عرض مشاركة واحدة
قديم 24/07/2007   #83
شب و شيخ الشباب alwaleed
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ alwaleed
alwaleed is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
بغرفتي
مشاركات:
264

افتراضي


موضوع مترجم عن كاتب روسي والارقام الواردة هي من تقارير سوفيتية قديمة اقرأ الطيف الازرق لعلك تتثقف وتكف عن التهريج
عن الديمقراطية وستالين والقمع ومستقبل الاشتراكية
الكاتب الموسكوبي نيقولاي ليونتييف تسلم رسالة من مواطن في عاصمة الشمال الروسي لينينغراد يطرح فيها عليه أسئلة ما أكثر ما تطرح حالياً في بلدان الاتحاد السوفياتي سابقاً، بل في كل بلدان العالم ولا سيما بين الشيوعيين الذين أصيبوا بصدمة جراء انهيار الدولة التي كانوا يعتبرونها منارة لهم وسنداً في نضالهم. يقول ب.ش. في رسالته: أنا أوافقك مائة بالمائة أن النظام الحالي (في روسيا) الذي تنتقده لا بد من تغييره. ولكن بم نستبدله؟ لماذا العودة إلى النظام السابق الذي ارتكب من الخطايا ما يحصى ولا يعد؟ أعتقد أن الديموقراطية الغربية رغم كل نواقصها التي لا جدال فيها هي اليوم النظام السياسي الأمثل، أقله إذا ما قورنت بأنظمة روسيا في العقود التي تلت ثورة أكتوبر 1917.
أتذكر كيف اهتز مجتمعنا لخمس عشرة سنة خلت، وأية آمال علِّقت آنذاك؟! وها هي كل الآمال انهارت الآن بسبب أن السلطة استولى عليها (بواسطة الشعب) الديموقراطيون الكذَبة. لعله ينبغي علينا أن نناضل في سبيل ديموقراطية حقة، لا أن نعود القهقرى إلى ما سبق أن عايشنا معاناته؟
إني أتفهم رغبة الكثيرين العودة إلى الماضي على الرغم من أخطاء النظام البلشفي. فهؤلاء الناس هم إما من جيل الكبار الذين يرون في فشل النظام الشيوعي فشلاً لهم في حياتهم ومثلهم العليا ما داموا قد بقوا بمنأى عن القمع الذي مورس، وإما من جيل الشباب الذين لا يعرفون ماذا كان يحصل، وإذا ما قرأوا عما كان يحصل فلا يصدقون.
ولكنك أنت تعرف كل ما حصل، ولا يسعك أن تعتبر كل ما كتب من مذكرات تزويراً واختلاقات. ولذا أريدك أن تشرح لي كيف يحصل أن يتحول تفكير أناس يعرفون الماضي حق المعرفة مثل هذا التحول الذي يفضي بهم إلى الستالينية. لا إلى اشتراكية السنوات الأخيرة (من عمر الاتحاد السوفياتي – المحرر)، بل إلى نظام دموي فاق كل الأنظمة الدموية في التاريخ. إلى اعتبار كبير أشرار كل الأزمنة إنساناً ورجلاً سياسياً عظيماً.
أتمنى أن أحصل منك على إجابة عن تساؤلاتي هذه.
ب. ش.
وقد كتب ليونتييف في رده الذي ننقله ملخصاً عن جريدة \"ترودوفايا روسيا\" (\"روسيا العاملة\") الناطقة باسم حزب العمال الشيوعي الروسي:
... أنت تسألني: \"لماذا العودة إلى النظام السابق الذي ارتكب من الخطايا ما يحصى ولا يعد؟\". إذا كنت تقصد بهذا الكلام الاشتراكية فأنا لا يمكنني أن أوافقك الرأي. فالنظام الاشتراكي نظام طليعي حقاً ما دام هدفه الرئيس هو منح كل امرئ إمكانيات انطلاق متكافئة نحو النمو والتقدم ودعمه في مسعاه هذا. تذكّر أننا كان عندنا مجانياً كل من التعليم والطبابة والسكن، وكنا ندفع أدنى بدل إيجار في العالم وكان لنا غير ذلك الكثير الكثير المحروم منه الآن \"الروس الأعزاء\" (كما يناديهم اليوم في خطبهم رؤساء روسيا عادة – المحرر). في ظل الاشتراكية لم نكن لنعرف مثل الظلم الاجتماعي الذي نشهده الآن، لم نكن لنعاني من الصقيع في بيوتنا كما الآن، كانت تدفع لنا أجورنا في حينه، ما كان للأزمات الاقتصادية أن تحصل عندنا لأن الإنتاج كان مبرمجاً. لو كنت الآن شاباً لكان من حظي أن يلفظني المجتمع لأن ليس لدي المال الذي يريني \"جمالات الرأسمالية\". لقد سرق أرباب الطغمة مالي ومال غيري من المواطنين. ولذا لا يسعني البتة أن أوافقك القول إن الديموقراطية الغربية هي اليوم \"النظام السياسي الأمثل\".
