الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 13/10/2006   #144
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


اللقاء الأخير مع سعد الله ونوس
نص اللقاء في البرنامج الوثائقي لعمر أميرلاي مع سعد الله ونوس.


زيارة السادات لإسرائيل :
حين زار السادات إسرائيل لم أعرف كيف أصف شعوري.
كان فيه شيء من الذهول رغم أني أستطيع أن أقول أن هذه الزيارة لم تفاجئني.
في يومٍ كانت الشمس فيه متألقة جداً.
ورغم أني كنت محبوساً في هذه الغرفة بالذات وراء مكتبي وقد أغلقت كل النوافذ الخارجية والداخلية، فقد كنت أحس أن الشمس تنفذ من شقوق النوافذ وتدخل إلى الصالون وكأنها عدوان خارجي على سكينتي الداخلية. جلست وكتبت:
أنا الجنازة والمشيعون معاً.
كان ذلك أعتقد آخر نص تلته فترة طويلة من الصمت.
بعد أن أنهيت كتابة ذلك النص، قلت لنفسي أني متعب وينبغي أن أذهب وأستريح بضعة أسابيع في مكان ما ليكن حلب أو لتكن اللاذقية.
ولكني كنت شديد التوتر وكنت أعلم أني لن أستطيع أن أسيطر على نفسي وكان الوقت عند الغروب تقريباً.
ناولت حبة المنوم وحاولت أن أخرج من حالتي بالنوم.
بعد ساعتين أو أقل استيقظت أشد توتراً وضيقاً. وكانت الظلمة شاملة أمامي.
في تلك الليلة أقدمت على محاولة الانتحار الجدية
بعد الصمت مسرحية الاغتصاب وفعل الانتفاضة :
في فترة الصمت الطويلة المغمسة بالاكتئاب أمضيت معظم الوقت في القراءة والتأمل، وكان علي باستمرار أن أواجه أسئلة هذا التاريخ الموجعة. ولهذا لم يكن غريباً أن أكسر صمتي بكتابة مسرحية أتناول فيها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
وبالفعل في عام 1989, ولعل الانتفاضة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة كانت واحدة من حوافزي لكسر طوق الصمت الذي كنت غارقاً فيه.
في تلك السنة بدأت أخطط لكتابة مسرحية "الاغتصاب" وبدأت كتابتها فعلاً. وكانت المسرحية تحاول تحليل بنية النخبة الحاكمة في إسرائيل.
أكثر ما أثار الجدل هو الحوار الذي ختمت به المسرحية.
فلقد اقترحت في الخاتمة حواراً محتملاً بيني وبين الدكتور الطبيب النفسي، الدكتور منوحيم، الذي كان يردد طوال المسرحية مقتطفات من سفر ارميا مستنزلاً اللعنات على السياسة العدوانية اللاإنسانية التي تمارسها النخبة الحاكمة في إسرائيل والتي لا تؤدي فقط إلى الإجهاز على الفلسطيني بعدوانية سادية غير مشروعة وغير إنسانية وإنما تؤدي إلى تدمير الإنسان اليهودي أيضاً.
إن مجرد أن أقدم في المسرحية شخصية يهودية إيجابية تحتج على كل ما يحدث وعلى ممارسات "الشين بيت" إزاء الفلسطينيين وعمليات التعذيب التي يقومون بها. مجرد أن أقدم شخصية من هذا النوع
إنما يحمل في طياته تعاطفاً مع إسرائيل [ساخراً ] ويمهد الجو أيضاً إلى الصلح وإلى أن ينتهي هذا الشعور بالتأثم وإلى أن ينتهي هذا الشعور بأن إسرائيل "حرم" ينبغي أن يصل واحداً متجانساً عدواً إما أن نبيده أو أن يبدنا وهذا ما سميته:
الاستقرار في الكراهية الساكنة التي لا تكلف شيئاً.
إن البلاد العربية بهذه البُنى المتخلفة التي لم تُحدث بعد وبهذه الأنظمة التي تقمع مبادرات الناس وتجعل من شعوبها كماً بشرياً مهملاً بدلاً من أن تتيح له التفتح والازدهار والمبادرة فإنها تجعله هذا الكم المهمش والمهمل والذي لا يجد ما يفعله إلا أن يطأطئ رأسه ويقول نعم.
