الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02/09/2007   #507
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي شمس لن تغيب .. " خاطرة "


شمس لن تغيب ..



هو عيدك الأول يا أمنا الغالية ... يا أرضاً ما غادرتها سنابل الشوق .. يا صدراً عامراً بالحكايا .. يا جبيناً رصّعته ضفائر العشق في انتظار عامها الثاني ..

هي أطياف الشمعة الأولى .. تدفىء القلوب بعبير الصمود .. تذيب الصقيع عن أطراف كبّلها القعود .. ترسل للمنفيين شموساً تطرد وحشة السواد و تنبت الحب و الانتصار ..

هي انتفاضة الأذرع المشرعة في وجه الدمار .. تعبر عامها الأول محملة بأسرار الصبر و صلوات الراحلين .. تعيد ترتيب الخرائط التي خبأها الأجداد قبل أن يتفرقوا في مجاهل البلاد الغريبة .. ترسل الأشواق لثورة كانون الأولى .. تستمد منها الزاد و تعدها بمواصلة المسير .. تضمد جرحها المكلوم بخنجر التخاذل .. تُقرؤها تحايا الصغار الذين ولدوا في أيامها الأولى و أصبحوا الآن جنوداً يافعين .. تنبض أرواحهم بوجع القدس و ابتهالات الاقصى ..

بين ثورة كانون الأولى وانتفاضة المسرى جسر طويل مسيج بالدم .. راية نسجتها أرواح آباء رحلوا قبل اكتمال البدر، فحملها الأبناء و طرزوا عليها حروف الوطن و خضبوا خيوطها بالحناء ..

بين غيث كانون الأول و شمس أيلول اللاحقة عشق أبدي و حب دائم لا ينقطع يحمل ذات الوميض و يتوحد في ذات الدرب و تحت ذات اللواء ..
بين ذاك الغيث و هذه الشمس الساطعة ملامح مشتركة و لغة واحدة .. بينهما أطفال يحملون لون الحجارة .. و حجارة ترتشف عبق شمس مذهبة بحكايا الفداء ... بينهما أمهات يودعن الدمع و يطلقن زغاريد الاستبشار .. و متاريس تختبىء خلفها عيون تحدق في الفجر الطالع من شقوق الجراح ..

بين أمسنا المغتال و صبحنا الذي يصارع من أجل البقاء توحّدٌ في الهم و المصير .. أمنيات واحدة يلفحها يباب اللاهثين خلف السراب .. المتراكضين نحو عواصم الصقيع و الضباب .. يخشون على وثائق التطبيع من أن تدوسها أقدام طفل يلاحق مجنزرات الخوف في غزة الرجال ، و يطارد الجنود المرتجفين في خليل الصامدين و نابلس الإباء ..

لا تنظري لتلك الوجوه الخائفة يا أمنا الغالية .. يا عطاءً لا يعرف الحدود .. لا تلتفتي لكل من يغريك بالعودة من أجل نصر أجوف و دولة هشة ... ردي عن عيونهم طرفك المكحل بالبارود، و صمّي دونهم آذانك المسكونة بأنات الثكالى و حشرجات المكلومين ..
إرفعي عينيك إلى السماء و استمطري الغيث المحمل بالبشائر .. أبرقي لساكنيها الوعود و التحايا و أجمل الورود
امضي و معك الذين اصطفوا خلفك في درب طويل ناظر إلى النصر دوما .. معك أشواق محمد و ايمان و سارة .. و ثارات سعيد و عز الدين .. معك من كل ربوة حجر و رشاش يرسم الخطى و يسافر في عمق الجراح عطرا

و لك وعد من الأرض بان تقاوم الجدب و جفاف الفصول .. و عهد من السماء بأن لا يكون لغيثها آخر أو لشمسها انتهاء ...



* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.03023 seconds with 10 queries