لقد تحولت روسيا عام 1917، بلد الأمية والفقر (باستثناء شريحة ضئيلة من أبناء الذوات والمثقفين)، البلد الذي لم تكن فيه كهرباء وكانت الزراعة قائمة على فلاحة المحراث، وكان فيه معدل العمر الوسطي 30 سنة، إلى أقوى دول العالم في خلال عشرين سنة فقط (1917-1937)، أنشأ في خلالها حزب البلاشفة برئاسة يوسف ستالين صناعة ضخمة وعلوماً متطورة ونمط عيش جديداً. وليس من باب الصدفة أن يقول رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرتشل بإعجاب: \"لقد تسلّم ستالين روسيا بمحراث وسلّمها مدججة بالسلاح الذري\". كذا كان تقييم عدو للسلطة السوفياتية، لا مناصر لستالين.
أنت تسمي في رسالتك حكام روسيا الحاليين بالديموقراطيين الكذبة وتقترح النضال في سبيل \"ديموقراطية حقة\". فهل شعبنا بحاجة، يا ترى، إلى ما يسمى بـ\"الديموقراطية\"؟ تتكلم عن أخطاء لا تعد ولا تحصى اقترفها النظام البلشفي. أنا أوافقك القول: إن أخطاء كثيرة ارتكبت. ولكن هذا النظام كان نظاماً شعبياً حقاً وفعلاً، ومجتمعنا، لا ننسَ هذا الأمر، كان يسير في سبيل غير مطروق من قبل يحيط به الأعداء الرأسماليون الكثر في الخارج والأعداء الناشطون في الداخل في شكل بقايا من الطبقات المستغِلة المدحورة.
أنت تصف نظام ستالين بالنظام \"الدموي الذي فاق كل ما هو معروف في التاريخ\". والحقيقة أن الأمر ليس كذلك. لنتذكر هنا الملك هيرودوس الذي راح يقتل الأطفال الرضع، والآباء اليسوعيين (الجزويت) الذين كانوا يحرقون الناس باسم المسيح. وفي القرن العشرين: ماذا فعلت أوروبا \"المتنورة\" بألمان السوديت في الحرب العالمية الأولى؟ كيف تصرفت بولندا حيال مقاتلي الجيش الأحمر السوفياتي الذين أوصلهم الجنرال توخاتشفسكي إلى وارصو تقريبا ثم تركهم هناك ليلقوا سوء المصير؟ مئات الألوف لقوا حتفهم جراء الجوع في المعتقلات، وهذا تفضل أوروبا ألا تتذكره. والآن لنعد إلى ما يسمى \"أعمال القمع الستالينية\" في الاتحاد السوفياتي. لقد دحِرت التروتسكية في بلادنا في الثلاثينيات، غير أن أحفاد الذين قُمِعوا آنذاك عادوا إلى السلطة الآن وأوصلوا البلاد إلى ما أوصلوها إليه. أي لولا ستالين لكان دحرُ الاتحاد السوفياتي قد حصل في الثلاثينيات.
كتب مارشال الاتحاد السوفياتي غيورغي جوكوف عن فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية في كتابه \"أفكار وذكريات\": \"أود أن أقول كلمة حق تقال في زمن ما قبل الحرب. لقد تميزت تلك الحقبة بروح عالية وتفاؤل لا نظير لهما، بشيء من الإلهام والروح العملية في آن، بالتواضع والبساطة في التعامل مع الناس. لقد بدأنا نعيش عيشة جيدة، بل جيدة جداً! وهيهات أن يستطيع اقتصادي أو فيلسوف أو كاتب أن يرسم لوحة صادقة عما كانت آلت إليه بلادنا اليوم من ازدهار، عما كنا حققناه من تقدم كبير لو لم تقطع الحرب المسار العريض والسلمي والجبار لتلك السنوات...\". لقد بات الشغل آنذاك حقاً فعل نبلٍ وشرف ومجد. لنذكر فقط مبادرات ستاخانوف والأختين فينوغرادوف والعامل سميتانين وغيرهم الرائعة التي حققت أرقاماً قياسية في الإنتاج آنذاك. مثل تلك الأرقام القياسية لا وجود له في روسيا \"الديموقراطية\" اليوم ولا يمكن أن يكون له وجود أصلاً.
