عرض مشاركة واحدة
قديم 08/09/2007   #28
شب و شيخ الشباب the god father
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ the god father
the god father is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
يمكن ,,يمكن ,,على ما اعتقد بسوريا ,,هيك بيقلولي
مشاركات:
79

افتراضي الجزء الرابع والأخير ...


أيام سوداء هي تلك التي تعيشها بعد نهاية الامتحان و قبل صدور نتائج مقرراتك ....
تعيش وحيداً كالمنفي المنبوذ لا تستطيع أن تجد للحياة طعماً , كل ما كنت تستمتع به قبلاً أصبح هماً و نكداً ....
تجلس مطولاً في غرفتك لتراجع أوراق الأسئلة محاولاً جمع درجاتك المنهكة و التي بالكاد يصل مجموعها لمعدل النجاح في بعض المواد ... و في نفس الوقت تسلم مسبقاً بأنك صاحب الرقم القياسي الأعلى في باقي المواد و لا تكلف نفسك عناء جمع درجاتك فيها ...
تجلس خلف الطاولة و إلى جانبك كاسة المتة , تنظر إليها فترى السكر الذي ذاب فيها و كأنها درجاتك و قد ذابت مع حبر القلم الأحمر على ورقة إجابتك , تستيقظ من شرودك مرعوباً على صوت شريكك (في الشدة) ينبهك للعب ورقة , تنظر إلى ورقك فلا ترى في القاشوش إلا دكتور المادة و قد قش علاماتك قشاً , و طرنب معدلك طرنبة , و لطش السنة منك لطشاً ....
تقرر في نفسك و بحزم أن تنصب لنفسك معسكراً أمام اللوحة التي ستعلق عليها النتائج لتستوطن في كافترية كليتك يومياً صباح مساء ......
تسمع كل يوم إشاعات عن نزول النتائج , و معظمها يأتيك بعد منتصف الليل لتركض كالمجنون نحو التلفون و تتصل بصديقك( المدعوم ) ... يرن هاتفه عدة مرات لتسمع بعدها صوت الخط قد فتح ثم و قبل أن يقرب السماعة من فمه يطلق عدة شتائم لطيفة على المتصل في هذا الوقت ثم ليرد عليك بنفسية و غرور سقط أمامهما غرور نابليون و عنجهية هتلر ...
و يأتي اليوم الموعود ... تستيقظ على صوت جعير هاتفك فجراً , تنظر إلى الساعة فتجد أنه لم يمض أكثر من نصف ساعة على نومك , تنهض بتكاسل, ترفع السماعة لتسمع صوت زميلك يصرخ كالمعتوه فرحاً " شلت المادة , ولك شلت المادة" .. ينطلق صوت الاستنفار في جميع حواسك و ترتع فيها حالة التأهب إلى الدرجة القصوى, فيما دقات قلبك تقدم تلك الخلفية الإيقاعية السابقة للخبر و عيناك مفنجرتان , و جسمك يرتعد و يهز كما لو أن زلزالاً قد ضربك ...
تبلع ريقك مراراً و تكراراً قل أن تتجرأ و تسأله " و أنا ؟؟ نجحت فيها ؟؟ " ليتوقف صديقك عن سرد موشحه و الذي يشرح لك كيف أن النجاح في تلك المادة قد جاء بعد عملية قيصيرية عسيرة , و يعتذر منك صديقك متحججاً بأن فرحته قد أنسته أن ينظر إلى علامتك ....
تغلق السماعة ليصبح صوت أضراسك المتضاربة مسموعاً في كل مكان , أما ضغط دمك فأصبح جديراً بأن يصبح مؤشراً للبورصة من كثرة نزوله و طلوعه ....
ترتدي ثيابك لا تدري كيف ....تصل المكان الموعود لتجد أمام اللوحة شعوباً قد سبقتك .... تنتظر و تنتظر إلى أن تطن في رأسك أصوات تدفعك للوصول للأمام بأي ثمن ...
تقرر أن تتبع سياسة " عليهم يا عرب" و " علي و على أعدائي" و " الأرض المحروقة" , فتطحش كالثور بين هذه الجموع حانياً رأسك للأسفل جاعلاً منه سهماً يخترق الحشود , و لا يوقف تقدمك هذا إلا شعور تدرك فيما بعد أنه الألم و ذلك عندما ترفع رأسك للأعلى لتجد أنه قد " فات بالحيط" .. تستوي بخجل أمام زملائك و تقف أمام اللوحة فتجد علامات أربع مقررات , واحدة منها كنت قد سلمت مسبقاً بالرسوب فيها بعد أن شطبت معظم إجاباتك فيها علك تحرز فيها معدلاً أعلى في الفصل القادم .. أما الثلاث الباقية فأنت تتوقع أن تبهر الدكتور بدرجاتك تاعالية فيها ....
تصدر الأوامر إلى رأسك بالتحرك البطيء من الأعلى نحو الأسفل فيما عيناك تتفحصان الأسماء حتى تصلا إلى اسمك . تتوقف هنا الحركة الشاقولية لرأسك لتتحرك عيناك و ببطء شديد حتى تصل إلى درجتك لتجد علامة الصفر و قد وقفت شامخة تتفاخر بأن تنسب إليك .. تسود الدنيا في نظرك و يمتلئ فمك بالشتائم و اللعنات لكنك تؤجل إطلاقها بانتظار بقية المواد .. تنظر إلى المادة الثانية لتكتشف أنك قد نجحت فيها و لكن "بضربة جزاء, تنظر إلى الثالثة لتجد أنك قد خسرتها أيضاً بظلم تحكيمي "59"....
عندها ينطلق لسانك من أسره و ترى زملاءك ينظرون إليك و أنت تشتم و تلعن فلا تتخيل نظراتهم إلا كجهاز تشفير لشتائمك المتلاحقة كالرصاص .........
تحتار إن كنت ستنظر إلى المادة الأخيرة و التي كنت قد سلمت مسبقاً برسوبك فيها, تقرر الاطلاع عليها على مضض , تنظر إليها قرفاً لتتوسع عيناك و تقف جامداً (كالحيط) ترجع رأسك للوراء , تهزه عدة مرات و أنت تفتح و تغلق عينيك محاولاً تجميع ما قد رأيته , ليعود رأسك مجدداً إلى أقرب نقطة من ورقة الأسماء مراجعاً درجتك , تتراجع عنها مبتسماً كالمعتوه و أنت تحدث نفسك كالمجنون " أنا صاحب أعلى علامة في بالمادة" ....... تنسى باقي المواد و تعود إلى بيتك مع بعض الارتياح لأنك قد ضمنك الترفع هذه السنة , لتستقبلك كاسة المتة استقبال الملوك الفاتحين ......


كلمة أخيرة : كان هذا الجزء هو الأخير في سلسلة يوميات طالب جامعي , رجائي من جميع الأعضاء الذين تابعوا السلسلة كاملة إبداء الرأي و الملاحظات و بكل صراحة بعيداً عن المجاملات التي تضر أكثر مما تفيد , و أكرر رجائي لمن يريد إبداء الرأي أن يقرأ السلسلة كاملة و أن لا يستند في تقييمه إلى جزء واحد أو اثنين فقط .. مع إعطاء الرأي في الجزء الأفضل و تبيان نقاط الضعف و القوة ..... و للجميع جزيل الشكر .....

الإعدام أخف عقاب

يتلقاه الفرد العربي.

أهنالك أقسى من هذا؟

- طبعاً..

فالأقسى من هذا

أن يحيا في الوطن العربي!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05738 seconds with 11 queries