عرض مشاركة واحدة
قديم 06/09/2006   #5
شب و شيخ الشباب sezar
مختار
 
الصورة الرمزية لـ sezar
sezar is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
QTR
مشاركات:
5,019

افتراضي جيل الثمانينيات والتسعينيات


جيل الثمانينيات والتسعينيات
مع بداية الثمانينات بدأ يفد دم جديد إلى السينما السورية ليرسخ ويطور التقاليد و الإنجازات السينمائية التي أرسى دعائمها جيل الرواد الثاني.
إذ كان قد عاد إلى الوطن مجموعة من الشبان الذين أنهوا دراسة السينما في المعاهد السينمائية للاتحاد السوفييتي وبلدان اشتراكية أخرى، وبعد أن عملوا فترة في السينما التسجيلية القصيرة انتقلوا لإنجاز أفلامهم الروائية الطويلة الأولى. وقد كان لكل منهم بصمته الخاصة وأسلوبه المتميز. فمن كوميديا سمير ذكرى السوداء إلى منمنمات محمد ملص و هجاء أسامة محمد المرير إلى كوميديات عبد اللطيف عبد الحميد الحزينة إلى الواقعية الصارمة لريمون بطرس والغنائية المأساوية الرمزية لماهر كدو إلىالتأمل البصري العميق في الصورة لرياض شيا وإلى طرح القضايا النسائية لدى واحة الراهب تنوعت الأساليب وتعددت مضفية على السينما السورية نكهة خاصة ومغنية إياها بمزيد من الألوان والظلال.
ثمة قاسم مشترك بين هؤلاء المخرجين، وهو أن أفلامهم تنتمي إلى ما يعرف بسينما المؤلف، فهم يكتبون سيناريوهات أفلامهم بأنفسهم. إضافة إلى قاسم مشترك آخر، وهو أن معظمهم حاول أن يتحدث في أفلامه عن ذكريات وأحداث عاشها وعرفها، وعن وطنه الصغير، قرية أو مدينة، الذي تحدر منه. لهذا يمكن القول إن أفلام الثمانينيات والتسعينيات تكاد تشكل مسحا بيئيا وإنسانيا وثقافيا لمختلف بقاع سورية.
وجدير بالذكر أن العديد من هذه الأفلام قد حاز على جوائز أولى، أوجوائز أخرى مختلفة في عديد من المهرجانات العربية والعالمية.
وفيما يلي استعراض لأبرز أفلام هذه المرحلة:
"حادثة النصف متر" (1980) و"وقائع العام المقبل" (1985) و"تراب الغرباء" (199 لسمير ذكرى: يعرض لنا الفيلم الأول رحلة في عالم موظف صغير ذي منبت شعبي محافظ، تحتل المرأة كأنثى محور تفكيره، يكشف من خلالها ويفضح نموذج هذه الشريحة بكل تناقضاتها ودوافعها وتطلعاتها إلى الصعود وتجاوز مرارة العيش والحرمان مهما كان الثمن.
أما الفيلم الثاني فيروي المشكلات التي واجهت موسيقيا شابا لدى محاولته تشكيل أوركسترا كلاسيكية، ولكنه لا يتمكن من تحقيق حلمه بسبب عوائق عديدة، اجتماعية وإدارية، تعترض طريقه. وأما الفيلم الثالث فيعرض لنا مشاهد من حياة المفكر العربي السوري التنويري عبد الرحمن الكواكبي.
"أحلام المدينة" (1984) و"الليل" (1992) لمحمد ملص: يعرض لنا الفيلم الأول دمشق الخمسينيات، والتحولات السياسية التي تطرأ عليها، وما يدور في حواريها من قصص حب وعنف وأحلام تتهاوى، من خلال عيني طفل. أما الفيلم الثاني فيتحدث عن ابن يحاول تجميع قصة أبيه الذي مر يوما بالمدينة الحدودية القنيطرة ذاهبا إلى فلسطين مجاهدا ثم عاد إليها وتزوج ثم مات قهرا.
"نجوم النهار" (198 و"صندوق الدنيا" (2002) لأسامة محمد: يتحدث الفيلم الأول بنبرة ذات طابع تهكمي سوداوي عن التمزق الذي يصيب أسرة تنتمي إلى شريحة اجتماعية متوسطة في كل شيء: في الوضع المادي والثقافي والعاطفي والأخلاقي، تحاول أن تفرح ولكن فرحها ينقلب إلى مأساة. أما الفيلم الثاني فيرصد حياة عائلة ريفية منعزلة، يموت الجد من دون أن يمنح أسماء لأحفاده الثلاثة، ويعود أحد الأبناء من هزيمة حزيران مغطى بالوحول. ليس المهم في هذا الفيلم القصة، بل الطريقة التي تصور هذه العوالم بها، والنظرة التي ترصدها.
