عرض مشاركة واحدة
قديم 04/06/2007   #4
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي


( 2 ) احفظوا اقلامكم من الأنكسار .




نحاول الدخول الى غرف الصفوف بأنتظام .. لكن .. من يقدر على استيعاب اطفال كان اللعب واللهو من طبيعتهم ..
..... نتدافع ثم ننحني عند مدخل باب "غرفة الصف "
وترتطم رؤوسنا بحبال مشدودة الى اوتاد منتشرة بأنتظام ومتراصة في الأرض ..
ننزلق على الطين المكون من التراب الكثيف والمطر غير عابئين لتعودنا على ذلك !

وكنا لا نخشى الا على بعض الدفاتر اوالكتب القليلة التي كنا نحملها في كيس مصنوع من القماش الرخيص، له حمالتين من نفس القماش او من حبل مجدول نعلقه في رقابنا ويتدلى على القسم الأمامي من اجسادنا النحيلة ... وكثيرا ما كنا نتحسس ذلك الكيس من وقت لآخر... لنطمئن على ما بداخله : " القلم " ! ..ما زال بخير، لم ينكسر .

"لا تعبثوا بأقلامكم .. ولا تخربشوا بها ولا تعيروها " قال لنا ذلك معلمنا بحزم وأضاف : " انه امانة بين يديكم " ثم كان يضيف : " ان القلم له حرمة .. فحافظوا على حرمة اقلامكم " ثم يردد لنا تلك الآية الكريمة من قول الله تعالى ( الذي علم بالقلم ) " .

عندما كبرت تذكرت ذلك الكلام واعتقدت ان شح الأقلام وعدم وجودها هو السبب ...! وكم كنت غبيا وقتها لما اعتقدت ... ولم اكن اعلم ما كان يهدف اليه معلمنا من وراء ذلك الا بعد ان تقدمت بالسن وفهمت الحكمة مما كان يريد ان نبني عليه . لذا حفظت قلمي من عدم الوقوع في الأنكسار ..

وفي الكيس ايضا ، كنا نتحسس بعض كسرات الخبز " هي زادنا"
فهل ما زالت جافة ... لم تتلوث بالطين ...!

سامحك الله يا معلمنا ورعاك .. لقد قال لنا : " لا يهم ان تأكلوا خبزكم ولو كان ملوثا ببعض الطين او العرق .. المهم ان لا تأكلوه مغمسا بالدم ... ان ذلك حرام ...!


نتدافع داخل غرفة الصف ....
من منا سيسبق ليأخذ مكانه بجانب العامود الخشبي المنغرس في الأرض ... لقد كانت له ميزة نحبها جميعا ، هي السند والراحة من ساعات الدروس الطويلة... والأنحناء الضروري على متكأ الدفاتر والكتب ........... " والمتكأ " كان حافة احدى ركبتينا المطوتين تحت بعضهما البعض ... فتلك " القعدة" اعاقت الكثيرين في عامودهم الفقري من جراء ذلك الأنحناء الطويل .. " ومع تقدمنا بالسن .. لكن ركبنا ما زالت صلبة .
فغرفة الدرس خيمة على شكل جرس وأرضها مفروشة بحصيرة رثة مصنوعة من القش الرخيص ... ونحن على ارضها كنا نجلس متربعين ...
فجميع غرف المدرسة كذلك ،

" خيمة بجانب اختها "

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04104 seconds with 11 queries