إذاً لا بد من أن تكون لدينا النزاهة لكي ننظر في المرآة و لكي نرى الصورة من جانبيها وأن الأوضاع العربية بما فيها من فساد وتخلف وسلطات غير شرعية هي غير مؤهلة وغير قادرة على حل هذه المشكلة إضافة إلى أنها لا تستطيع أن تواجه هذه المشكلة على المستوى التاريخي والسياسي الذي يجدر بنا مواجهة القضية عليه.
حرب الخليج (1991) ومؤتمر مدريد :
يبدو أن عمرنا يجب أن يكون سلسلة متواصلة من الضربات. ولقد كانت الضربة الأخيرة موجعة بصورة [يضحك بمأساوية] أشك معها بأنها كانت السبب المباشر لإصابتي بمرض السرطان.
تلك الضربة هي حرب الخليج التي أجهزت على بقية الآمال الموجودة لدى العرب.
وكما قلت ليس من قبيل الصدفة أن يبدأ الشعور بالإصابة بالمرض أثناء الحرب مباشرة وأثناء القصف الجوي الوحشي الذي كانت تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق.
ولذلك أنا أعتبر أن الإسراع إلى مدريد بعد هزيمة العراق وبعد هزيمة الخليج أو بعد حرب الخليج وبعد التفسخ العربي الذي أدت إليه هذه الحرب كان بمثابة الذهاب إلى الاستسلام.
وفي تقديري أن هذا المؤتمر لم يكن بأي حال من الأحوال ولا يمكن أن يكون بداية لسلام حقيقي كالذي تحدثنا عنه منذ قليل.
والاتفاقيات التي تمخض عنها حتى الآن وما يمكن أن يتمخض عنه فيما بعد إن هي في رأيي إلا فصل من فصول هذه الحرب الدائرة والتي يمكن أن تطول بيننا و بين إسرائيل.
هذه الحرب التي أعود وأكرر قائلاً أنها لن تنتهي إلا إذا تم تغير جوهري وجذري في البنى الاجتماعية و السياسية في إسرائيل من جهة وفي البلاد العربية من جهة أخرى.
وبما أننا الآن جميعاً على أرضية متفاوتة وإنما أرضية واحدة من اليأس. فإني أعتقد أن التاريخ قد يجبر وتحت وطأة هذا اليأس على التفكير جدياً بأن نغير نمط تفكيرنا وأن نحاول تبين هذه الضرورة التاريخية بالتغير والتجدد ولتقدم.
إن إسرائيل غدت حقيقة تاريخية قائمة في المنطقة وينبغي التعامل معها لا على أنها كيان مزعوم ولا على أنها مجرد دخيل محمي من الخارج إذا رفعت عنه الحماية يضمحل تلقائياً.
ولكن قراءة متأنية للتاريخ تجعلني أؤكد أن هذه الدولة بما هي عليه الآن لا تملك المقومات الفعلية للاستمرار في هذه المنطقة وأنها مشروع خاسر.
إنها تتحول لإمكانية حياة بالضبط عندما تندمج في هذه المنطقة كجزء منها وليس كمخفر مهمته أن يدمر هذه المنطقة وأن يجعلها ممرغة باستمرار في الهزيمة والتخلف والتفتت.
عمر أميرلاي:
يظهر سعد رح نموت يوماً ما وفينا هالعلة اللي اسمها إسرائيل.
سعد الله ونوس:
على الأقل بالنسبة لي شخصياً من المؤكد أن هذا سيحدث.
أنا ضد تسويق التفاؤل الكاذب.
وإني أعتقد أيضاً أن جيلنا كله سيمضي لمثواه الأخير وفي رأسه تلوح هذه الخفقة السوداء الشبيهة بعلامة هي بالضبط علامة العمر الذي عاشه.
علامة الخيبة التي تذوق مرارتها، علامة عمره.
لأن إسرائيل ستكون باقية حين يذهب جيلنا إلى نهايته.
أوه يا عمر هناك أشياء كثيرة كان يمكن أن نتحدث عنها هالمرة.


إذا تعبت أضع رأسي على كتف قاسيون و أستريح و لكن إذا تعب قاسيون على كتف من يضع رأسه .......... المـــــــــــــــــــــا غوط

آخر تعديل butterfly يوم 05/04/2007 في 13:31.
 
 
Page generated in 0.04928 seconds with 10 queries