[وشم الجمال]

ومنذ زمن بعيد ...بعيد جدا ...اكتشفت أن الازدواجية هي طابع الأشياء التي أمر عليها كل يوم في طريقي لمواجهة العالم ،كنت أحلم أن ألتقيك في محطة ما ...في زمان ما ...تحت سماء ما ...
ومنذ بدأت أفهم سر غضب الاخرين عندما أنتزع الأقنعة عن وجوههم المحنطة وأنا أحلم ان أستيقظ ذات صباح فأجد العالم غير العالم والناس غير الناس ...وابتسم عن رغبة حقيقية وأنطلق لمعانقة الأشيلء دون حذر ...
وعندما اتيت لم أتمكن من تمييز ملامحك بدقة ...فأوشكت أن أتحسس ملامحك بأصابعي في لحظة اندهاش ...وبكثير من الجهد حاولت السيطرة على مشاعري وأحاسيسي لاعرف من أين كان طلوعكفجأة في عالمي المتمدد على قنطرة الحزن وأبحث عن مخرج من كلماتك التي كانت ترافقني أينما اتجهت ...
ازدحمت بك تماما ...بكلماتك ...برائحتك التي تتسلل الى داخلي دون عناء ...ومرة اخرى أحاول أن أقنع نفسي بأننا غرباء التقينا في محطة نائية نهجورة ويحين موعد الرحيل فيصافح كل منا الاخر بكثير من الحذر وقد ننسى المصافحة فجأة ...
ولكنني اكتشفت انني ضعيفة جدا وأنني لم أبذل أي جهد لمقاومتك ...كنت اتكلم بعفوية دون ادنى تحفظ ...تماما كطفلة في الخامسة متلهفة لسماعك وسماع أخبارك وتملؤني رغبة البكاء بلا سبب بين لحظة وأخرى ...
وماذا بعد ان التقينا ولم نلتق الا بين طيات أحلامي المهاجرة إليك ؟؟؟ ماذا بعد أن قررنا أن نصبح أصدقاء ؟؟؟فقط ...لو كنت أثق أن شيئا ما سيستمر في مرافقتي حتى نهاية الطريق لاستطعت أن أحدث ضمير كل المزيفين الذين يصافحوننا بابتسامة ويلوكون سيرتنا بالخفاء ...ولكني اعتدت فقدان الاشياء التي أحتاجها بكل سهولة .
هذيانك عذبني ...أيقظني ...أفقدني القدرة على النوم والكلام ...ضيعني في دنياك المجهولة ... ربما لأنك شاعر تتقن صناعة الحروف ورسم الكلمات سأحاول أن أقنع نفسي بأنك اعتدت هذا الهذيان المدهش.