عرض مشاركة واحدة
قديم 27/06/2007   #1
شب و شيخ الشباب Zahi
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Zahi
Zahi is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
دمشق
مشاركات:
319

إرسال خطاب MSN إلى Zahi إرسال خطاب Yahoo إلى Zahi
افتراضي نظامُ الأسد في المرحلة الثالثة "قبل الأخيرة"


نظامُ الأسد في المرحلة الثالثة "قبل الأخيرة"

ينفّذ النظام السوري قراره بتفجير لبنان، بوتيرة سريعة جداً. ففي غضون أربعين يوماً، أقدم هذا النظام على تنفيذ "باقة" من العمليات التخريبية الإرهابية، استباقاً لإقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن ومواجهة لهذه المحكمة بعد إقرارها.

"فتح الإسلام" والبارد والشمال

أطلق العنان لعصابة "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد والشمال. وكانت الخطّة في بداياتها تهدف إلى تحويل شمال لبنان إلى "إمارة" أو مجموعة "إمارات" خارجة عن الدولة من ناحية وإلى خلق فتنةٍ سنّية ـ سنّية من ناحية ثانية. ثم تحوّلت الخطّة باتجاه استهداف ضرب العمود الفقري للدولة، أي الجيش، ونحو فتنةٍ لبنانية ـ فلسطينية.

التفجيرات

بالتزامن، أطلق نظام الأسد العنان لشبكاته الاستخباراتية و"خلاياها النائمة"، كي تضرب عدداً من المناطق اللبنانية من "ألوان" مختلفة، فكانت تفجيرات الأشرفية وفردان وعاليه وذوق مصبح. وهدفت هذه "الخطّة" إلى ترويع المجتمع الأهلي، و"إفهامه" انّ كلفة المحكمة الدولية مرتفعة، وانّ كلفة التمسّك بالاستقلال باهظة.

"الكاتيوشا"

وفي توقيت متقارب، أوعز النظام السوري إلى مجموعاته من حملة السلاح المسمّى فلسطينياً خارج المخيمات، لتوجيه رسالةٍ إلى المجتمع الدولي، فكانت صواريخ "الكاتيوشا" باتجاه "كريات شمونة". وهدفت الرسالة إلى تهديد قوّات الطوارئ الدولية، وإلى "توليع" إسرائيل، وإلى التلويح بإغراق الجنوب في "الفوضى".

الاغتيال

وتأكيداً على حقده على الأكثرية اللبنانية، وعلى "تيار المستقبل" بنوع خاص، بما انّ دماء مؤسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري أتت بالمحكمة، أقدم على إغتيال النائب الشهيد وليد عيدو ونجله ومرافقيه وعدد من المواطنين، بهدف القول للأكثرية وللبنانيين انّ المحكمة لا تزال أمامهم ولم تغدُ وراءهم بعد. الفشل السابق والفشل اللاحق من الواضح من خلال استعراض هذا "الشريط" انّ النظام السوري أراد أن يؤكد انّه قادر على التفجير، وعلى "تنويع" وسائله، وأنه "أعمى ما بيشوف وضرّاب سيوف".
بيد أنّ ما لا يخفى سياسياً، هو أنّ انتقال نظام الأسد إلى هذه المرحلة من التخريب الإرهابي "المباشر"، كان بنتيجة فشل حلفائه "السياسيين" في الداخل اللبناني في تحقيق أي من الأهداف السياسية المرسومة، بالرغم من مرور عدّة أشهر على انطلاق الانقلاب المرعيّ سورياً ـ وإيرانياً ـ ضدّ الدولة والنظام السياسي في لبنان.

هذه المرحلة من التخريب الإرهابي المنطلقة من فشل "الحلفاء السياسيين"، باءت هي نفسها بالفشل أيضاً. سقطت خطّة إقامة "الإمارات". وسقطت الفتنة السنّية ـ السنّية. وسقطت الفتنة اللبنانية ـ الفلسطينية. وسقطت خطّة ترويع المجتمع الأهلي. كما سقطت الغاية من معاودة الاغتيالات. وفي المقابل نجح الجيش ونجحت الدولة وتماسك المجتمع الأهلي وتصلّب المجتمع السياسي المُستهدف أي حركة 14 آذار. تعطيل المسعى العربي وعدم القدرة على "التثمير" عند هذا الحدّ، جاءت مهمّة الوفد العربي، وجانب رئيسي منها ـ المهمّة ـ مساعدة لبنان على ضبط حدوده مع سوريا، باعتبار انّ هذه الحدود تشكّل معابر لخطّة التخريب الإرهابية السورية، أي انّ هذا الجانب يعني الطلب مباشرة من النظام السوري وقف تدخّله في لبنان.

ردّ نظام الأسد على مهمّة الوفد العربي، على خطّين متوازيين: إغلاق الحدود مع لبنان في البقاع الشرقي في موازاة التهديد بإغلاق كلّ الحدود ولم يبقَ مفتوحاً إلا معبر المصنع من ناحية وإحياء دور "الحلفاء السياسيين" ـ بعد أسابيع من الاتكال على عدّة الشغل المخابراتية ـ من أجل "التثمير" السياسي من ناحية أخرى. كان نظام الأسد، من خلال خطّة الأربعين يوماً، "يحاول" أن يستدعي تفاوضاً عربياً ودولياً معه. فهو عندما يعلن انّه قادر على التفجير وعلى تنويع وسائله، انما يُعلن انّه القادر على إعادة الهدوء..
بشرطين: التفاوض معه، ومكافأته. استطاع الحلفاء السياسيون للنظام السوري أن يفشّلوا مهمّة الوفد العربي. وصلت الرسالة إلى دول النظام العربي بأنّ نظام الأسد يقف وراء فشل المهمّة. لكنّ ذلك "شيء" واستدعاء النظام العربي إلى مفاوضات حول لبنان "شيء" آخر. ذلك انّ النظام العربي الذي يحترم الشرعية الدولية لا يمكن أن يتعاطى مع النظام السوري من خارج القرارات الدولية المتعلّقة بلبنان في هذه الحالة، وهو نفسُه يقوم أصلاً على "مبدأ" العلاقات المتساوية بين دوله.

الإعتداء على الطوارئ: المرحلة الثالثة و"جنوباً دُر" أول من أمس، إنتقل النظام السوري الى مرحلة "ثالثة"، أخذاً في الاعتبار أن الانقلاب بواسطة الحلفاء السياسيين شكّل المرحلة "الأولى"، وأن استخدام "عدّة الشغل" المخابراتية "الخاصة" شكّل المرحلة "الثانية". في هذه المرحلة "الثالثة"، أقدَم نظام الأسد على "مواجهة" قوات الطوارئ مباشرةً، وعلى قتل ستّة جنود من الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار "اليونيفيل".

( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
 
 
Page generated in 0.06918 seconds with 11 queries