عرض مشاركة واحدة
قديم 06/09/2007   #24
شب و شيخ الشباب the god father
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ the god father
the god father is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
يمكن ,,يمكن ,,على ما اعتقد بسوريا ,,هيك بيقلولي
مشاركات:
79

افتراضي الجزء الثالث


صوت مرتفع لموسيقى حزينة تشعرك بالبؤس ... وقع خطوات متسارعة يقترب باتجاه غرفتك .. يدخل غرفتك ملهوفاً عابساً , تنظر عليه فيفزعك ما تراه يده و يدخل الرعب إلى قلبك ..يقترب منك و أنت ترتجف في مكانك مرعوباً , يرفع يده و يهوي بها بأقصى سرعة ليمسك بيدك .......... و يصافحك بحذر يشعرك بما هو آت من مصائب ....
إنه صديقك و في يده رزمة اوراق جاء ليبشرك أنها محاضرة أخرى أنزلها الدكتور مؤخراً , مع العلم أنك ستقدم مادة هذا الدكتور في اليوم التالي ...
تجلس مصدوماً , تنظر بحزن إلى كاسة المتّة التي تقف شامخة على طاولتك و قد غرقت بالسكر , و إلى جانبها ترى أنفاسك الملتهبة تخرج من إبريق الماء الساخن .....
جبال من الأوراق المرمية هنا و هناك , جوارب ملحوشة بجانب السرير , و مذياع يبشرك بمستقبل مشرق حينما يسمعك أغنية للمرحوم عبد الحليم فيقول " طريقك مسدود مسدود مسدوووووود , يا ولدي " ..
يتركك صديقك و على وجهه ضحكة لئيمة . لتجد أخاك طالب الدرسة واقفاً إلى جانبك يغيظك و يحاول استفزازك بشدة , فلا تشعر بيدك إلا و قد انطلقت كالقذيفة لتحفر طبعتها على وجه أخيك , و الذي ترتخي شفتاه و يطلق بعدها زمور الإنذار ثم يأتي أهلك موبخبين مؤنبين و يزيدوا في غيظك غيظاً ....
ليس هذا المهم , المهم ما سيحدث في اليوم التالي .... يوم الامتحان ......
تستيقظ في اليوم التالي باكراً جداً -هذا أن كنت قد نمت أصلاً - و تحاول أن تسترجع ما قد درسته , لتكتشف أنك -و للأسف- لا تتذكر شيئاً , و أن رأسك الأن فارغ كالطبل الأجوف .. تحاول أن توهم نفسك بعكس ذلك , و تبدأ كالمجنون بالتحدث إلى نفسك " بروح ع المادة ولاّ بتركها للفصل التاني" و لكن سرعان ما تتذكر أنك كنت قد تركت للفصل الثاني ست مواد سابقة من أصل سبعة , فتنسى فكرة التأجيل لترتدي ثيابك مهموماً مقهوراً....
تصل جامعتك ليفاجئك أصدقاؤك الأوفياء الأوفياء بابتسامات عريضة , و ليبدأ بينهم نقاش عقيم حول هذا القانون أو تلك المعادلة , و أنت بينهم كالمعتوه لا تدري عمّ يتحدثون أو من أين أتوا بأسماء كل أولئك العلماء و تلك المعادلات ... لتضحك بعدها على كلامهم محاولاً عبثاً إيهامهم أنك أذكى منهم جميعاً , و بأنك تستوعب كل ما يتحدثون عنه .. و لكن سرعان ما يفضحك جهلك لتجعل من أينشتاين أحد ملوك العثمانيين و من فيثاغورث صاحب إحدى المعلقات الشعرية الخالدة و من المتنبي أحد أركان النهضة الصناعية في أوربا ....
تدخل قاعة المتحان مرعوباً تكاد ( عدم المؤاخذة ) أن تعملها في ثيابك من خوفك و هلعك ...
