دخل الاستاز سامع الى الصف وعلى وجهه علامات التعب والاعياء..... فالبارحة لم ينم وهو يفكر بقلق على مستقبل احبابه عصافير الجنة وملائكة الارض طلابه
وماان دخل الصف حتى استدار نحو اللوح ليكتب التاريخ وعنوان الدرس واللي منو..... وحين ادار ظهره للطلاب سمع ضحكة رنانة ارتجفت لها ركبتاه وشعر بأن ظهره قد تكسر من وقعها عليه وبأن قلبه يرقص طربا على نغماتها الجميلة....... فاستدار واذا بها صادرة عن الطالبة فاطمة الملقبة بين زملائها بفيفي الظريفي وقد اسدلت شعرها ذو كل الوان الطيف (وسبحان من سوى وصبغ هذا الشعر
) على كتفيها..... وهذه الضحكة قد كشفت عن اسنان ناصعة البياض وقد اصطفت اصطفافا رائعا (يخرب بيتها كأنها طالعة من دعاية معجون سنان
) اما القميص فهذا بذاته حكاية من حكايات الف ليلة وليلة وقد فتح عن طرف نهدين كالرمانة
وقد شعر كل الطلاب بتلبك الاستاز وانفتانه بفيفي الظريفي ممااحرجه اكثر وقرر ان يتخذ اجراء سريعا ليخفي مايشعر فيه...... فصرخ باحد الطلاب ان يهرع إلى غرفة الادارة ويحضر العصاية لانه ينوي ان يعاقب كل الطلاب لما بدر منهم من قلة احترام لشخصه ولاصدار الضحكات خلال وجوده داخل الصف وليضمن ان لا تعاد الكرة
خرج الطالب مهرولا وعاد بسرعة وهو يحمل العصاية بيده وكله امل ان يستبعده الاستاز من العقاب لانه هو من احضر العصاية ولكن آماله ذهبت مهب الريح فقد بدأ الاستاز العقاب به وناوله عصايتين من كعب الدست على كل من يديه...... ثم تنقل الاستاز بين المقاعد وناول كل من الطلاب حصته من الضرب والعصي حتى وصل إلى اخر الطلاب وهي فيفي الظريفي ونظر الاستاز في عينيها الزرقاويين الجميلتين وقد امتلأتا بالدمع ثم حول نظره إلى هاتين اليدين البيضاوين ذات الاظافر الطويلة والتي تلقت الكثير من العناية حتى وصلت إلى ماهي عليه من النعومة والظرافة ولفت انتباهه المنكير الملون بالوان راية بلده..... وحينها لمعت بعينيه فكرة رائعة لاخراج الظريفي من العقاب
فوجه نظره الى بقية الطلاب وقال: هلأ مارح فيي اضرب ايدين عليهم راية بلدي بس يروح المنكير تبقي ذكريني عاقبك
