عرض مشاركة واحدة
قديم 17/04/2007   #64
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


قدر الفراشة وقوتها

كلّ صيفتُورّطني الفراشات الليليّة في أسئلة أكبر من أجنحتها. عَبَثَــاً أقول، إنني لستمعنيَّة بقدرها، بعد أن عجزت عن منعها من الاحتراق.
"
هل يمكن أن تحميأحداً منقدره؟" سؤال قلَّبته فلسفياً ودينياً وشعرياً وعشقياً، فزادتني تأمُّلاتي حزناً. الفراشة الليليّة تنام وتموت فَارِدَة جناحيها (عكس فراشة الحقول) الدقيقة في حياةفراشة تساوي 3650 دقيقة من حياتنا. أتكون جاءت فقط لتموت ليلاً مأخوذة بالنور؟ وقبلأن توجد الكهرباء، أين كانت تعثر الفراشات الليليّة على قاتلها؟ وهل كانت تموت أكثرحزناً لأنها ترحل من دون أن تُزفّ للنور؟ وهل الدقائق التي تقضيها على الأرض فيانتظار "محرقة الحبّ"، تبدو لها قصيرة، أم طويلة بما يعادل سنوات من الترقُّببالنسبة إلى امرأة عاشقة؟ أهــي مَن قالت "والثواني جمراتٌ في دمي"، أم نحنُالنساء؟
كأُنثى، أتعاطف مع الفراشات، وككاتبة، أُطالب بسمائها سقفاً لحريتي. فـ"حتى تحليق الفراشة البسيطة يحتاج إلى السماء كلّها"، حسب پول كلوديل (الذي علىالرغم من قوله هذا حين أحبّت أخته كامي كلوديل النحّات الشهير رودان، لم يتردّد فيالتواطؤ مع "رودان" الذي خلّدها في أشهر تماثيله، أن يمنع عنها الأوكسجين، ويبعثبها إلى مصحّ عقلي حيث أنهت حياتها). وحدها الفراشات لا يمكن سجنها. على الرغم منلوثة النونر التي تولد بها.
كلّ صيف أُراقبها، تتواطأ مع الحرّ ضدّي، عندماليلاً في "كان" أفتح نافذة شرفتي التي حوّلتها إلى مكتب زجاجيّ أقضي فيه جلّ ليلي،فتهجم على مصباح "الألوجين" ذي الإضاءة العالية.. والعارية، فتصطدم "بلمباته" المستطيلة فائقة الاشتعال. وفي دقائق تتساقط أرضا الواحدة تلو الأُخرى، أو تبقىعالقة بالمصباح، تاركة في الجوّ رائحة شـي جسدها الصغير.
مشكلتي، في كوني أحتاجإلى إضاءة قوية للكتابة، حتى أبقى مستيقظة. فأنا لا أكتب إلاّ ليلاً. ثمّ إنّ موجةالحرّ التي عرفتها فرنسا في الأعوام الأخيرة، ومات بسببها عشرات الأشخاص، تجعلكمرغماً على فتح النوافذ، بحثاً عن نسمة ليليّة.
وهكذا، كلَّ مساء أجدني أمامالخيارات الثلاثة إيّاها: أن أغلق النافذة و"أفطس" من الحرِّ، أو أفتحها فتحترقالفراشات، أو أُطفئ الإضاءة القوية فأستسلم فوراً للنوم، وأخسر ليلة كتابة.
أمامجثة أوّل فراشة، أحسم قراري، ليذهب إلى الجحيم هذا النصُّ الذي كنت سأكتبه، إن كانتكتابته تستدعي موت سرب من الفراشات. كيف لي أن أسعَد به وأن أدّعي بعده أنني "شاعرة"، بل ومؤمنة، إن كنت أدري في سرِّي أنني دوّنته على غبار أجنحة الفراشاتالمحروقة التي دخلت بيتي مبتهجة فسلمتها إلى حتفها؟
"
تاباكوف"، صاحب رواية "لوليتا" الشهيرة، كان لفرط شغفه بالفراشات، يهوى جمعها وتجفيفها، حتى إنه نجح فياكتشاف فراشة جديدة لم يكن عرفها أحد، فأطلق العلماء عليها اسمه. لا أريد أن يُطلَقاسمي على فراشة، أُفضِّل أن يُقال إنني كاتبة لم تؤذ فراشة بقلمها، لكنها ظلّت حتىآخر عمرها تحارب التماسيح والثعالب وأسماك القرش.
لأنني مؤمنة، ولأن الدينمعاملة، أُعامل كلَّ مخلوقات اللّه بما يليق بها من رحمة، وأعجب أن يقول جنديأميركيّ جاءنا في حملة تبشيريّة، ليهدينا إلى "معسكر الخير": "قتل الناس في العراقيُشبه "سحق نملة"، والجندي المؤمن الذي اغتصب الفتاة الصغيرة "عبير" وقَتَلَها معثلاثة من أهلها، صرَّح وهو يغسل يديه من "كاتشاب" دمها: "هناك تقتل شخصاً ثمَّتقول: حسناً، لنذهب لتناول (البيتزا)".
في "الفارويست" لا توجد فراشات، ولذامعذور هذا "الكاوبوي" إن لم يرَ في حياته فراشة، ولا حاول رسمها. أُفكِّر فيالمسرحيّ العظيم ريمون جبارة، حين كتب مرّة: "أنصح كلَّ الأهل بأن يُعلِّمواأطفالهم كيف يرسمون فراشة، لأن الذي يرسم فراشة لا يقتلها، وبالتالي لا يقتلالناس".
أقتــرح على بوش، المعنيّ مؤخراً بتحسين صورة أميركا في الخارج، دونجدوى، أن يُعلِّم جنوده، بين شريحتي "بيتزا" يلتهمونهما، كيف يرسمون فراشة.

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05461 seconds with 10 queries