"ليالي ابن آوى" (1989) و"رسـائل شفهية" (1991) و"صعود المطر" (1995) و"نسيم الروح" (199 و"قمران وزيتونة" (2001) و"ما يطلبه المستمعون" (2003) لعبد اللطيف عبد الحميد: كل من الأفلام الأول والثاني والخامس والسادس كوميديا ناعمة تتحدث عن سكان الأرياف وعالمهم الصغير ومفارقات حياتهم البسيطة المفعمة بالصدق والنبل. أما الفيلم الثالث فهو كوميديا مدينية تحكي قصة كاتب يعيش حالة تنقل مستمرة ومضنية ما بين واقعه من جهة وأحلامه وكوابيسه من جهة أخرى، عبر أسلوب يعتمد على سريالية متهكمة إلى أقصى حدود التهكم ممزوجة بشاعرية مجنحة بالغة الرقة والشفافية. أما الفيلم الرابع فهو تراجيكوميديا شفافة تكاد تكون أنشودة عذبة في مديح الحب والتواصل بين البشر.
"الطحالب" (1991) و"الترحال" (1997) لريمون بطرس فهما يشكلان لوحة بانورامية للحياة في مدينة حماة، وعبر هذه اللوحة يتوقف الفيلم الأول عند عائلة مؤلفة من خمسة أخوة يدور فيما بينهم صراع ضار حول قطعة أرض موروثة. أما الفيلم الثاني فيعرض لنا جانبا من تاريخ هذه المدينة، خلال مرحلة انقلاب حسني الزعيم ونكبة فلسطين.
"شيء ما يحترق" (1993) و"الطحين الأسود" (2001) لغسان شميط: يتحدث الفيلم الأول عن عائلة من النازحين الذين أرغمتهم إسرائيل بعد حرب 1967 على مغادرة أرضهم ومدينتهم، وهاهم بعد عشرين سنة ما يزالون يحنون للعودة إلى ديارهم، رافضين نسيان الماضي والتأقلم مع وضعهم الجديد. أما الفيلم الثاني فيتحدث عن قرية سورية بعد جلاء المستعمر الفرنسي، وآلام المخاض التي ترافق مرحلة الاستقلال.
"صهيل الجهات" لماهر كدو (1993) يتناول الفيلم، بأسلوب مليء بالرموز والإشارات، رحلة فتاة تبحث عن عصابة قتلت أهلها واغتصبتها.
"اللجاة" لرياض شيا (1995) اللجاة هي تلك الأرض البازلتية القاحلة الممتدة على رقعة واسعة في جنوب سورية، وهي في الفيلم مكان تراجيدي تهيم في عالمه شخصيات تتوق إلى الحب والحرية.
"رؤى حالمة" لواحة الراهب (2003) هو الفيلم الأول للمخرجة السيدة الوحيدة في المؤسسة العامة للسينما، ولهذا كان من الطبيعي أن ينصب موضوعه على قضايا المرأة في مجتمعنا المعاصر، وذلك عبر فتاة تعاني من اضطهاد أبيها لها، فتغادر البيت بحثا عن ذاتها. وفي رحلة البحث هذه نستعرض شريط حياتها، وعبره شريط حياة الوطن.
في فترة الثمانينيات والتسعينيات توقف العديد من المخرجين الذين صنعوا أفلاما في فترة السبعينيات عن إخراج أفلام جديدة. ولكن ثمة مخرجين آخرين من ذلك الجيل، جيل الرواد الثاني، ما يزال يواصل عمله ويصنع أفلاما حتى الآن. منهم مثلا محمد شاهين الذي يعتبر أغزر مخرجي السينما السورية إنتاجا. وقد أخرج للقطاعين العام والخاص العديد من الأفلام أبرزها فيلم " الشمس في يوم غائم " (1985) عن رواية حنا مينة، وتدور أحداثه في مدينة ساحلية أيام الاستعمار الفرنسي ومحورها شاب ينتمي إلى أسرة ارستقراطية، يطمح إلى تغيير حياته والابتعاد مناخ العائلة المسموم فينخرط في حياة سكان حارة شعبية بسيطة ويتعلم منهم الشيء الكثير. والفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
كما صنع نبيل المالح، بعد انقطاع طويل، فيلمه " الكومبارس " الذي يحاول الاقتراب فيه من عالم الناس الهامشيين وبحثهم المضني عن الحب والسعادة.

"أوقفوا حجب أخوية في سوريا"
-------------------
يا نبع المحبه.... عينك عَ وطنا
-------------------
فلتحيا سوريا للأبد
واكسيرها للخلود سيكون دماء محبيها ..
-------------------
ساعدنا في الاشراف... استخدم زر المشاركة العاطلة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04831 seconds with 10 queries