[the god father]

موعد جديد ... نعم موعد جديد ,,لا يمكن أن نصف هذا الموعد ,,بالموعد العاطفي ,,الذي يملئه الحب والوله ,,

ولا يمكن أن نصف هذا الموعد بموعد مع شخص مهم يملئه الخوف والرهبة ..
بل ولا يمكننا أن نوصف هذا الموعد بموعد مع الإله الذي يسوده السكينة والراحة ( طبعاً بتختلف القصة من شخص لشخص بهل الموعد )

ولكن كل ما يمكن أن يوصف هذا الموعد ,,هو موعد المهزلة ,,موعد القرف ,,موعد يأتي كل سنة مرة ويستمر ل 9 شهور تقريباً ,,فهل رأيتم أطول من هكذا موعد !!

موعد شاحب الملامح , كئيب الهيئة ,لا يمكن أن تتخيل منه سوى نفسك وأنت مشبع بالهموم ,,والنعاس في نفس الوقت , أعتقد أنكم تعلمون الآن عن ماذا اتكلم ,!
نعم أنه موعد العام الدراسي الجديد , فبئس هكذا موعد ,
كل ما اتذكر هو عندما كنت في سن أحد إخوتي ,,عندما كنت في الإبتدائية , اتذكر عندما كان موعد العام الدراسي يقترب والفرحة تعتريني ,,ليس لأنني سوف أرى معلمين نشيطين ومحبين لعملهم ,,ولا لمديرة تنتظرني أمام باب المدرس وفي يدها " خرطومة صغيرة " كي تعاقب كل من يتأخر ولو دقيقة واحدة ,,وحتى لو كان السبب أنه والده قد توفى ..
على ميييييييين ,,أكيد أنت كذاب ,,لازم ترتفع فلق لازم ترتفع ,مافي مهرب ,, " والله يا أنسة التوبه "" خراس ولاك ,,خرااااااااس ,,لعمى اللي يقتلك ,,عم تتأخر ما هيك ,,أنا بورجيك ,,والله يستر من بعد هل الكلمة شو بدوا يصير ,
وليس ,,لأنه كانت تأتي حملات تفتيش مفاجئة على علب المياه التى نجلبها من بيوتنا ,,لأن المعلمة المحترمة ,,إذا بتشوف الولد قدامها عم يقتل من عطشوا ,,ما عندها غير "" خرااااااس سد حلقك وبروك ( مع أنو البروك للجمل ,,بس عادي عند الأنسة ما في فرق لأنو الجمل والطفل نفس الشي ,,التنين بياكلوا وبيشربوا ,,بس الفرق الوحيد اللي بيتفوق الجمل فيه على الطفل ,,أنو بيتحمل عطش ),,مافي طلعة ولا مي للفرصة "" يا أنسة والله كتيييييير عطشان , الله يخليك ,,
" تعا لعندي ولاك " حضرتها انزعجت معها حق !! افتاح إيدك ,,والله يا أنسة التوبة ,,خلص ما عاد بدي اشرب ,,افتاح ولك حيوان ,,والله بدي ربي الصف فيك ,, والله يعين هل الولد ,,المسكين ,,
وليس ,,وليس ,,وليس ,,
إنما اتذكر أن سبب سعادتي كانت في اللباس المدرسي الجديد ,,والدفاتر الذي اشتراها لي والدي ,, وبتذكر لما رحت وجاكرت ابن الجيران ,
"" لنانانااننناانانانا ,,بابا جبلي دفاتر ,,وأقلام ,,ومحاية كبيييييرة , ""

ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة مع نهاية أول إسبوع من العام الدرسي المشئوم .

تمنيت ,,طوال حياتي ,,أنه عندما سوف أصبح في الجامعة ,
لن أجد صعوبة في الخروج من المحاضرة عندما أشعر بالعطش المفاجىء
ولن أجد من يرفع علي الخرطومة لي يأدبني ,,على أساس أنو ما اتربيت ببيتي ! وعلى أساس ,,اللحم ألكم والعضم ألنا ,,لأنو ما عرفت حالي أنو نعامل معاملت الحيوانات إلا لحتى صرت بالجامعة ,
ولكن المشكلة وكل المشكلة ,,أن إمنياتي كلها كانت أضغاث أحلام ,,

أحلام طفل مو عرفان الله وين حاطوا ,,

أيه سيدي .. دخلنا الجامعة ,, وبعدها ...
لا أصدق ما أرى ,,لقد رأيت جلادين ,,يستخدمون العلامة كسلاح نووي في وجهك ,, وكلمة لا حدى يحسبني قليل على كل لسان من كل دكتور ," اسألوا عني بكل الكليات اللي درست فيها ,,قولو للطلاب ,,الدكتور الفلان الفلاني شو وضعوا ,,وشفوا شو بخبروكم !!
أصبحت القسوة ,,فخر وسمعة طيبة ,,والظلم ,,يا محلاه ,, ما هاد ملح الحياة ,,اللي بلاه ما فينا نعيش ولا نحس بطعم الحياة ,,
حياة جامعية ,,تشبه حياة فلة والأقزام السبعة ,,في هروبها وضياعها في الغابة ,,ولكن بالنهاية وجدها الأمير وتزوجها ,,أما عن نفسي ,,لا أدري هل يمكن أن تنتهي هذه القصة التى أعيشها بالسعادة المرجوة ,,أم بالندم على أني لم أعمل ولو في الفاعل بدل دخولي في هذا المكان المخصص لتربية المواشي ,,وذلك بفضل قياديي العلم ,,لأنه وللأمانة ,,لا يصلح إلا لذلك وهذا واقع ,,
ولكن جل ما افتقده وأبكي عليه اليوم ,,تلك الخرطومة التى أفتقدها مع مرور كل ,يوم ,,
أيييييييييييييه الله يرحم أيامك يا خرطومة ,,كانت رحمة قدام اللي عن انعيشوا اليوم ,
لهيك ,,الحكمة من كل هل القصة ,,
" اللي عم اتواجهوا اليوم من صعوبات ,,رح تترحم عليه بكره ,,لأنو رح اتكون صعوبات اليوم ,,هي رحمة بكره "

ودمتم .