عرض مشاركة واحدة
قديم 17/10/2006   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


ولكن بشكل محدود وفي عدد من مناطق جنوب بغداد، يقوم بتنفيذها عدد من اتباع تنظيم القاعدة ضد المواطنين الشيعة المتجهين إلى مدينتي كربلاء والنجف المقدستين بشكل خاص او المتجهين إلى الجنوب عموما· الا ان هؤلاء المراقبين يرون عمليات القتل الطائفي التي كانت تستهدف المتجهين إلى المدن المقدسة والمسافرين جنوبا وكذلك القاطنيين في تلك المناطق ممن يخالفون التنظيمات التكفيرية، الاضافة إلى عدم اتخاذ اجراءات رادعة بحق منفذيها، هي التي مهدت لعمليات الفعل ورد الفعل التي حاولت بعض المراجع الدينية العراقية السيطرة عليها والحد منها لكن دون فائدة تذكر بسبب عدم التزام البعض وانتشار الفكر التكفيري عند البعض الاخر· الا ان ما حصل هو ان نظام المحاصصة الطائفية فاقم الامر إلى حد كبير جدا بدلا من ان يحد منه فبعد محاولات رئيس الوزراء السابق اياد علاوي لاختزال الطائفية في حكومته إلى حد كبير والاعتماد على وزراء ليست لهم انتماءات حزبية او طائفية واعتماد مبدا الكفاءة في التعيين في المناصب الامنية حصلت انتكاسة كبيرة لصالح المحاصصة· ففي اول انتخابات برلمانية يشهدها العراق في تاريخ الحديث والتي قادت لتشكيل اول حكومة دستورية في العراق بقيادة الجعفري لم تكن هناك في زيادة الاستقطاب الطائفي في الدولة العراقية فقط، بل دخل الاستقطاب في الطائفة نفسها وهذا هو الخطر الجديد في الامر والذي لم يلاحظه اي من القادة او المتابعون للمشهد العراقي فمثال الالوسي الشخصية السياسية العراقية المعروفة وعضو مجلس النواب اعتبر المشاكل والمناوشات بين الاحزاب الشيعية والتكتلات السنية غير معقدة وانه يمكن حلها، لكنه حذر بشدة من ان الخطر الرئيسي على مستقبل البلاد هو الصراع بين الاحزاب الشيعية نفسها، ويقول الالوسي ان هناك ارثا كبيرا من الخلافات بين هذه الاحزاب قد يقود إلى وقوع صراعات مسلحة بينها· ان وجود نشاط كبير للجماعات الإرهابية المسلحة التي تحاول شق الصف العراقي من خلال عملياتها الإرهابية، ووجود مليشيات مسلحة تتبع بعض الاحزاب والقوى السياسية سواء المشاركة او غير المشاركة في الحكومة وعدم وجود توجه حقيقي في الدولة لحل مسالة المنتمين لهذه الميليشيات، واخيرا قضية الكميات الضخمة للاسلحة والتي نجت عن حل الجيش العراقي السابق تجعل الحد من تفاقم العنف الطائفي مسالة صعبة جدا· جاءت تفجيرات سامراء لتكون حدا فاصلا بين كل اعمال العنف التي حدثت خلال سنتين قبل وقوعها، كانت براي بعض الخبراء الغربيين مقبولة بشكل او باخر في بلد انهار نظامه الحاكم وفتحت حدوده على مصراعيها امام التنظيمات الإرهابية دون وجود من يكبح نشاط هذه التنظيمات· الا ان ما جرى بعد تفجيرات سامراء كان يمثل بداية انزلاق العراق إلى الهاوية، فمنذ ثمانية اشهر تفشت في بعض المناطق ظاهرة القتل على الهوية والتي رافقتها ظاهرة الجثث المجهولة والتي اصبحت ظاهرة يومية تثير الهلع في نفوس العراقيين يضاف إلى ما سبق عمليات الخطف الكبيرة التي حصلت في بغداد والتي اتخذت طابعا طائفيا، منها على سبيل المثال لا الحصر، اختطاف عمال مكاتب السفر في منطقة الصالحية وسط بغداد على يد مسلحين يرتدون زي الشرطة بالرغم ان هذه المنطقة تجاور المنطقة الخضراء الحصينة والتي تضم مكاتب الحكومة العراقية وعدداً من سفارات دول قوات التحالف بالاضافة إلى اعداد ضخمة من قوات الامن المشتركة المسؤولة عن امنها وامن العاملين فيها، المهم ان الحادث وغيره دل على ضعف قوات الامن وتغلل عناصر المليشيات المكونة المكونة لها· من هنا جاءت الدعوات التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي للمصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي للحد من التواترات الطائفية التي يشهدها المجتمع العراقي والتي ادت بعد ستة اشهر من تفاقم اعمال القتل الطائفي إلى مقتل 15 الف مواطن حسب التقديرات الرسمية ابتداء