الأطفال
إنأطفالكم ما هم بأطفالكم ؛
،فلقد وَلَدهم شوقُ الحياة إلىذاتها
بِكُمْ يَخرجون إلى الحياة، ولكن ليس مِنكُم
وإنْ عاشوافي كنَفِكُم فما هُم مِلْكَكُم
قد تمنَحونَهُم حُبَّكُم ولكن دونَأفكارِكم
.فلَهُمْ أفكارُهم
ولقد تؤون أجسادَهم لا أرواحهم؛
فأرواحُهُم تَسْكُنُ في دار الغد، وهيهات أن تلموا به، ولو فيخَطَرات أحلامكم
ـ وفي وسْعِكُم السَّعي لتكونوا مِثلهم، ولكن لاتُحاولوا أن تَجْعَلوهُم مِثْلكم
.فالحياة لا تعود القهقرى، ولاتَتَمَهَّل عِنْد الأمس
.أنتم الأقواس، منها ينطلق أبناؤكمسِهاماً حَيَّة
العطاء
وهلالخوف من الحاجة إلا الحاجة ذاتها؟
أليست خِشْيَةُ الظَمأ، وبئركملأى، هو العطش لا تُروى له غلَّة؟
ـ جميلٌ أنْ تُعطيَ من يسألك،وأجملُ منه أنْ تُعطي من لا يَسألك وقد أدركْتَ عَوَزَه ؛
ـ ماأكثر ما تَقُول : لَتَصْبُوَنَّ نَفسي إلى العطاء، ولكن لا أُعطي إلامن يستحق
.ليس ذلك قول الأشجار في بُستانك، ولا القُطعان فيمرعاك
.إنها تُعطي لتحيا ؛ لأن الاِمتناع عن العطاء سبيلالفَناء
فالحق أنَّ الحياة هي التي تُعطي الحياة، ولستَ أنت، يامَنْ تَظُنُّ أنك .مُعْطٍ، سوى شاهدٍ
المأكل والمشرب
: وحين تَنْحَرُ ذبيحَتَكَناجِها في سريرك قائلاً
.إنَّ القُدرَةَ التي تَذبَحُكِ هي نفسهاتَذبَحُني ؛ وأنا مِثلكِ مَصيري الفناء
فإن الناموسَ الذيأسْلَمَكِ إلى يَدي سوفَ يُسَلِّمُني إلى يدٍ أشَدُّ بأساً
.ومادمي ودمُكِ إلا العصير يَغْدو شجرة الخُلْد
: ـ وحين تَقْضُمُالتُّفاحة بين أسنانك، ناجِها قائلاً
،لَسَوفَ تَحيا بُذورُكِ فيجسدي
،وتُزهِر براعِمُ غَدك في قلبي
،ويُصْبِحُ عبيركِأنفاسي
ومعاً نبتهجُ على مَرِّ الفُصول
العمل
،ولَعَمري إنَّ الحياة ظلامٌ إلا إذاصاحبها الحافز
،وكُلُّ حافِزٍ ضرير إلا إذا اِقتَرَنَبالمَعرِفَة
،وكُلُّ معرفةٍ هباء، إلا إذا رافقها العمل
وكلعَمَلٍ خَواء، إلا إذا اِمتزج بالحُبِّ ؛
.فإذا اِمتزَجَ عَمَلُكَبالحُبِّ فَقَد وصَلْتَ نَفسَكَ بنفسِك، وبالناس وبالله
ـ ومايكون العمل الممزوج بالحُبِّ ؟
هُو أن تَنْسِجَ الثوب بِخيوطٍمَسْلولةٍ من قلبك، كما لو كان هذا الثَّوب .سيرتديه من تُحِب
هوأن تبني داراً والمَحَبَّة رائدك، كما لو كانت هذه الدَّار ستضُمُّمَنْ تُحِبُّ
هو أن تنثُرَ البُذورَ في حنانٍ وتَجْمع حَصادَكَمُبْتَهجاً، كما لو كانت الثِمارُ .سيأكُلها مَنْ تُحِب
ـ وإذاأنتَ عَصَرْتَ الكَرْمَ مُتَبَرِّماً، فَسَوفَ يتقاطرُ تَبَرُّمُكَفي الخمر سُماً