الموضوع: لعشاق رامبرانت
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/08/2007   #11
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


ولم يكن عوناً له أن تقع داره في حي اليهود. وكان قد عقد منذ ذاك الوقت صداقات مع كثير منهم. وكان قد نقش صورة لمنسة بن إسرائيل (1636). والآن في 1647 حفر على الخشب الوجه الداكن للطبيب اليهودي أفرايم يونس. ولما كان الفنان محاطاً من كل جانب تقريباً، وواضح أنه أحبهم، فإنه وجد موضوعات تتزايد يوماً بعد يوم، بين اليهود الأسبان والبرتغاليين في أمستردام. وربما تعرف على باروخ سبينوز الذي عاش في هذه المدينة من 1635. وذهب بعضهم إلى أن رمبرانت نفسه كان يهودياً. وهذا غير صحيح لأنه عمد ونشأ على المذهب البروتستانتي. وكانت ملامحه تنطق بأنه هولندي، ولكن لم يعرف عنه أي تحيز ملحوظ بالنسبة للدين أو للجنس. وثمة عمق خاص لتفاهمه الموسوم بالعطف في رسومه لليهود. لقد افتتن بشيوخهم ولحاهم التي تقطر منها الحكمة وعيونهم التي تشف عن الحزن والأسى. وإنك لتجد نصف العذاب النفسي عند العبرانيين مائلاً في وجه "اليهودي العجوز" وهي اللوحة التي رسمها رمبرانت 1654 والموجود الآن في الأرميتاج (لننجراد)، وفي لوحة "الحبر" (الحاخام) (1657) في لندن وفي هذه اللوحة الأخيرة صورة الحبر الذي واسى رمبرانت بعد وقوعه في الضائقة المالية وأمده بمعونة مادية.
ونراه في 1649 يرسم "هندريكا ستفلز في المخدع"(13، وندرك أنه اتخذ خليلة. وكانت وصيفة ساسيكا، وبقيت مع الفنان الأرمل وعنيت به عناية فائقة، وسرعان ما سرت بحرارة جسمها. أنه لم يتزوجها لأنه كره أن يتخلى عن تركة ساسكيا لابنه تيتس الذي كان بعد صبياً في الثامنة من العمر. وعندما رسم هندريكا 1955(139)، وكانت جميلة بدرجة مقبولة ذات عينين تلازمهما لهفة مكتئبة، وربما كانت هي التي جلست أمامه مرتين لتجربة أو دراسة فن رسم العاريات: في 1654 "باشيبا في الحمام"(140) و"امرأة تخوض"(141) وكلتاهما آية في العظمة من حيث الألوان والاتساع. وفي يولية من هذا العام دعيت للمثول أمام شيوخ الكنيسة، حيث أنبت تأنيباً قاسياً على اقترافها الزنى، وحرمت من تناول القربان المقدس. وفي أكتوبر وضعت له طفلاً اعترف رمبرانت ببنوته، ودبر أمر تعميده بسلام، وعرف كيف يحب خليلته حباً عميقاً كما احب زوجته، وإلا كيف كان يتسنى له أن يملأ وجهها بكل هذه الرقة حين صورها 1658 في رداء أحمر يلتئم مع شعرها(142). وكانت زوجة أب فاضلة لتيتس الذي أخذ يترعرع صبياً فاتناً. ويمكن أن تراه في متحف متربوليتان للفن، وهو في الرابعة عشرة، جميلاً كالبنت، ذا عينين تتمثل فيها حيرة الشباب، تربكه الحياة، يجد شيئاً من الطمأنينة والأمان في حب أبيه، وتراه مرة أخرى في مجموعة ولاس، وقد سلخ عاماً آخر من العمر. وقد نتصور كل التصور كيف أنه كان عزاء وسلوى لأبيه رامبرنت الذي أنصب على رأسه الكوارث المالية في هذه السنة.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05298 seconds with 10 queries