدها: الصمود والكرامة و"السيد"

الصمود والكرامة والسيّد نصر الله، أقانيم ثلاثة يلهج بها جمهور "حزب الله". تتهدّم المنازل فوق رؤوس النساء والشيوخ والأطفال، يقتل الشباب في المواجهات، تحرق الأرزاق، يرتفع عويل الثكالى وينزح الآلاف من بيوتهم، ويبقى الصمود والكرامة والسيد نصر الله حيث هم، فكيف يفكر جمهور "حزب الله"؟
تركيبة هذا الجمهور الدينية والسوسيولوجية وما عاشه من ظروف صعبة نتيجة وجوده على خطّ المواجهة مع إسرائيل جنوبا مجبولة بمعاناة عميقة.
على مرّ التاريخ ملأت الجراح كيان الشعب الجنوبي وحفرت عميقا في لاوعيه، فصار يبحث عن منقذ ينتشله من مخالب إسرائيل ومن تهميش المجتمع اللبناني، فكان "حزب الله" الذي تعرّف المجتمع اللبناني الى جمهوره أثناء النزوح الكثيف من الجنوب والضاحية والبقاع.
كيف يفكّر جمهور "حزب الله" ولم طريقة تفكيره "مختلفة" عن بقية شرائح المجتمع اللبناني؟ ما السر في شخصية أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله الفذّة الجذابة الكاريزماتيكية، التي تأسر قلوب الشباب والنساء والأطفال في لبنان كله، وذات السطوة على جمهور "حزب الله" السائر نحو الإستشهاد بلا تردد في مسيرات جماعية لا توفّر أحدا؟
السيدة الخمسينية التي تظهر عبر شاشة تلفزيون الـ"أن بي أن" تقول أنها "لم تصل" الى الكرامة بعد لأنها لم تصبح أما لشهيد. في أحد صفوف مدرسة حارة صخر الرسمية بدا الصمود مجسّدا أيام الحرب: يجلس فهمي علوية وزوجته سلمى وأولاده وأقارب له في حلقة دائرية ويجالسهم السيد كميل تابت وابنه مارون الذي يهدهد بين يديه طفلة لا تتجاوز الأشهر الثلاثة هي لايدي، ابنة فهمي وسلمى. الرجلان ناشطان في "التيار الوطني الحر" وهما يمضيان معظم أوقاتهما في التحادث مع "الزائرين" متبادلين الأحاديث السياسية والاجتماعية التي لا تخلو من نقد كثيف للطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، في ترجمة تعكس التحالف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".
إنه الثاني من آب، مرّ 21 يوما على بدء الحرب، وامتلأت صفوف المدرسة بثلاثين عائلة نزحت من صريفا وشبعا ومارون الراس وضاحية بيروت الجنوبية وتوزعت العائلات على 13 صفا.
جوّ الصف حيث عائلة فهمي يبدو مريحا: قهوة عربية في فناجين بلاستيك، ابتسامة السيدة سلمى لا تفارقها، لا تشعر أنك في صف مدرسة وان ثمة عائلة سلخت من منزلها وتركت رزقها إلا حين ترى فرشة سميكة مفروشة على الأرض " الإخوة المسيحيون في هذه المنطقة جلبوا لنا الفرش التي ينامون عليها وقدّموها لنا ما إن علموا بوجودنا" تخبر سلمى وتردف:" لم أتصوّر يوما أن أعيش بين مسيحيين وأكون مرتاحة الى هذا الحدّ، تصوّري أنني أحمل همّ فراقهم وأنا في هذه الحالة".
ويقول فهمي: "هذه التجربة رسخت فينا قول الإمام موسى الصدر: التعايش المسيحي - الإسلامي ثروة يجب أن نتمسك بها".
عائلة فهمي وسلمى لا تنتمي الى "حزب الله"، هكذا أخبرانا في بداية الزيارة التي دامت زهاء ساعة ونصف الساعة، لكن سلمى أخبرتنا ان ابن خالها محمد طفلا استشهد في صفوف "حزب الله" في المعارك الأخيرة " هو أب لخمسة أولاد، نعاه الحزب، تضايقت عندما علمت بالخبر، لكني شعرت بالفخر بأنني قدمت وعائلتي شيئا لهذا الوطن، أشعلت سيكارة ثمّ اتصل بي شقيقي من المانيا وقال لي أنه يجدر بي ان افخر بذلك وأننا جميعنا على طريق الشهادة".
ويتدخل فهمي:" لدينا مبدأ في ديننا، إما النصر أو الشهادة وفي الحالتين إن النصر لنا".
سلمى هي أمّ لأربعة أولاد أكبرهم في الحادية عشرة: فالنتينا، علي، لين و لايدي إبنة الخمسة أشهر، صغيرة العائلة وقد تكفّلت إحدى السيدات في جونيه بأخذها يوميا للاستحمام في منزلها. تبدو الطفلة جميلة جدا بعينيها الزرقاوين، وفجأة يدخل علي ليلقي التحية، إنه شابّ صغير يعرّف عن نفسه بثقة وبابتسامة بريئة.
نسأل سلمى: هل أنت مستعدّة للتضحية بعلي إبنك الوحيد من أجل المقاومة و"حزب الله"؟ بسرعة البرق يأتي الجواب:" بالطبع، كرمى لعيون كلّ الشباب. اشجع إبني على الدخول في صفوف المقاومة، وعلى أي حال هو اليوم في صفوف كشافة الحزب، نحن نربي أولادنا على مقاومة المعتدي وعلى العقيدة الوطنية والحسّ الإسلامي والقومي".
العيش من أجل الموت
العيش من أجل الإستشهاد أمر لا يحبذه إلا جمهور "حزب الله"، وهو من الشيعة التي نهلت هذا التفكير من استشهاد الإمام الحسين بن علي حفيد الرسول وسبعين من آل بيته في القرن السابع ميلادي، أما معظم اللبنانيين الآخرين، وبعد شهر على المواجهات الحادة التي مرّ بها لبنان فقد بدأوا يفكرون في الهجرة".


13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


 
 
Page generated in 0.03781 seconds with 10 queries