عرض مشاركة واحدة
قديم 06/09/2006   #10
شب و شيخ الشباب sezar
مختار
 
الصورة الرمزية لـ sezar
sezar is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
QTR
مشاركات:
5,019

افتراضي


التوزيع
عام 1969 صدر قانون حصر استيراد الأفلام بالمؤسسة العامة للسينما. وقد وضع هذا القانون لإنقاذ جمهور السينما من سيل الأفلام التجارية المتدنية التي كان ممثلو القطاع الخاص يستوردونها بغض النظر عن سويتها والقيم التي تروج لها، طالما أنها تعود عليهم بربح مادي وفير.
إضافة إلى ذلك فقد أمن حصر الاستيراد للمؤسسة هامشا من الربح مكنها من تطوير إنتاجها ، ودعم التجارب الإبداعية للمخرجين الشباب، خاصة وانها لا تعول على تحقيق أرباح من الأفلام التي تنتجها، لأنها، ومنذ تأسيسها، وضعت نصب عينيها أن تؤدي رسالة فنية وثقافية لا يمكن لأية جهة سينمائية غيرها أن تؤديها.
وبعد أن يتم استيراد الأفلام تطرح للبيع على الموزعين وأصحاب دور العرض. وفي كثير من الأحيان يحجم الموزعون عن شراء الأفلام ذات الطبيعة الفنية الخالصة، فتقوم المؤسسة بعرض هذه الأفلام في الصالات التابعة لها، رغم مايرتب عليها ذلك من خسائر مادية.
ولكن، ومع تراجع السوق السينمائية في سورية، وبهدف تشجيع الموزعين وأصحاب الصالات على تطوير عملهم السينمائي، فقد تم مؤخرا إلغاء حصر الاستيراد، وأصبح الموزعون أحرارا في استيراد الأفلام التي يريدون.

الصالات
أما فيما يتعلق بصالات العرض فتشير الاحصائيات إلى أن عدد صالات العرض كان في سوريا عام 1957 ستين صالة ، وارتفع العدد في عام 1960 إلى تسعين صالة ثم ارتفع في عام 1963 إلى 112 صالة ، وهبط العدد بعد ذلك في عام 1973 إلى 102 صالة ، ثم هبط مجددا ليصل عام 1981 ليصل إلى 92 صالة رغم أن عدد السكان قد تضاعف خلال هذه الفترة . ويعود السبب في ذلك إلى مزاحمة التلفزيون والفيديو ومن ثم حاليا أطباق الاستقبال الفضائية، لدور العرض السينمائي ، وقد أدى تراجع الإقبال الجماهيري على دور العرض إلى تقاعس أصحاب الصالات عن العناية بإصلاح وتجديدها دوريا ، مما سبب تدنيا في الوضع العام للصالات، وأدى بدوره إلى مزيد من تضاؤل نسبة ارتياد هذه الصالات وإلى تدني السوية الثقافية للجمهور الذي يرتاد الصالات السينمائية مما جعل عائلات كثيرة تحجم عن الذهاب إلى دور السينما ( كانت العائلات أو الجمهور العائلي والنخبة المثقفة تشكل فيما مضى المشاهد الأساسي للأفلام السينمائية ) . وبقيت علاقتها بالعروض السينمائية محصورة بارتياد الصالات التي تملكها المؤسسة العامة للسينما إضافة إلى عدد ضئيل آخر من الصالات الجيدة التي يملكها القطاع الخاص .

