الموضوع: لعشاق رامبرانت
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/08/2007   #9
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


وانهالت الطلبات على رمبرانت، حتى بلغت أربعين في عامين. أما وقد أمتلأت الآن جيوبه بالمال، واستبد به الظمأ إلى النساء "فقد حان الأوان للزواج (1634). وكانت ساسكيا أو لنبرخ ذات وجه جميل وعينين راقصتين وشعر حريري ناعم اللون وقوام أهيف وثراء كاف، وما أجمل صورة "ساسكيا" في مدينة كاسل الألمانية، وكانت الابنة اليتيمة لمحام وقاض ثري. وربما كان عمها-وهو وسيط في تجارة التحف الفنية-هو الذي أغواها بالجلوس أمام رمبرانت ليرسمها، وكانت جلستان فقط كافيتين للتقدم لطلب يدها. وقدمت العروس صداقاً قدره أربعون ألف جيلدر، أصبح بذلك مفلس المستقبل واحداً من أغنى الفنانين في التاريخ. وأصبحت ساسكيا زوجة صالحة على الرغم من ثروتها. وتحملت في صبر وجلد عبقرية شريك حياتها المستغرقة في العمل. وجلست إليه ليرسم لها صوراً كثيرة، ولو أنها أبرزت جسمها الآخذ في التفتح والامتلاء، وكان يدثرها في أزياء غريبة ليرسم لها "فلورا آلهة الأزهار" المشرقة الباسمة الموجودة الآن في لندن، و"فلورا" الحزينة، الأبسط شكلاً، الموجودة الآن في نيويورك. وفي إحدى اللوحات في درسن نراه وقد غمرته السعادة، وهو يمسك بها وهي جالسة على ركبته، وتفيض منه الابتسامة على اللوحة، رافعاً كأساً عالية ابتهاجاً بموفور الصحة والمال.
وفي سنين اليسر هذه (1634-1642) أخرج الفنان التحفة تلو التحفة. واستمر يرسم نفسه. فنراه في "صورة الفنان" (1634) وهي الآن في اللوفر-وسيما مبتهجاً، في قبعة مزدانة بالجواهر. وسلسلة ذهبية على صدره.ورسم في السنة نفسها "الضابط(129)"- وهو فيها جميل مهيب يضع على رأسه قبعة تغزو العالم، ورسم لنفسه في 1635 صورة في قبعة رائعة يكاد ريشها يداعب
السماء. وسعياً وراء الشخصية الأجمل، (1634 "السيدة العجوز" التي لا تبالي بنا وهي معلقة في المتحف الوطني بلندن في وجه ملأته السنون بالتجاعيد. وبعد ذلك بعام واحد رسم "المرأة العجوز على الكرسي ذي الذراعين" وهي موجودة في نيويورك. وعثر في خرائب أمستردام على رجل في الثمانينات، ألبسه عمامة وثياباً ورسم له لوحة "رجل شرقي(130)": وكان له ولع بجمع الثياب والمجوهرات والسيوف والقبعات والأحذية الغريبة، تستطيع أن تراها جميعاً، فيما عدا السيف في لوحة "مارتن داي(131)" بالأربطة والأشرطة على قفازه، والأهداب على ثيابه والتروس فوق حذائه. والآن أيضاً، رسم موضوعات دينية عتيقة في صورة صادقة جديدة متخذاً نماذجه من الرجال العجائز والشابات اللائى قابلهن في الشوارع-كل منها تلفت النظر في أسلوب من معالجة التفاصيل، تأخذ بالألباب في التلاعب بالضوء، وتثير المشاعر بتدفق العاطفة فيها إلى حد أن أية لوحة منها يمكن الدفع بأنها أبدع ما رسم الفنان، ومثال ذلك لوحة "تضحية إبراهيم(132)"، الملاك روفائيل يهجر طوبيا(133)". وجاءت هذه السنوات المباركة بعدد من أشهر الصور الشخصية مثل "السيدة ذات المروحة(134)"، و"الرجل ذو القفاز(135)" وكلتاهما تجل عن الوصف، وتقصر عنها أية ألفاظ.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03758 seconds with 10 queries