يأتي المراقبون متجهمي الوجه على صورة جلادين , و يبدؤون بإطلاق تحذيراتهم النارية حتى تصدق أنهم سيقصفونك بالصواريخ النووية إذا حركت رأسك كي تبعد الذبابة التي حطت على عينك ......
بعدها يباشرون بتسليم أوراق الأسئلة , في حين أنك تردد بصوت مسموع " اللهم إني لا أسألك رد القضاء , لكن أسألك اللطف فيه ".. يسمعك المراقب الذي سلمك الورقة فينظر إليك نظرة قرف تاركاً إياك غارقاً في صلواتك و دعواتك ......
تنظر إلى ورقة الأسئلة لتنفرج أسارير وجهك و ينزل ضغط دمك إلى مرحلة الأمان عندما ترى أن ورقة الإجابة لا تحتوي إلا على ثلاثة أسئلة , فتستخف بها معتبراً أنك ستحطم المعدل العام في هذا المقرر .. و لكن سرعان ما يعود ضغط دمك للارتفاع لأقصى درجات الخطر , و يبدأ الدم في رأسك بالغليان عندما تدرك أنك تسمع بالسؤال الأول للمرة الأولى في تاريخك , و بأن السؤال الثاني موجود في المحاضرة الأخيرة و التي لم تسمع بوجودها حتى البارحة فلم يسعفك الوقت لتدرسها و أن السؤال الثالث مخصص لمن هم فوق مستواك الذهني و العقلي ...
هنا تبدأ بإظهار مواهبك العلمية لتدرج في ورقة إجابتك كل قانون يخطر ببالك سواءً كنت تعرفه أم اخترعته توّاً , صحيحاً كان أم لا , و تبدأ بعدها بتكسير النظريات و المسلمات بعنف الواحدة تلو الأخرى , لتسلم مسبقاً بأن الجاذبية الأرضية هي فعل بشري بحت يجب أن يعاقب عليه أجدادنا , و أن حركة الأرض الدورانية إنما هي بسبب ركلة من أحد عمالقة الفضاء حين كان يلعب كرة القدم ...لتعتبر بعدها أن ولاعة السجائر هي أعظم الاختراعات العلمية البشرية. و أن المتّة أطهر المشروبات و هي الشفاء الشافي للسرطان و الإيدز و انفلونزا الطيور و جنون البشر - عفواً , جنون البقر- ..
و لا يقطع سلسلة ابداعاتك المتلاحقة تلك إلا اكتشافك أن دفتر إجابتك قد فرغت من أي مكان يمكن الكتابة عليه , فتطلب راجياً دفتراً أخر , و يمن عليك أحد المراقبين بهذا الدفتر , لتتابع إنجازاتك الخارقة في تحطيم الأسس العلمية و الاكتشافات الحضارية , ثم تختم روائعك بكتابة قانون لا يفسره أينشتاين و نيوتن لو عادا من قبرهما و عملا مئات السنين على فك شيفراته , لتجد بعدها مصدوماً يا حرام أن الوقت قد انتهى و لم تبدع إلا في سؤال واحد ....
تخرج من المتحان فرحاً مسروراً حتى ليظنك زملاؤك أنك ستهزم الدكتور بإجابتك الصحيحة 1000% , لتفاجئهم بأن سبب ضحكتك بكل بساطة ما هو إلا لأنك ارتحت من هذه المادة مؤقتاً -حتى الفصل القادم- , فتعود إلى بيتك لتنام بعدها نومة قصيرة لا تتجاوز الثماني ساعات و أنت تحلم بأنك ستنجح في هذهالمادة ....
ماذا عن يوم النتائج ؟؟ ... انتظروا الجزء الأخير من يوميات طالب جامعي ....

الإعدام أخف عقاب

يتلقاه الفرد العربي.

أهنالك أقسى من هذا؟

- طبعاً..

فالأقسى من هذا

أن يحيا في الوطن العربي!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05484 seconds with 11 queries