عرض مشاركة واحدة
قديم 18/10/2007   #49
صبيّة و ست الصبايا *Marwa*
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ *Marwa*
*Marwa* is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
البــلاد المـقـدســـة
مشاركات:
2,869

افتراضي


من اخلاق الحرب في الاسلام:

4)
وفي إشارة أخرى إلى أساس أخلاقي آخر من أسس الشريعة السمحاء فقد أمر(ص) بعدم التعرض لكبار السن والنساء والأطفال باعتبارهم غي محاربين، ولا يقوون على حمل السلاح، فاعتبرهم من غير المشمولين بالحرب والقتل.. وهذا ما وصلت إليه الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف لحماية المدنيين في 12/ آب/ 1949 وهو كسابقه أصبح ـ حبراً على ورق ـ لما نراه اليوم من تعرض المدنيين شيوخاً ونساءً وأطفالاً إلى القتل والدمار وبكافة أنواع الأسلحة، وحتى المحرمة دولياً، كالأسلحة السامية، كيماوية وبيولوجية، ناهيك عن أسلحة الدمار الشامل.. فتراهم من جهة يصرحون باتفاق معين لخدمة البشرية السلام، ومن جهة أخرى يصرّحون باتفاق معين لخدمة البشرية والسلام، ومن جهة أخرى يتغاضون عن أفعالهم في تدمير المجتمعات بوسائل أكثر وحشية.. فترى المجتمع الدولي رغم ما يمر به من مراحل التطور والرقي، يفقد أغلى وأثمن شيء ممكن أن يتعامل به وهو الجانب الأخلاقي تجاه شعوب لا ذنب لها إلا رغبة الدول الكبرى والمستعمرين في الرجوع إلى عصر الجاهلية في اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحهم في إبادة الشعوب وتحطيم كبريائهم وتمزيق وحدتهم من أجل السيطرة على مقدراتهم واستعمارهم وبأي وسيلة أنت.

5)الضرورة والتناسب والتكافىء بين الطرفين

6) أن يكون رد العدوان بمثل ما حدث به العدوان، وذلك حتى لا يستبيح الناس فى الحرب غير المباح، ولأن الحرب – فى الرؤية الإسلامية – هى جراحات استثنائية، يجب الوقوف فى آلياتها ومقاصدها ونطاقها عند المداواة للداء الذى فرضها، دون الآليات والمقاصد التى توسع أبوابها فتحول الداء إلى أدواء.. ولذلك، جاء فى القرآن الكريم عن هذه الضوابط [الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين] البقرة: 194.

7)والأصل فى القتال هو مقاتلة المقاتلين من الأعداء المعتدين، وليس قتال ولا قتل النساء والأطفال وعموم غير المقاتلين.
وعن هذه الشمائل للفروسية الإسلامية تحدثت وصايا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ووصايا الخلفاء الراشدين للجيوش والسرايا والبعوث القتالية: "لاتقتلوا شيخًا، ولا امرأة، ولا صبيًا ولا عابدًا أو راهبًا فى صومعته". بل وتحدثت هذه الشمائل وآداب الفروسية الإسلامية عن الاحترام والرفق والحفاظ على الحيوانات والنباتات، فدعت إلى عدم قطع الأشجار أو ذبح الحيوانات إلا لضرورة الطعام.
وفى هذه الشمائل سبق الإسلام المعاهدات الدولية – مثل معاهدة "جنيف" لسنة 949م- التى تحرم قتل المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، أثناء الحروب.


وحتى فى الأسرى، يميز الإسلام بين المقاتلين وغير المقاتلين. فيجعل الأسرى فقط للمقاتلين للمسلمين إذا ظفر بهم المسلمون أحياء، بينما يعد النساء والأطفال "سبايا" – بلغة وقواعد التاريخ القديم- .. وهذا التمييز تظهر آثاره فى أن المقاتلين يجب أسرهم، بينما غير المقاتلين – وخاصة النساء والأطفال – لا يجوز أسرهم – فى بعض المذاهب الإسلامية – طالما لا يخشى المسلمون ضررًا من تركهم أحرارًا…
وإذا كان أسرى الحروب – المقاتلون – تتم تصفية أوضاعهم عند انتهاء الحروب، وفق المعاملة بالمثل بين الفرقاء المتحاربين، فلقد وضع القرآن لذلك قاعدة ؛ قال تعالى :ـ[فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منًا بعد وإما فداءً حتى تضع الحرب أوزارها] – محمد: 4 - ..
وإذا كانت الحروب الحديثة، بأسلحتها التى تعمم القتل والدمار، لم تعد تميز- فى الكثير من الأحيان – بين المقاتلين وغير المقاتلين، ولا بين الكبار والصغار، ولا بين الرجال والنساء، بل ولا بين الأهداف العسكرية والمدنية بما فيها المستشفيات ودور العبادة – فإن المعاهدات الدولية، التى تحرم وتجرم قتل المدنيين، واستهداف الأهداف المدنية، متمشية تمامًا مع مقاصد الإسلام فى هذا الموضوع.

لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير
ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير :]







؛

يا ريـحة البـلاد يا عطر الفّواح ..غـالي علينا يا تراب بلادنا

آخر تعديل *Marwa* يوم 18/10/2007 في 19:53. السبب: تكبير الخط
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02972 seconds with 10 queries