عرض مشاركة واحدة
قديم 29/03/2007   #34
صبيّة و ست الصبايا blue eyes
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ blue eyes
blue eyes is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
USA
مشاركات:
2,237

افتراضي السينما الأميركية تهيئ العقول لاستقبال المخلِّص



من سيأتي معي؟

السينما الأميركية تخاطب العقلين الواعي واللاواعي عن طريق الإبهار الفني والحرب الثقافية الباردة.


الله اختار أميركا لتخلص العالم وتنشر النور فيه وتطرد الظلام، هذا ما صرح به زعماء النظام العالمي الجديد، منذ بدء الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية التي وصفها زعماء مستوطنيها "بأرض الميعاد" في سياق لا يناقض وصف الصهيونية لأرض كنعان التاريخية "بأرض الميعاد" بقدر ما يكمل كل منهما الاخر، تتجلى كل منهما في كل عصر منذ بدأ نشوء القوة العظمى الغربية وقيادة قوى النخبة لها وتسويقها بما يلبي المصالح المكشوفة للقوى الخفية.
وكما كنا قد ذكرنا في العديد من المقالات السابقة فإن نهج الحرب الثقافية هو من أهم الاسلحة الاستراتيجية طويلة الأمد التي تستخدمها قوى النخبة على شعوبها وباقي شعوب العالم.
تهدف الحرب الثقافية إلى تنميط فكر العامة، وتشتيت النخب القومية وتحييد القيم والمبادئ لدى تلك الشعوب عبر تغليب المصلحة الفردية التي سيكون ملجأها ومصلحتها بالانحياز إلى نمط الحياة التي أسست لها تلك القوى، بعد أن تكون أحكمت سيطرتها الجمعية على ثقافات العالم وحولت الثقافات القومية السامية إلى جيوب معزولة تجهد في الإبقاء على نفسها من منطلقات دفاعية بعد أن طغت عليها قدرات تلك القوى الشرسة، فحاصرتها بعد أن روجت أكاذيبها على عموم الأمم البسيطة التي خدعتها تلك الآلة "البروبوغاندية" الضخمة وحولتها إلى كتل طينية سلسة الانسياق أمامها.


المختار.. المخلص

أحد التجسيدات الثقافية الاجتماعية لتلك الحرب، جاءت عبر مخاطبة العقلين الواعي واللاواعي في عقل المتلقي، الذي استنفد قدراته على المقاومة العلمية أمام قدرات الإبهار الخيالي، البصري والسمعي لتلك الآلة، متمثلة بالكتاب أولا الذي يستهدف الطليعة العمومية الأكثر عمقا في البحث.
ثم بالسينما الخيالية التي تستهدف العامة من الناس المبهورة بالشكل الإجمالي للصورة الذي هو ما نقصده بتحطيم قدراتها الدفاعية الثقافية، بعد أن طغى مبدأ التسلية على فكرة البحث في العمق، وهو المقصود لتمرير الرسائل إلى العقلين الواعي والباطن.
منذ بضع سنوات بتنا نشاهد شكلا أكثر وضوحا في السينما الأميركية بقصد تمرير الأفكار وفق النمط المشار إليه سالفا، وهو تنبيه المشاهد (الغربي والآخر) إلى ضرورة الاستعداد إلى استقبال المخلص، وهو الرمز الحاضر دوما في أدبيات الأديان السماوية الثلاثة، كما هو موجود في أدبيات الجمعيات السرية اللادينية وعلى رأسها الماسونية التي تؤكد ولادة الزعيم الأوحد أو "المختار" لفرض السلام ومؤاخاة البشرية بعيدا عن الانتماءات الدينية أو العرقية أو القومية، وفق شرحهم لنظرياتهم السرية وترويجها بين العوام.
إن هذه الأعمال الأدبية التي تمددت من أصلها الأدبي أو الروائي تجتمع بقاسم مشترك واحد، وهو قوى الشر، الظلام، والشرق من جهة، وقوى التنوير والخير والغرب من جهة أخرى التي ستكون تحت قيادة (المخلص) (المختار) الذي تم إختياره من قوى عليا (إلهية) لفرض السلام والنور على العالم وفق النظام العالمي الجديد
إنه الشعار الذي بنيت على أساسه الولايات المتحدة الأميركية، ويمكنك ملاحظته بسهولة على ورقة الدولار تحت شعار الماسونية مكتوبا باللغة اللاتينية التي تترجم حرفيا نمط الحياة الجديد.


