عرض مشاركة واحدة
قديم 01/11/2006   #2
شب و شيخ الشباب Zahi
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Zahi
Zahi is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
دمشق
مشاركات:
319

إرسال خطاب MSN إلى Zahi إرسال خطاب Yahoo إلى Zahi
افتراضي


أين أنت من حقوق هؤلاء، هم عرب وإسلام، لكنك يا سيدتي تغربلين المفاهيم والأمور حسب قواميس البعث وقادته، وابتعدت عن المنطق والموضوعية في كل ما كتبت حتى هذه اللحظة.

ثم لماذا الحديث عن محاكمة الطاغية صدام واعتبارك لها أنها مسلسل هزيل، لا اعتقد أن شعبا تواقا للحرية واسترداد كرامته وبناء دولته الفيدرالية الديمقراطية، ومن ثم محاكمة الطاغية بمحكمة عراقية وبقضاة عراقيين وأمام مرأى العالم اجمع مسلسل هزيل، هي الحقيقة المطلقة والعدالة الشفافة لان تتعلم الشعوب العربية وأنظمتها القمعية المتوارثة، وزبانية بلاطات الاستبداد، ماهي الديمقراطية الشعبية الحضارية، وان تسمع صوت وكلمة الشعوب الحرة تحت وهج الشمس، لكن لم تتعلموا بعد ولم تتعودوا على محاكمة علنية ولرجل سلطة ذا نفوذ؟؟؟

لكن الوزيرة مازالت بعيدة جدا عن ذلك، وعن ديمقراطية الشعوب المناضلة الحرة، وكيف هذا وهي التي تفتخر بديمقراطية الاستبداد.

بثينة شعبان بكت وما تزال تبكي على العرب والعروبة والإسلام، وتلقي باللوم عليهم وتهاجم الأمريكان والغرب وإسرائيل، وهذا من حقها، ولكنها لم تنجح أن تقنع حتى نفسها، لان المرايا كثرت وباتت تعكس كل الحقائق بشفافية لا مثيل لها، والشعوب الشرق أوسطية (الكرد – العرب – الأرمن – الشركس – الامازيغ – الآشوريين وغيرهم) استوعبوا اللعبة وقطار الاستبداد بدا يفقد عجلاته ويتوه عن السكك كلها، وما العروبة والإسلام سوى تجارة تسويقية ليست الوزيرة بمنأى عنها، والعيون باتت تميز بين النور والظلمة، بين الحقيقة الشفافة والكلام المعسول، بين قوى الخير والحرية وما بين قوى الاستبداد الظلامية.

والوزيرة أبدعت في مسرحيتها تلك، وبكائياتها التراجيدية على العالم العربي، واستطراقها لأبواب الإنسان وحقوقه، لكن المسرحية واضحة وستسدل الستارة عنها وعن سيناريوهات العقلية الكلاسيكية التي تنخر الفكر العربي، المسرحية وممثليها من أصدقاء شعبان كثيرون، لكنهم يبقون دمى متحركة وراء مصالحهم الشخصية، وأفكارهم في العروبة والإسلام فقاقيع من زبد يتاجرون بها على حساب الشعوب الفقيرة المتعطشة للحرية ولحياة كريمة.

السيدة شعبان تحدثت عن الأموات الغائبون من الأرمن والعرب وهاجمت الغرب وخاصة فرنسا جاك شيراك.
لكنها انطلقت ليس من جانب حرصها على الشعبين العربي أو الارمني، بل من نظرة سياسية بحتة، لعلها تطفيء النيران المشتعلة في أعماق نظامها تجاه فرنسا، وموقفها الحديدي تجاه النظام السوري بعد اغتيال الشهيد الحريري وسعي شيراك لكشف الحقيقة، حاولت شعبان لملمة أوراق نظامها في دمشق، تلك الأوراق التي احترقت نتيجة أفكار ورهانات شعبان وغيرها من جهابذة السياسة السورية، لكنها باءت بالفشل، كما فشلت في السابق حينما حاولت ومن خلال زياراتها إلى أوروبا، أن تحّسن صورة السلطة السورية في عيون الغرب، لكنها طردت من ايطاليا، ولم تستطع مواجهة الحكومة الألمانية حينما وقفت أمام الجالية الكردية السورية في برلين حين أحداث آذار 2004، وشعورها بالرهبة والخجل أمام أسئلة الكرد عن عمليات القتل والاعتقال ضد الكرد في سوريا أثناء الانتفاضة الكردية في القامشلي، ولم تحسن التصرف، ولم تنفعها دبلوماسيتها التي تحطمت أمام صراخات وعيون الكرد المليئة بالألم، في ألمانيا، وما كان بها إلا الخروج من القاعة تحت احاطة وحماية من البوليس الألماني، ولتعود إلى دمشق وليس في جعبتها سوى الفشل.

كان من الأجدر لوزيرة المغتربين السورية أن لا تفتح أبوابا وقضايا تخص حقوق الإنسان العربي، وان تتحدث عن مجازر الأرمن، فهي التي افتخرت بقانون الطوارىء والأحكام العرفية، وبالاستبداد، وتباكت على العرب وحق الإنسان العربي في حياة كريمة، وأيضا تتلذذ بأفلام العنف والاعتقال ونهب الثروات وسلب الحريات لأبناء وطنها سوريا، ولم تملك الشجاعة الإنسانية والأدبية، في أن تقف في لحظة صدق مع الذات والضمير، أمام شاشة تلفاز، أو أمام صحافة حرة، لان تتحدث عن حقوق الإنسان في سوريا، أو تكتب بصدق عن قضايا الوطن، أو تتحدث عن قضية ثلاثة ملايين كردي في سوريا بحرية وصراحة ودون خوف من المعاقبة، لكن لا ملامة، لان ثقافة شعبان وفكرها ودبلوماسيتها عن حقوق الإنسان والشعب السوري مغّيب، ولا ينسجم مع فكر البعث الاستبدادي، والسيدة الوزيرة ليس من الغباء أو المنطق أن تضحي بحياتها السياسية ومركزها السلطوي لأجل شعب سوريا والوطن السوري، فذلك آخر ورقة دبلوماسية قد تلجأ إليها في صحوة ضمير وعودة للوطن.

جهاد صالح - أخبار الشرق

( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03673 seconds with 10 queries