عرض مشاركة واحدة
قديم 05/09/2006   #13
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


بالإنتقال الى لبنان عام 1978 تابع السيد نصر الله دراسته في حوزة الإمام المهدي في بعلبك وتبوّأ المسؤولية السياسية في حركة "أمل" عن منطقة البقاع وهو لم يتجاوز الـ18 من العمر، فيما تولى صديقه قصير المسؤولية في الحركة عينها في منطقة بئر العبد. حمل نصر الله لقب السيد منذ مولده وقبل أن "يتعمّم" في النجف، أي قبل أن يلبس العمامة السوداء التي تنحصر في رجال الدين الذين يتحدرون بنسبهم من أهل البيت. مع مرور الوقت وبعدما انتقل من صفوف الحركة بسبب اختلاف النظرة في القتال مع إسرائيل الى تشكيل الخلايا الأولى لـ"حزب الله" بين عامي 1983 و 1984، تسلّم السيد نصر الله المسؤولية التنظيمية في البقاع ثمّ انتقل الى العاصمة بيروت حيث تولى مسؤوليتها بالإضافة الى التعبئة العامة. في تلك المرحلة توطدت علاقة قصير المسؤول الإعلامي في "حزب الله" بالسيد نصر الله وصار على احتكاك يومي ومباشر معه، وخصوصا أنهما صارا جارين وهما الساكنان في بئر العبد مقابل الجامع.
"بدأت في اكتشاف شخصيّة السيّد منذ العام 1985 ولاحظت كم أنه شخصية قيادية متميّزة جدّا".
هذا التميز الذي يجمع عليه جمهور "حزب الله" في طبقاته المختلفة يفسّره قصير بعوامل عدّة، في طليعتها إخلاص نصر الله العميق للقضية التي يؤمن بها، بل ذوبانه فيها لا يشغله عنها أمر شخصي أو حتى عائلي أو أي اعتبارات بروتوكولية أو شكليات أو مسائل إدارية، "لا يكفّ السيد عن التخطيط لأي موضوع يختص بالقضية، يجيّر له طاقاته كلّها وفكره واحاسيسه". ويذهب قصير بعيدا معتبرا أن هذا الإخلاص "يجلب حالة التوفيق الإلهي اي الإلهام، "ففي عقيدتنا الإيمانية الشيعية الإثني عشرية أن من خلص لله سبحانه وتعالى أربعين يوما وليلة يجري الله الحكمة على لسانه، أي انه يصبح إنسانا مسدّدا وملهما"، يضيف قصير: "إكتشفت مع الوقت أن السيد حسن هو من هذه الطينة في طريقة أدائه وتعاطيه الأمور".
يرى قصير في السيد نصر الله ذاك "التعبد الحركي"- كما يسميه - أو التعبد العملي "فهو يعيش واقع الحياة، لا ينزوي في البيت أو المسجد ولا يترهب، بل يتعبد وسط الناس ويتعامل مع القضايا كلّها بروح متعبّدة. تجلّى ذلك بوضوح في مسيرته الحزبية مما استقطب شريحة واسعة من العاملين معه إذ غرس فيهم روحية الإخلاص والتفاني في سبيل المقاومة".
ميزة أخرى يتحدّث عنها جميع من يعرف السيد نصر الله من كثب تكمن في التصاقه بقضايا الشباب وحمله همومهم ودعمه قضاياهم واحتياجاتهم العملية والشخصية والحزبية، "عندما يلتقونه لا يلتقون مديرا لمجموعة عمل بل أبا روحيا يزرع الحماسة والروحية العالية ويجعل الإنسان يشعر بأن المشاكل التي يواجهها ليست ذات قيمة أمام الهدف الذي يسعى إليه. كنا نقصده للشكوى من مسائل في النطاق العملي، فيحوّل الشعور لدينا قائلا أن هذه ليست عوائق بل يجب تجاوزها لأن الهدف أكبر واسمى"، يروي قصير.
يتميّز السيد نصر الله بمرحه، فهو صاحب شخصية سلسة على صعيد العلاقات الشخصية، قليل الغضب وإذا غضب لا يظهر انفعالاته التي سرعان ما تزول.
لديه ذكاء حادّ وقدرة على إقناع الطرف الآخر في الجلسات التنظيمية كما يجمع عارفوه، "من النادر أن يطرح رأيا في موضوع معيّن ويعجز عن تسويقه لدى الفريق المعني اتخاذ القرار معه. فهو يقدّم الفكرة بمنهجية مقنعة متسلسلة وواضحة ومدعّمة بالحجج والبراهين تجعل الشريك يقتنع بوجهة نظره"، يخبر قصير.