لماذا حين يتحدثون عن أعمال القمع في الثلاثينيات لا يذكرون البتة أرقاماً محددة؟ يمكن أن نفهم أن أحداً لم يحصِ القتلى إبان الثورة، ولكن في الثلاثينيات كان هناك نظام. فما الأمر يا ترى؟ إنه في كون ما يحكى ويزعم عن عشرات الملايين الذين أعدمتهم السلطة السوفياتية سيبدو كذبة كبرى آنذاك. والأرقام في الحقيقة معروفة: فبين عامي 1921 و1954 تم إصدار أحكام في الاتحاد السوفياتي في حق 3,777,380 شخصاً من مرتكبي شتى أنواع الجرائم (ومن ضمنهم مرتكبو الجنايات). وصدرت أحكام الإعدام في حق 642,980 شخصا من بينهم، وقد استعيض عن الكثير منها لدى التنفيذ بالسجن بين عشر سنوات و15 سنة. العدد كبي ر طبعاً، ولكنه بعيد جداً عما يخترعه بعض المتحيزين أمثال فولكوغونوف وجوقته. ففي عام 1937 \"الأفظع\" بحسب دعاية \"الديمقراطيين\" كان ثمة وراء قضبان السجن في الاتحاد السوفياتي 820,881 شخصاً خُمسهم من السجناء \"السياسيين\". أما الآن فيقبع في سجون روسيا 870,000 شخص جلهم ممن ارتكب جناية. ولا ننس أن روسيا ليست الاتحاد السوفياتي: فتعداد سكانها أقل مرتين تقريبا من تعداد سكانه. وإذا ما قارنّا بالولايات المتحدة، وجب القول إن قرابة 5 ملايين يقبعون الآن هناك في غياهب السجون، وهذا أكثر مما سجن خلال كل سنوات حكم ستالين. هذا مثال فاقع على \"الديمقراطية\" الغربية!
لماذا يحصل كل هذا؟ لأن المجتمع الرأسمالي هو مجتمع الظلم الذي يكون فيه الإنسان للإنسان ذئباً، تتأكل هذا المجتمع الأمراض الاجتماعية الحادة كالجريمة والإدمان على المخدرات والبغاء وغيره. رب قائل: كل هذا كان موجوداً أيضا في ظل الاشتراكية. كان، ولكن ليس بهذا الحجم أبداً، كان قليلاً جداً. والآن لا سبيل أمام شباب وشابات روسيا \"الحرة\" غير الانضمام إلى عصابات النهب أو إلى أسواق البغاء. فمعظمهم لا مال لديه ليتعلم، والسكن المجاني بات نسياً منسياً، وهيهات أن يعثر أحدهم على عمل خاصة في المدن الصغيرة والأرياف لأن المصانع والمزارع التعاونية والحكومية دمِّرت وقضي عليها. وكل ما طاولته الأيدي سرِق. و\"البديل\" الوحيد الباقي عن هذا كله الانتحار. كثيرون هم الروس الذين يلجأون إلى هذا \"البديل\" ولا سيما منهم الشبيبة: 50 ألفاً سنوياً، منتحر واحد كل 10 دقائق. ويهلك سنويا عندنا 70 ألفاً من الشباب جراء تعاطي المخدرات و35 ألفاً جراء تناول الكحول غير الصالحة. ويقضي قتلاً 32 ألفاً، ويموت 20 ألفاً من جروح أصيبوا بها على أيدي مجرمين. ويتم العثور سنوياً في بلادنا على 40-42 ألف جثة غير معروفة هوية أصحابها ولا سبب وفاتهم. والمحصَّلة أن 2500 شخص يلقون حتفهم في روسيا يومياً! وكل ثالث طفل يولد في روسيا \"الديموقراطية\" يعاني من عاهة في نموه، وكل خامس طفل من عاهة نفسية. وفي روسيا حالياً أربعة ملايين طفل مشرد بينما كان عدد أمثالهم بُعيد الحرب العالمية الثانية مباشرة في الاتحاد السوفياتي نصف عددهم الآن. ومن الطبيعي أن لا تحتل بلادنا الآن على صعيد مستوى المعيشة إلا المرتبة الـ105 من بين 111 بلداً، ولكنها بالمقابل الأولى من حيث عدد المرضى بالسرطان.

قد تستطيعون قطف كل الزهور ...
لكن لن تستطيعوا ايقاف زحف الربيع ...
____________________________________
الشيوعية باقيةوطريقها طويل ...يقربه الرفاق وكلنا لكلنا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04032 seconds with 10 queries