يحرم رجال الدين تصوير الصحابة العشرة المبشرين بالجنة والتي بموجبها منع في السبعينيات من القرن الماضي عرض فيلم الرسالة في مصر للمخرج والمنتج السوري مصطفى العقاد الذي رحل اثر العمل الإرهابي الذي استهدف الفنادق في عمان. وقد كان منع فيلم الرسالة بسبب ظهور حمزة عم الرسول فيه والذي قام بدوره في النسخة العربية الممثل الراحل عبدالله غيث وبنسخته الانجليزية الأمريكي أنطوني كوين.
وتعرض منذ الأول من شهر رمضان الجاري عدد كبير من الشاشات العربية مسلسل خالد بن الوليد والذي ألفه عبد الكريم ناصيف،ويؤدي دور خالد بن الوليد الفنان السوري باسم ياخور، ويُظهر المسلسل كل من عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب والصحابة أبوعبيدة بن الجراح وعبدالله بن رواحة وسلمان الفارسي. وقد أثار ذلك جدلاً في مصر التي تعتبر الأزهر مرجعيتها الدينية والفتوائية حيث تعتبر آراؤه إلزامية بالنسبة للمصريين واستشارية بالنسبة لغيرهم – بحسب د.عبدالصبور شاهين أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة – الذي رأى أن القائمين على المسلسل هم متجاوزون للصواب فلايجوز ولايصح أبداً استثمار سيرة الصحابة في مكسب درامي ومادي ، وتابع القول بأن من يقومون بهذه الأعمال ليسوا من المؤمنين الصادقين ولكنهم جماعة من المرتزقة الذين يريدون استثمار سيرة الصحابة من أجل مكاسب دينية في ظل الهجمة التي يتعرض لها الإسلام ورموزه معتبراً أن إقحام هذه الرموز غير مبرر. وفي السياق نفسه قال نائب المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين محمد حبيب إنه لايحبذ تصوير شخصيات الصحابة وليس فقط العشرة منهم ( المبشرين بالجنة ) لأنهم شخصيات وشهب وكواكب منيرة كما أنه لايوجد من يستطيع أن يجسد هذه الشخصيات. وقد عدت الأوساط الفنية السورية ذلك مجرد وجهة نظر خاصة وأنها لاتقلل من شأن المسلسل كعمل فني يرمي إلى استحضار القصص التاريخية والاستفادة من دروسها ما ينسجم مع مبدأ الربط بين الأصالة والمعاصرة .. وتجدر الإشارة إلى أن المسلسل بالطريقة التي عرض فيها لم يقابل حتى الآن بآراء دينية وفقهية في سوريا ولم يثير أي جدل من هذا النوع .
المصدر:افاق.