علاقة البطالة بشرب ( المتة )
الاربعاء 26/9/2007
خولة غازي
ليس خافياً على أحد نسب البطالة المتفاوتة بين الريف والمدينة , حيث إنها تنخفض في المدينة لصالح الريف , الذي هجر شبابه الأرض مؤقتاً بسبب العلم حتى الدرجات العليا ...
وبانتظار الوظيفة والراتب المضمون لدى القطاع العام طال انتظارهم الذي لم يبدده سوى ( كاسة المتة ) , ولايحلو الشراب إلا ضمن مجموعة من هواة الانتظار وتبديد طول الوقت ... لذا ارتبط شرب المتة ( بالتنبلة ) , ورغم ان هذا الشيء سوف يزعج هواة ( قرقعة المتة ) , إلا أن طول مدة شربها ووجود مجموعة الأصدقاء مع صحن بزر (العشاق ) سوف تمتد الجلسة إلى أن تحل كل القضايا وهم في مكانهم , لم يتحركوا ...
رغم أن هذه النبتة ( المتة ) , التي جلبها أجدادنا ( فرحاً ) بعدما عبروا البحار للوصول إلى أمريكا اللاتينية , وظنوا انها أهم من إنجاز كريستوف كولومبس الذي ( تخيل ) أنه وصل إلى الهند , بينما كان قد وصل إلى أمريكا ... وهذا ماحدث مع أجدادنا الذين اعتقدوا انهم جلبوا شراب السعادة , أو لنقل »عشبة الخلود ) التي بحث عنها جلجامش لإنقاذ صديقه انكيدو ... إلا أن الواقع كان غير ذلك فهم لم يجلبوا السعادة ولم يكتشفوا عشبة الخلود ... بل هم جلبوا »التسلية) فقط لاأكثر ... لتمضية الوقت ...
غالبية المهاجرين يوردون لبلادهم الأعمال النافعة , وهم ظنوا انهم فعلوا ذلك ...
قد يكون مانقوله هو نوعاً من تعليق الأخطاء على مشجب الأولين ... إلا ان الواقع يفرض أن نستنتج ونخمن ... إذ لايمكن أن نلقي اللوم على البطالة لأية جهة ... حيث إن الجميع يتبرأ منها , أو يعتقدون أنهم يعملون ليل نهار لتأمين فرص العمل ...
إن المسؤول بكل تأكيد عن البطالة هي»المتة ) ... فلولاها لكانت فرص العمل تبحث هي عن الشباب العاطلين ...
وفي موقع الأخوية كتب أحد المعلقين رداً على تغزل العديد من الشباب بشرب المتة :
»المتة رمز التخلف في مجتمعنا السوري .... عندما تزول المتة يزول الظلام .................... طوبى لمن شرب النسكافيه في عصر تسود فيه المتة )
وفي موقع زيدل كتب مغترب :
»انا أشرب المتة بفترة الصيف (بسورية ) وأجد فائدة للمتة في الجمعة و اللمة الحلوة بين الاهل والاصحاب عندما يجلسون 10 ساعات يشربو ها) .
إذاً كما قلنا كل الحق على المتة ...!!!!!
جريدة الثورة