ثقافة الإستشهاد


عرف السيد نصر الله ساحات الوغى مقاتلا يعشق العيش مع المقاتلين المحاربين على الجبهات، كان يندفع للذهاب الى الجبهات أحيانا في الخفاء ومن دون معرفة القيادات المسؤولة كي لا تمنعه من ذلك. شارك في القتال مرات عدة في عامي 1985 و 1986 كذلك في عامي 1988 و1989 أثناء حصار إقليم التفاح حيث حوصر مع شباب "حزب الله" لثلاثة أشهر. تدريبه العسكري كان في مدينة بعلبك على يد الحرس الثوري الإيراني الذي نشط في تدريب المقاتلين أثناء الإجتياح الإسرائيلي، وتابع دورات قتالية عدّة إستمرت اشهراً عدة.
عزّز السيد نصر الله ثقافة الإستشهاد في "حزب الله"، "وتعود هذه الثقافة في جذورها الإيمانية الى كربلاء والى الإيمان بأن الإمام الحسين كان في كربلاء إستشهاديا بمعنى أنه بذل دمه في سبيل حفظ قضيته وإعلائها في الأرض، ونحن نؤمن بأن الإسلام ولد محمديا واستمر حسينيا ولولا هذه الشهادة لما استمر الإسلام بحضوره الصافي والنقي" يقول قصير.
جسّد السيد نصر الله هذه الثقافة عمليا وربّى شباب "حزب الله" عليها، وخصوصا أنه كان مسؤولا عن التعبئة التي لا تنحصر في استقطاب العناصر بل في تعبئة هؤلاء ثقافيا وروحيا وفكريا، وكانت الثقافة كربلائية من كون الشهادة في سبيل الله هي أعلى مرتبة قد يصل اليها الإنسان.
آمن السيد بهذه الثقافة التي علّمها لجمهوره وعمل بحسبها مما ساهم في تمتين عامل الثقة بينهما، "المشاركة المباشرة من القيادة مع العناصر في مواقع القتال تعطي هذه الثقافة نوعا من التجسيد الواقعي والصدقيّة ولا تبقيها نظرية: فعندما يرى العنصر أن المسؤول معه يتعرض للخطر مثله يشعر بمدى صدقيته وهو يمارس ثقافة الإستشهاد، هذا ما مارسه السيد وتجلى في استشهاد إبنه" يروي قصير.
شكّل استشهاد هادي إبن الـ19 ربيعا مفصلا رئيسيا ونوعيا في نظرة الجمهور الخارجي الى الحزب، باعتبار "أن هذه القيادة التي تضحي بإبنها البكر في مواقع القتال والشهادة هي صادقة لأنها تضحي بأغلى ما عندها". بدوره تعرض السيد حسن نصر الله لمخاطر جمّة في حياته ولمحاولات اغتيال عدّة كانت اسرائيل وعملاؤها يخططون لها وتحبط أحيانا قبل دقائق عدة من كبس الزناد.
عام 1989، وقبيل دقائق من اعتلاء السيد نصر الله المنبر، أجرى المنظمون الكشف الأخير للمسرح واكتشفوا أن باقة الورد الموضوعة في إحدى الزوايا مفخخة ومعدة للتفجير، فأبعدوها من دون ضوضاء وتكلم السيد وكأن شيئا لم يكن.
كذلك اكتشفت محاولات إغتيال أخرى، وخصوصا بين عامي 1985 و 1988 في الطريق أمام منزله السابق في بئر العبد، حيث فخخت الشتول على ضفتي الطريق والأرصفة وذلك قبل أن ينتقل للسكن في حارة حريك قرب الأمانة العامة.


13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


 
 
Page generated in 0.04599 seconds with 10 queries