هولويود وحروب الظلام

هذا الأمر يمكنك استكشافه في أفلام على شاكلة "ماتريكس" الذي كان فيه "نيو" هو المختار الذي سينقذ البشرية من طغيان قوى الظلام التي اختير لها رمزيا شكل الآلات، وكذلك الأمر مع "هاري بوتر" الذي اختير فيه الطفل الإنجليزي ليواجه السحرة الأشرار، وأخيرا وليس آخرا "ملك الخواتم".
وكلها تجتمع على أن يعتقد كل غربي بأن شخصيته مهما كانت بسيطة أو عادية أو حتى هامشية فإنها قد تكون حجر الأساس في أية مواجهة بين الشرق والغرب، وأن اختياره من قبل قوى عليا سيكون بناء على ايجابيات قد لا يعتقد بوجودها، فالمخلص المختار في النهاية ليس بطلا خارقا للعادة إلا بعد أن يتم اختياره ومنحه القوى اللازمة لمواجهة الأشرار.
هكذا يكون التناغم بين كلا الجناحين، الترويجي الإعلامي، والخطاب السياسي الأيديولوجي.
بوش مثلا قسم العالم إلى محورين: الخير والشر، وتناغمت معه السينما والأدب التي تحاك في أروقة مراكز الأبحاث الاستخباراتية وأنتجت هذه الأفلام الطاغية التي كان فيها العالم محورين (خير وشر) لا منطقة وسطى فيهما ولا يقبل بوجودها أصلا، فإما أن تكون معي أو ضدي.


تناغم السياسة والفن

بوش اختار بن لادن وصدام وإيران وكوريا الشمالية، وكلها قوى تقبع في الجزء الشرقي من العالم، تحمل الملامح البيولوجية القريبة من بعضها البعض، والرغبة في مواجهة الغطرسة الأميركية، وهكذا تم تمريرها في تلك الأعمال. هاري بوتر واجه سحرة بأشكال شرقية.
ماتريكس حارب تمرد أجهزة إليكترونية صنعها الغرب بنفسه، وملك الخواتم يصل إلى الذروة مع البطل الغربي الذي يجب أن يصل إلى قلب قلعة الشر القابعة في الشرق ولم يتوانَ المخرج عن تلميحات أكثر صراحة عبر أشكال الأشرار التي ارتدت ملابسا عربية في أكثر من مناسبة خاصة العمائم السوداء!
وإذا كان بوش قد اختار مصطلح الحرب الصليبية، فإن تلك الأعمال اختارت مصطلحات تتناسب والبرنامج المطلوب فرضه على عقلية المتلقي، وهي ذات المفردات التي تم اختيارها قبل أكثر من ألف عام وألصقت بإصرار بفرسان الهيكل، أي الحرب التنويرية، والفرسان التنويريون، في مواجهة الشرق المظلم.
وعلى أية حال فليست كل تلك الأعمال تضع كامل جهودها في خدمة القضية الأيديولوجية البحت للإدارة الأميركية، بقدر ما تتقاطع مع مصالحها وفق اختلافات داخلية في تلك المؤسسة في وجهات النظر، إذ أن الواضح هو محاولة ابتزاز كل طرف للآخر، مع ملاحظة أن مراكز القوى الغربية تتنافس فيما بينها، فهناك الكنائس الإنجيلية، والماسونية، فرغم إيمانها المشترك بسيادة الغرب إلا أنها تبحث دائما عما يؤيد وجهة نظرها الذاتية ويدحض الأخرى. وهكذا فإن الأمر يستمر صراعا يستهدف الشعوب الغربية بخطاب موجه لأفرادها وطلائعها وهو الخطاب الأساسي في تلك الأعمال، إلى جانب الخطاب الموجه إلى باقي الشعوب التي ستصاب بالذهول اللاواعي من قدرات الغرب، ولعل بعضها قد يؤمن بتلك الثقافة فيروج لها في أمته، ليكون حصان طروادة الموجود دائما في تلك الأعمال، وهو الذي يبحث عن الخلاص لأمته والذي لا يمكنه أن يأتي إلا وفق النمط العالمي الجديد.

انا من حسب قرائتي للموضوع حسيت انو بيجمع في 3 اشياء وهني الدين والسياسة والفن شو راي الشباب الطيبة؟؟؟ماتبخلو علي بردودكن الحلوة.

* Jesus I Trust In You*
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04994 seconds with 10 queries