الدوريات والمطبوعات السينمائية
في عام 1978 صدر العدد الأول من المجلة الفصلية " الحياة السينمائية " التي تصدر عن وزارة الثقافة، والتي تكاد تكون المجلة الأكاديمية الوحيدة المتخصصة في فن السينما على امتداد العالم العربي.
وقد عملت " الحياة السينمائية " منذ عددها الأول وحتى الآن على توثيق كل ما يتعلق بتاريخ وتطور السينما السورية، ومتابعة ورصد الإنتاج السينمائي المحلي، إضافة إلى تزويد القارئ بما هو جديد في السينما العربية والعالمية من قضايا.
تصدر المؤسسة العامة للسينما، في إطار إصدارات وزارة الثقافة، سلسلة دورية من الكتب تحت عنوان "الفن السابع" مكرسة لبحث قضايا نظرية سينمائية، ومذكرات أعلام السينما العالمية، وقد صدر من هذه السلسلة مثلا مذكرات بونويل وكيروساوا وبيرغمان، وتأملات سينمائية لتاركوفسكي وأندريه فايدا وساتيجيت راي وفيلليني وإيليا كازان وغيرهم. هذا بالإضافة إلى كتب أخرى عديدة تبحث في جوانب مختلفة من صناعة الفن السينمائي كالسيناريو والإخراج والموسيقى التصويرية وغيرها.
ومنذ فترة وجيزة بدأت سلسلة سينمائية أخرى بالصدور هي: "دراسات ووثائق سينمائية"، وهي مكرسة للمساهمات النقدية والبحثية التي يقدمها النقاد والباحثون السوريون والعرب عموما.

المدينة السينمائية وخدمات المؤسسة
كان وضع حجر الأساس للمدينة السينمائية خطوة هامة للغاية على طريق النهوض بالصناعة السينمائية في سورية. فقد أتاحت هذه الخطوة توفير كل المستلزمات الضرورية من أجل صناعة الفيلم بالكامل بأيد سورية. وكذلك وفر التحديث المستمر لتجهيزات ومعدات المؤسسة أن تظل السينما السورية على اتصال بآخر إنجازات التقنية السينمائية.
ومن جهة أخرى فقد وفر هذا كله للمؤسسة أن تكون قادرة على تلبية احتياجات المنتجين الخاصين من أجل صنع أفلامهم.
جدير بالذكر أن المؤسسة العامة للسينما كانت وما تزال تقدم الكثير من الخدمات والتسهيلات للإنتاج السينمائي الخاص، وبأسعار تكاد تكون رمزية.

خاتمة
في عام 1987 أجرت مجلة " اليوم السابع " التي تصدر في باريس استفتاء واسعا بين مجموعة كبيرة من السينمائيين، بمناسبة مرور ستين سنة على ولادة السينما الروائية العربية، حول أفضل عشرة أفلام أنتجتها السينما العربية عبر تاريخها، وكان بين هذه الأفلام العشرة التي اختارها هؤلاء النقاد والسينمائيون ثلاثة أفلام سورية من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وهي:
المخدوعون لتوفيق صالح
أحلام المدينة لمحمد ملص
كفر قاسم لبرهان علوية

وإن دل هذا على شيء فهو يدل على أن السينما السورية، رغم قلة عدد أفلامها نسبيا، قد تطورت، في ظل المؤسسة العامة للسينما ووزارة الثقافة عموما، واغتنت، واستمرت في شق طريقها بحثا عن صوتها الخاص، في عالم لا يأبه بالأصوات المقلدة المكرورة.
لم تعد السينما السورية طفلا يحبو، فقد أصبح لها حضورها المميز في المهرجانات العربية والدولية، ومع ذلك فإن السينمائيين السوريين يدركون أن الطريق مايزال طويلا لبلوغ ما يطمحون إليه من أجل أداء أفضل، وأفلام أكثر تطورا وأعلى سوية من مختلف النواحي التقنية والفنية والفكرية.

"أوقفوا حجب أخوية في سوريا"
-------------------
يا نبع المحبه.... عينك عَ وطنا
-------------------
فلتحيا سوريا للأبد
واكسيرها للخلود سيكون دماء محبيها ..
-------------------
ساعدنا في الاشراف... استخدم زر المشاركة العاطلة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05042 seconds with 10 queries