عرض مشاركة واحدة
قديم 27/06/2007   #2
شب و شيخ الشباب Zahi
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Zahi
Zahi is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
دمشق
مشاركات:
319

إرسال خطاب MSN إلى Zahi إرسال خطاب Yahoo إلى Zahi
افتراضي


بدايةً، لا مفرّ من القول أن "التُهمة" بتفجير قافلةٍ لـ"اليونيفيل" موجّهة الى النظام السوري، أياً تكن الأداة المنفّذة. صحيحٌ أن اللبنانيين سمعوا خلال الشهور المنصرمة أن ثمة جماعات لـ"القاعدة" في لبنان، وأن بعضَ تواجدها في الجنوب. وصحيحٌ أن اللبنانيين سمعوا "الداعية السوري" فتحي يكن يعلنُ خلال أحداث مخيّم نهر البارد أن "الملف" في المخيم لم يعد في يد "فتح الإسلام" وقد انتقل الى ما سمّاه "التنظيم الدولي للقاعدة". وكان اللبنانيون سمعوا من "الداعية" ما غيره في الصيف الماضي وأثناء العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، إشادةً بـ"الرجل الثاني" في "القاعدة" أيمن الظواهري على خلفيّة أن هذا الأخير دعا الى مواجهة العدو الإسرائيلي، فما كان من يكن إلاّ أن امتدح "التوجه الجديد" وطالب بترجمته عملياً. غير أن الصحيح أيضاً، الى جانب هذا وذاك من المواقف، أن اللبنانيين سمعوا أبواقاً سورية تهدّد طوال الفترة السابقة بأن "اليونيفيل" ستكون "الضحيّة"، تارةً عبر التحريض عليها تحت عنوان أنها تخرُج عن مهمّتها، وتارةً أخرى عبرَ التحريض على دور مزعوم لها تسليحاً للأكثرية أو لفرقاء منها.. وتارةً ثالثة تهديداً لـ"الطوارئ" من أي دور على الحدود اللبنانية ـ السورية. وعلى هذا الأساس، سواء أكانت الأداةُ المنفّذة للاعتداء على الدوريّة الإسبانية "تشكيلاً قاعدياً" أو مجموعةً تحمل سلاحاً مسمّى "فلسطينياً"، فإن الفاعِل هو النظام السوري نفسه الذي حشد في لبنان كل هذه "المنوّعات".

الأسد يتوهّم تفاوضاً دولياً معه "على" لبنان في ضوء ذلك، لا بد من القول أن نظام الأسد الذي "لاحظ" أن "رسالة الكاتيوشا" لم تصِل سياسياً الى حيث يجب، وأن تعطيل مهمة الوفد العربي لم يأتِ بالنتيجة التي ينتظرها، أي فرض التفاوض معه "على" لبنان، أراد بتفجير الدوريّة الإسبانية توجيه رسالةٍ دمويّة مدوّية بأنه قادرٌ على "فتح" الجبهة الجنوبية بتفجيرها، وهي رسالةٌ يريد من خلالِها استدراج مفاوضات دولية معه "على" لبنان أيضاً، وبشأن حماية الأمن الدولي بما أنه قادر ـ بحسب اعتقاده ـ على تعطيله. إذاً، باستهداف جنود الكتيبة الإسبانية أول من أمس، يعلن النظام السوري المرحلة "الثالثة" حرباً على "اليونيفيل" وعلى القرار 1701.

بيدَ أن خطّة "جنوباً دُر" لن يكون مصيرُها "أفضل" من مصير الخطط الأخرى السابقة. فهو هنا، أي في الجنوب، يلعبُ "لعبة عراقية" في وضع لا يشبه الوضع العراقي، علماً أنه مطالبٌ في العراق بالكفّ عن دعم الإرهاب. فالقوات الدولية في الجنوب اللبناني ليست قوات إحتلال، وتحظى بـ"تكليف" دولي إجماعي بموجب القرار 1701، وتؤدّي دوراً مرحّباً به من الشعب اللبناني، في الجنوب على وجه الخصوص.

.. لكنه يستدرج الضربة في المرحلة الرابعة وأغلب الظنّ أن اعتداء النظام السوري على قوات الطوارئ الدولية، بقدر ما يشير الى نيّته لعب لعبة التصعيد في الجنوب، فهو سببٌ كاف لموقف دولي متصاعد. فقد بدأ تحرّك الأمم المتحدة للنظر في كيفية تعزيز قدرة "اليونيفيل" على تطبيق القرار 1701، ومن المرجح أن يصدر عن مجلس الأمن، في هذا السياق، قرارٌ جديد "إضافي".

على أن "الأهم" هو أن نظام الأسد، باعتدائه على "الطوارئ"، يستدرج رداً، ولعلّه يستدرج ضربةً، يحسب أنها سوف "تغطّي" على ما عداها في حال حصولها، أي أنه ـ بواسطتها ـ يستطيع "قلب الطاولة": فبِما أن "رسالة التفجير" بالجنود الإسبان لم تصل كما يبتغي، فلتكن "مواجهة" ما تؤدي الى "قلب الطاولة" وإلى بحث معه!
"قبل الأخيرة"

وبالعودة الى نقطة الانطلاق حول الوتيرة السريعة جداً التي تحكُم تنفيذ النظام السوري قراره تفجير لبنان، يمكن ـ ويجب ـ تسجيل عدد من الاستنتاجات الرئيسية. تشير الوتيرة السريعة أولاً إلى انّ نظام الأسد على عجلةٍ من أمره، وانّه يسابق الزمن.

وتشير ثانياً إلى انّه يستخدم "دفعة واحدة" مجموعة من "البدائل" الإرهابية. وتفيدُ ثالثاً انّ السرعة المبنية على فشل "الحلفاء السياسيين" في مرحلة سابقة، هي نفسُها فاشلة. وتؤكد رابعاً انّ النظام في دمشق يتصرّف وكأن "ما بعد" هذه المرحلة "الثالثة"، سيكون لـ"الحديث" معه عربياً ودولياً.

بيد انّ ما لا بدّ من قوله خامساً، هو انّ النظام السوري "يقفُ" على أعتاب المرحلة "الرابعة" والأخيرة. ففي السياسة، لن يستطيع استدراج عروض، وهو يجازف بـ"ضربة" لم يعُد المجتمع الدولي بحاجة إلى ذريعة لها.

وبكلام آخر، تبدو المرحلة "الثالثة" الحالية كأنها المرحلة "قبل الأخيرة" في صراعه مع الزمن.

"حزب الله" ...وتبقى كلمة موجّهة إلى "حزب الله". فبالرغم من مسارعته إلى إدانة الاعتداء على "اليونيفيل"، فإنّ الأسئلة كثيرة: هل تكفي الإدانة لـ"ضمان" عدم رضى الحزب وتأكيده؟ وهل يؤسّس التخريب في الجنوب أيّاً تكن أداته التنفيذية لـ"سياسة" مختلفة ونهج مختلف؟ وهل "يستدرك" مواقفه حول "الخطوط الحمر" في وجه الجيش، والتي شكّلت "المناخ" للاعتداءات المتمادية على الجيش.. و"اليونيفيل"، أو "استُغلّت" لذلك؟ وماذا يستفيد "حزب الله" من الصمت عن "لعبة القاعدة" التي يمارسُها النظام السوري؟.


نصير الأسعد


( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
 
 
Page generated in 0.04493 seconds with 11 queries