عرض مشاركة واحدة
قديم 23/07/2007   #3
شب و شيخ الشباب فاوست
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ فاوست
فاوست is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
في وطني السليب
مشاركات:
655

افتراضي مُذكرات رجل محكوم عليه بالإعدام 3


هذه هي كل الأسباب التي تنتحلونها لعقوبة الإعدام قد تحطمت إذن ، وهذا هو منطق ممثلي الإتهام بأسره قد أصبح عدماً ، وهذه كل مرافعات النيابة قد فندت فصارت رماداً. أن أقل لمسة من المنطق لابد أن تذيب كل تفكير معوج.
فيكتور هوجو
إيماءاً إلى التعليقات التى وردت إلينا فى المقال السابق - والتى كانت فى حقيقة الأمر مُتوقعة ومُلأئمة لمسار طرح موضوعنا هذا إذ ان منطقها الأقناعى فى بقاء عقوبة الإعدام هو ذات المنطق الأقناعى الذى يضع العراقيل أمام إلغاء هذا القانون الجائر وبقاءه كضرورة مُلازمة لبقاء الإنسانية .. !!
وهى لا تختلف كثيراً فى إطارها عن النظريات المُتداولة فى شأن هذه العقوبة والتى سنعرضها لكم فى عجالة غير وافية ( قبل ان نتحفكم جميعاً بختام مُرافعة فيكتورهوجو المُذهلة وهى بمثابة لمسة المنطق التى ستزيل كل تفكير معوج )

النظرية الأولى : العقوبة كأستحقاق Retributive Theory
مبررات العقوبة في هذه النظرية هي الانتقام المطلق Lex taiois المُستخلص من مبدأ " العين بالعين والسن بالسن " .. و العقوبة هنا "استحقاق" تبررها مبادئ العدالة، مما يستوجب ان تكون مماثلة للفعل المرتكب , وتشبه العقوبة هنا بحالة الدفاع الشرعي. فكلاهما فعل قتل للفاعل، وبما ان الدفاع الشرعي هو فعل مباح فان عقوبة الأعدام بنفس المنزلة
وقد تبنى هذه النظرية الفيلسوف الألماني " كانت " Immanuel. Kant وقد نظر إلى الجريمة المُرتكبة باعتبارها عملاً لا أخلاقياً يستحق الشجب Emplatic Denuciation، فمن يلحق الألم بالآخرين، يستحق الألم، وان العقوبة "كاستحقاق" ضرورية وكافية ولا عبرة بنتائجها. ويرى "كانت"ان عقوبة الأعدام يجب ان تنفذ بحق القاتل حتى لو بقي لوحده على قيد الحياة في جزيرة قد تناثر أهلها بسبب غرقها أو تعرضها لأي كارثة أخرى .

النظرية الثانية : العقوبة كمنفعة Utilitarian Theory
وترى النظرية النفعية بان عقوبة الإعدام تؤدى إلى نتائج إيجابية فحواها :
أولا- الردع: وهو الحد من ارتكاب الجريمة من قبل المُدان ويدعى "بالردع الخاص" من جهة، وجعل المدان كمثال Example للأخرين لمنعهم من ارتكاب الجريمة ويدعى "بالردع العام ".
ثانيا- الإصلاح: بإعادة تأهيل المُدان إلى وضعه الطبيعي ومنسجما مع المجتمع من خلال البرامج والتعاليم الدينية والأخلاقية وتعليم الحرف المفيدة داخل السجن.
القاعدة الرئيسية التي ترتكز عليها هذه النظرية، هي حق المجتمع بحماية نفسه ومنع الجريمة عن طريق فرض العقوبة المناسبة بحق المُدان، لأن وجوده خارج السجن يشكل خطرا على المجتمع. وبنفس الوقت يقتضي ان لا تكون العقوبة قاسيه بحيث تؤثر على مشاعر المجتمع وعملية إصلاح المحكوم

النظرية الثالثة : نظرية الحل الوسط Compromise Theory
ومن أهم رواد هذه النظرية هو الفيلسوف البريطاني "هارت" H. Hart ولقد طرح الرجل ثلاثة اسئلة لغرض توضيح فكرته هي:
1- ما هي مبررات العقوبة؟
2- من يستحق العقوبة؟
3- كيف تحدد مقدار العقوبة؟
وأجاب "هارت" على أسئلته كما يلي:
1- مبررات العقوبة هي تحقيق المنفعة باحتواء الجريمة عن طريق الردع العام والخاص وإصلاح المحكوم.
2- استحقاق العقوبة أمر لابد منه لتحقيق العدالة . فالمسؤولية الجنائية للفاعل يقتضي ان تكون عن جريمة وقعت بمحض إرادته وتحقق القصد الجنائي. وهنا يتمتع البعض بمانع من موانع المسؤولية الجنائية، كالعاهة العقلية، الإكراه، حالة الضرورة، تنفيذ أوامر الرؤساء الواجب طاعتهم.
3- وبخصوص مقدار العقوبة، يقتضي الموازنة بين الاستحقاق والمنفعة في تحديد العقوبة المناسبة. أي ان الألم الذي يلحق بالمُدان يقتضي ان لا يكون قاسيا عليه بحيث يؤثر على عملية إصلاحه وردعه وردع الآخرين ومشاعر المجتمع. وفي جميع الأحوال يلزم ان لا يتم التضحية بحياة وحريات الأفراد بشكل مطلق لغرض تحقيق المنفعة.

الحرية لسوريا من الإحتلال الأسدي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04221 seconds with 10 queries