عرض مشاركة واحدة
قديم 02/09/2006   #7
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


شكّل عام 1986 بداية تحرير القسم الأول من الجنوب، وأصبحت المقاومة هي الطرف الوحيد المقاوم للإحتلال وبدأ نجم "حزب الله" يسطع. بدأ يصبح الوحيد الذي يقاتل إسرائيل ويحقّق انتصارات. وبدأ يبرز كقوّة متميزة في مواجهة الإحتلال وتصوير العمليات وإثبات البطولات في شكل حقيقي وبدأت رحلة الصعود. في هذه الفترة ترافق الصعود العسكري والنوعي مع عمل إجتماعي في مختلف المناطق الشيعية من البقاع الى الجنوب: أسس المستشفيات، المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإجتماعية، قدّم الخدمات الزراعية وأنشأ مؤسسات لأهالي الشهداء والجرحى. "خلق "حزب الله" نوعا من مؤسسات احتضان للشيعة في الوقت الذي كانوا يعيشون فيه تهميشا من جانب الدولة، فيما كانت مناطقهم تعيش حالة من انعدام الإنماء.



كان لهذا العامل دوره في الشعور بالإنتماء الى هذا الحزب الذي يقدّم الخدمات من دون مقابل"، يقول الدكتور طلال العتريسي أستاذ في علم الإجتماع في الجامعة اللبنانية منذ عام 1980 وله مؤلفات في القضايا السياسية الى مجموعة مقالات عن "حزب الله" وكتب عدة منها: "إيران الجمهورية الصعبة" وصاحب كتاب "الإصلاح في الشرق الأوسط"، ويضيف:" إن انتصار الثورة في إيران وصعود نجم الشيعة وفكر الإمام الخميني إنعكسا على الشيعة اللبنانيين على مستوى الحيوية العقائدية والسياسية أيضا، وكان "حزب الله" هو نتيجة هذه الحيوية".
شعر الشيعة في لبنان عموما بأنّهم في وضع جديد يحتوي عناصر قوّة لم تكن موجودة في السابق، وربما لم يسبق لها مثيل إلا في حركة الإمام موسى الصدر في سبعينات القرن الماضي.
في موازاة الخدمات الإجتماعية عمل "حزب الله" على الجانب العقائدي فنظّم أنشطة واسعة من دورات تثقيف ومعاهد إعداد في مناطق الثقل الشيعي في بعلبك والضاحية الجنوبية والجنوب بهدف البناء العقائدي، الثقافي الإيماني للشباب المؤيدين وللمنتمين الى صفوفه. لكنّ شعورا عميقا بالتهميش والعزل ظل يراود هذا الجمهور.
"عند حصول أي إعتداء إسرائيلي يعود الشيعة بالذاكرة الى كلّ الإعتداءات السابقة والتي كانوا فيها من دون حماية منذ العام 1948 مرورا باجتياحات 1978 و 1982 و1993 و1996 ، وحتى في العام 1969 أيام وجود المقاومة الفلسطينية في الجنوب. يشعر الشيعة عند اي اعتداء بأن ثمة مشروعا جديا للقضاء عليهم، وخصوصا أن الواقع السياسي الداخلي والخارجي كان يوحي ذلك" يقول الدكتور العتريسي.
تعرّض الشيعة في لبنان للتهجير مرارا، هجّرهم المماليك من كسروان وجبيل بسبب الإضطهاد الديني، كذلك نزحوا الى البقاع والى الجنوب، وفي الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 نزحوا من المناطق الشرقية الى الضاحية الجنوبية من النبعة وتل الزعتر والدكوانة.



خوف من الإلغاء والتهميش



نقطة أخرى في تاريخ الشيعة اللبنانيين يلتقي فيها عالم الإجتماع الدكتور العتريسي بالمحللة النفسانية الدكتورة الأمين، والإثنان جنوبيان: "في بداية الحرب الأهلية كان تاريخ الشيعة محط استضعاف وتهميش، وكانوا في أسفل السلّم الإجتماعي، هذا الوضع تغير تدريجا مع الإمام موسى الصدر وصولا الى ما يعتبره الشيعة أفضل وأقوى على المستويات كلها. في الحرب الأخيرة ساد شعور بوجود مشروع لضرب هذا الوضع الشيعي وإعادته الى مرحلة التهميش والإستضعاف ". يقول الدكتور العتريسي موضحا تعلّق الجمهور الشيعي الأكبر بالحزب بأمينه العام خصوصا:" ولهذا السبب ساد شعور عام عند معظم الشيعة بأنّ "حزب الله" وقائده تحديدا هو الذي حمى الشيعة ومنع تنفيذ هذا المشروع وهذا يفسّر لماذا يشعر الشيعة بأن كل هذا التدمير لا يساوي شيئا في مقابل ولائهم للسيد نصر الله، لأن ما هو أخطر من التدمير بنظرهم هو تدمير كل واقعهم السياسي والإجتماعي. والخطورة في هذا الأمر أن حرب إسرائيل إستهدفت في شكل اساسي البنية التحتية في لبنان. وهذا اختبار جديد لـ"حزب الله" يجب أن ينجح فيه.



السيّد حاضن الهواجس ومبدّدها



كان للسيّد حسن نصر الله وشخصيته وخطابه وسلوكه الدور الأكبر في تبديد الشعور بالإضطهاد والخوف من التهميش مجددا لدى هذا الجمهور، والأمين العام الحالي يدرك هذه المعاناة الجماهيرية التاريخية والواقع السوسيولوجي والنفسي والسياسي لطائفته، من هنا قدرته على مسّ قلوبهم وإقناع عقولهم.
"خاطب السيد حسن نصر الله في كلمة له أثناء الحرب الأخيرة المجاهدين بقوله: أقبّل أقدامكم، وبهذا اعاد السيد نصر الله للمقاومين إنسانيتهم وكينونتهم وحقّهم في هذا الوطن. هذه نقطة ينبغي التوقف عندها مطوّلا ليس، لتكريس الذهاب الى الطوائف والمذاهب إنما لنعرف أن لكل إنسان كرامته كما في بقية دول العالم" تقول الدكتورة الأمين التي تركّز على شخصية السيّد فتصفه كالآتي:" السيد نصر الله هو شخصية معاصرة بمعنى استعمالها المنطق والعقل والجدل، وهو شخصيّة دينية بمعنى الإيمان الصادق الذي هو سلوك أخلاقي قبل ايّ شيء: الصدق والوفاء والتواضع والصبر والهدوء. هذا الإيمان وذلك العلم جرى توظيفهما في عقيدة قائمة على مجابهة عدّو له تاريخ طويل في الاعتداءات. السيد رجل لا يشبه الطراز التقليدي للرجال: فهو ليس ضخما بل يحمل وجه طفل وتعابير إنسانية بسيطة، إنه يشبه أي واحد منّا. كما أن السيد ردّ للكلمة قيمتها بحيث صارت اللغة تعني مفرداتها". التوقف أمام خطاب السيد الذي وعد فيه بإعادة إعمار ما تهدم جزء اساسي من تركيبة الحزب "إنها سابقة في تاريخ الحروب و التهجير. يدفعنا هذا الأمر الى طرح اسئلة منها: كيف يذهب الحزب الى إعادة البناء وكأن الدولة غير موجودة؟ هنا ندخل فعليا الى صميم مشكلتنا كلبنانيين، كمثقفة وكمحللة أرى أننا يجب التفكير بهدوء في كيفية الإلتقاء على مفهوم المواطنية".


13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


 
 
Page generated in 0.06565 seconds with 10 queries