من شهر نيسان الماضي كما انها ادت إلى تهجير 51 الف عائلة عراقية من مختلف الطوائف خلال نفس الفترة اضافة إلى زيادة هجرة العقول العراقية إلى خارج البلاد مما فرغها من كفاءاتها وزادت من عدد العوائل المهاجرة إلى خارج العراق مما اربك الوضع الافتصادي وادى إلى انهيار اسعار الاراضي والدور والسيارات مع ان تقديرات للمنظمة الدولية تؤكد هجرة الاف المواطنين خلال الاسبوع الواحد· حاولت مبادرة المصالحة الوطنية التخفيف من اعمال العنف والحد منها في بعض المناطق على الاقل ولكنها لم تحقق شيئا في هذا المجال، ولكنها بالمقابل استطاعت انهاء فكرة الحرب الاهلية التي روج لها العديد من السياسيين والمراقبين في الفترة الماضية· ومن خلال برنامجها السياسي وضمن مبادرة المصالحة الوطنية التي تم اتفاق عليها بين الكتل السياسية حاولت الحكومة التوصل إلى اتفاق حول اعادة التوازن الطائفي في الوزارات وقوى الامن العراقية وهذا ما اكدت عليه تصريحات عدد من اعضاء جبهة التوافق وخاصة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي اكد على ضرورة اعادة التوازن إلى المؤسسات الامنية مشددا على ان هذا الاجراء ضروري جدا لاستقرار الاوضاع في البلاد· المراقبون يرون ان المطالبة باعادة التوازن الطائفي من قبل البعض سيزيد من التعقيدات التي تشهدها البلاد إلى حد ميئوس منه بسبب انها ستزيد من التخندق الطائفي في الوزارات والقوى الامنية مما يؤدي إلى زيادة المخاوف على وحدة البلاد ومستقبله· منظمة المؤتمر الإسلامي دعت في خضم هذه الظروف التي يشهدها العراق إلى إقامة مؤتمر للقيادات الدينية الشيعية والسنية في مكة المكرمة للاتفاق على وثيقة لتحريم الدم العراقي· السفير عزت المفتي نائب الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي قال ان المؤتمر يهدف إلى بحث الخلافات بين الطرفين والعمل على وقف اعمال العنف الطائفية بين الجانبين التي ازدادت في الاونة الاخيرة· رغم الترحيب العربي والإسلامي باجتماع القادة الدينيين العراقيين في مكة المكرمة الا ان البعض اعتبره اجتماعاً للمجاملات لا أكثر، وليس لايقاف اعمال العنف التي تجتاح البلاد· فالتاريخ القريب والبعيد شهد اجتماعات مماثلة بين الكتل السياسية العراقية على اختلاف تكويناتها الا ان الاتفاقات التي نتجت عن هذه الاجتماعات لم يكن لها تاثير يذكر على ارض الواقع· ان على رجال الدين والسياسية ان يبدأوا وبنية صادقة بجولة حقيقة من المكاشفة والمصارحة يقتنصون فيها مواطن الخلل التي قادت إلى انهيار الوضع الامني في العراق، كما يتطلب الامر من رجال الدين من الطرفين الشيعي والسني الابتعاد عن استعمال كلمات تثير مشاعر الحقد والضغينة كالنواصب والرافضة التي يطلقها كل طرف على الاخر واتباع سياسة اعلامية تهدف إلى تخفيف الاحتقان الطائفي من خلال توصيف كافة العمليات التي تجري ضد العراقيين بالإرهابية دون توجيه التهم بدون ادلة إلى كل طرف· وهناك امر هام جدا الا وهو ضرورة توحيد الخطاب الحكومي العراقي الذي بدا احد اسباب الاحتقان الطائفي وذلك بالامتناع عن اصدار تصريحات وبيانات تخص طائفة المسؤول الحكومي دون غيرها كما يحدث الان من قبل عدد من مسؤولي الدول المعروفين حاليا، فتكون الحكومة ان تحلى موظفوها بالمسؤولية اللبنة الاولى في بناء مجتمع قوي وموحد يستطيع انشاء اقتصاد متين يؤمن الرفاهية لكل ابنائه الحالمين في العمل في اي بقعة من بلادهم دون ان يفكروا للحظة واحدة انهم قد يتعرضون للاذى لانهم مختلفون عن ابناء مكان عملهم عرقيا او دينيا او مذهبيا، ولينعم الاصحاب بمتعة الرفقة في مجاميعهم الفسيفسائية دون ان يخشى بعضهم البعض، وليتسطيع من تزوج من طائفة غير طائفته ان يزور اقارب شريك حياته ويزوره بعدما اصبح ذلك حلما بعيد المنال في عدد من مناطق العراق، حرم هؤلاء متعة لقاء اقاربهم طوال الفترة الماضية·


*كاتب عراقي·

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.09012 seconds with 10 queries