[Godfather]

حين يكون الصمت طريقاً للإبداع.

وحين يكون الإبداع سيداً للصمت.

لا بد لنا حينها من أن ننظر أمامنا لنجد غسان مسعود، الذي لطالما فضل العمل بعيداً وبهدوء، ليراكم عبر السنين خبرة كبيرة لطالما ترجمها من خلال الميادين العديدة التي أبدع فيها من مسرح وتمثيل ووصولاً إلى التدريس الأكاديمي.



ورغم الفرحة الكبير التي تلقينا فيها نبأ مشاركته في الفيلم العالمي ( ملكوت السماء ) إلا أننا لم نتفاجأ أبداً لأن المقدمات الصحيحة لا بد وأن تؤدي إلى النتائج الصحيحة.

فنجاح غسان مسعود لم يكن وليداً للصدفة بل كان نتيجةً طبيعية لتراكم الخبرات الكبيرة التي تلقاها طوال سنوات عمله ودراسته الطويلة .

ولكن ورغم هذا النجاح إلا أن ذلك كله لم يمنع للأسف بعض الأقلام الصفراء من تناول مسعود ومشاركته بالفيلم، فكثرت المقالات التي طالته وطالت الفيلم بإعتيار أن الفيلم يزور التاريخ ويشكل إنحيازاً سافراً للغرب.

وتساءلت تلك الأقلام عن كيفية قبول مسعود بفيلم يمس دينه ويزور تاريخه وذلك قبل بدأ عرض الفيلم ولا أدري أي وحيِ هبط على تلك الأقلام فألهمها على الكتابة والتجريح بفيلمِ لم يعرض بعد.

ولكن تلك الأقلام معذورةُ بالتأكيد فهذا هو المجال الوحيد لإبداعها حتى ولو كان ذلك على حساب أبناء الوطن.

(( إنهم لم يعرفوا يوماً غسان مسعود ولو عرفوه جيداً لأدركوا أن الوطن بالنسبة إليه أكثر بكثير من خطِ أحمر)).

بهذه الكلمات عبر غسان مسعود بمرارة عن تجريح تلك الأقلام وذلك في لقاءه مع زاهي وهبه الثلاثاء الماضي في برنامج خليك بالبيت.

هذا اللقاء الذي تحول إلى جلسة تكريمية لمسعود تكلل من خلالها بالورود وذلك سواءً كان ذلك عبر المداخلات الهاتفية أو من خلال القراءات النقدية التي اتفقت جميعها على نجاحه في أداء الدور وتألقه فيه.

نعم لقد كان نجاح غسان مسعود نجاحاً لنا جميعاً وفرحةً كبيرة في زمنٍِ قل فيه الفرح وكثرت فيه الخيبات.

ولذلك ومن أجل هذا كله كان من الواجب علينا اليوم أن نقول: شكراً ...... غسان مسعود


(منقول)