عرض مشاركة واحدة
قديم 29/11/2006   #28
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


أحلام مستغانمي- الشهرة بأي ثمن


فــوّتُّ على نفسي هذا الصيف، فرصة كسو أولادي مجاناً، وتوفير ثمن ثيابهم الشبابيّة، التي يذهب فيها نصف ميزانيتهم. فعندما يكون لك ثلاثة فتيان هذه الأيام، حتماً مصروف كسوتهم يحرز. وعليك ألاّ تتردّد في إرسالهم عُراة إلى محل شهير للثياب الرياضية، أعلن في حملة دعائية، أنه سيكسو كلّ مَن يحضر إليه عارياً، رافعاً شعار "اخلعوا ثيابكم سنهديكم غيرها"!
يا للفرحـــة.. يسألك ابنك إن كنت غسلت بنطلونه المفضّل وقمت بكيّه جيداً، فتردِّين: ليش يا ماما بدّك تعذبني، روح يا حبيبي عريان للمحل راح يعطوك غيره".
المشكلة، أن المحل موجود في ألمانيا، وسفر الأولاد من "كان" إلى ألمانيا كان سيكلّفني أغلى ممّا قد يُقدَّم لهم من ثياب. ولنفترض أنهم بمنطق جيلهم في الحرص على عدم تفويت أيّ مكسب، أصرّ الأولاد على الذهاب ثلاثتهم عراة إلى ألمانيا. فربما كانوا قد عادوا منها كما قصدوها "ربّنا كما خلقتنا". وفي أحسن الحالات بـ"تي شيرت" وسروال قصير. هدية ترضية من المحل، تمكّنهم من العودة لبيوتهم مستورين، كما حدث مع الثلاثمئة عــارٍ، الذين وصلوا متأخرين عن العرض، ليجدوا أنّ أربعمئة عـــارٍ سبقوهم إلى تعرية المحلّ عن بكرة أبيه، وحصل كلٌّ منهم على ثياب، يصل ثمنها حتى 260 دولاراً، بعد أن احتاط البعض بالحضور منذ الليل، وقضاء الليلة عُـراة مرتجفين عند باب المتجر، في انتظار الصباح الفتّاح.
ولو كان أولئك العُراة قد قَدِمُـوا من الهند أو من أدغال أفريقيا، لوجدنا في الحاجة سبباً لهذا العذاب والبهدلة، ولكنهم ينتمون إلى أُمَّــة شَبِعت حتى التّخمة، إلى حدّ إنفاقها في العام الماضي وحده، أربعة وعشرين مليار دولار (أي واللّه!)، على واحد وعشرين مليون حيوان أليف يقوم الألمان بتربيتها!
تصوّروا، لفرط ثرائهم، أصبح العري عند الغربيين تَرَفَــاً، وهَدَفَــاً في حدِّ ذاته. وبعد أن اكتسبوا كلَّ الحريّات التي تمّ "تشليحنا" منها، وجدوا في العريّ أقصر طريق للاحتجاج، ووسيلة أُخرى تُضاف إلى فائض وسائلهم في التعبير. وعندما أدركوا أنّ عالمهم مبني على الإشهار، عثروا فـي التعرِّي على الفضيحة التي تقذف بهم إلى الشهرة في لحظات.
أحدهم سرق الأضواء من اللاعبين، لحظة انتهاء مباراة كرة قدم دولية، عندما دخل الملعب عارياً، وراح يطوفه راكضاً مُحيِّيَـاً الجمهور، بينما رجال الأمن يُطاردونه، وكذلك "كاميرات" العالَم. وآخر نزل من سيارته في مدينة "ستراسبورغ" في فرنسا، وراح يتفقَّد محرِّكها وهو في كامل عريه. بينما لحق به صديق ليصوِّر المشهد كي يعرضه عبر محطات تلفزيونية. غير أنَّ الشرطة قبضت عليه وقضى ليلته في السجن مرتجفاً بعد أن بَــرَّر فعلته ببحثه عن الشُّـهـرة. وهو تبريــر غـبــــيّ، فقد كان في إمكانه بلوغ الشهرة عارياً، ولكن بذريعة أسمَى، مدافعاً مثلاً عن إحدى "القضايا الكبرى"، التي تشغل الغربيين. كأن يُدافع عن طيور تهدِّدها بنادق الصيّادين وأشجار تواجه عَزْلاء مناشير الحطّابين. أو دببة على وشك الانقراض في القطب الشمالي، أو قطط يلتهمها البيروفيّون.
فأقصى درجات التَّرف في الغرب اليوم، أن تستغني عن ثيابك الفاخرة الموقّعة وتعيش عارياً في نادٍ للعُراة، الذين يملكون منتجعاتهم وشطآنهم الخاصة في كلِّ مصيف، أي العودة للعيش كما مازالت تعيش قبائل قليلة مهدَّدة بالانقراض في أفريقيا وأدغال الأمازون.
وأقصى درجات النضال، أن تثبت إنسانيتك بتساويك مع الحيوان، فتتعرَّى لتُدافع بجلدك العاري عن فروه وجلده، وهي ظاهرة شاعت لدى النجوم والمشاهير، الذين نذروا حياتهم لأخيهم الحيوان. آخرهم النجمة بريتني سبيرز، التي قامت بتأدية بعض المشاهد العارية، لمصلحة مؤسسة أميركية تدافع عن الحيوان، ظهرت في بدايتها بملابس جلدية تعود للنمور وغيرها من الحيوانات. ثم ما لبثت أن خلعتها تماماً، مُعلنة أنّ وحدها هذه الحيوانات يحقُّ لها ارتداء هذه الملابس.
أما دونا نيتو، الفنانة الاستعراضية، فقد قامت بحملة ضد قطع أشجار كاليفورنيا الحمراء، وذلك بتعرية صدرها وقراءة الشعر أمام الحطّابين مشدوهين، مبررة ذلك بقولها "إنها وسيلة قوية، أُثير انتباههم بالكشف عن صدري، الناس لا يحبّون الصيَّاح فيهم، ولكن يحبُّون النساء الفاتنات. إنه مزيج من الإغراء والروحانية والطبيعة".
أما وقد صار لـ"غرين بيس" وأنصار الطبيعة، حضور في لبنــان. وشاهدناهم يدافعون عن بحره الذي لوّثه الحقد الإسرائيلي. أخشى، ولبنان أُم البِدَع والصَّرعَات، أن يأتي مَن يستنجد بالصَّبَايَا الفاتنات ليدافعن بصدورهنّ العارية عن غابات لبنان الجميلة التي يلتهمها كلَّ يوم "البيطُون" والمقاولون.. فتقوم ساعتها حرب أهلية أُخرى عابرة للمناطق تهزّ البيوت التي لم يُسعف الحظ صاحباتها نفخ صدورهنّ بـ"السيليكون".

أمام المواقف غير المتوقعة التي تضعنا فيها الحياة.
أحب أن يتبع المرء مزاجه السري,ويستسلم لأول فكرة تخطر بذهنه دون مفاضلتها أو مقارنتها بأخرى.
فالفكرة الأولى دائما على حق مهما كانت شاذة وغريبة لأنها وحدها تشبهنا.
.......
خلي حبنا يمشي ع المي وما يغرق
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.14413 seconds with 10 queries