قيل لها : يا خديجة
يصير لك ولد يغرر به السجن والنساء،
تفقدينه مرتين،
مرةً في شهادة أقرانه،
ومرةً في شهوة شعره.
ويذهب عنك مرتين،
مرة في امرأة تفتح له هالة الكتابة،
ومرة في جنون يزج به في هذيان النص.
يخطئ انتحاره مرتين،
مرة في صديق يفضح الليل بعينين محتقنتين
ومرة في جنية تشك في جنس الناس.
68
قيل لها : يا خديجة
ينال منك فتاك الغريب وأنت في خبيئة انتظاره،
كأنك في حضرة احتضاره، ينال منك بموته الطويل.
قيل لها ،
وكانت في التجربة، تفقد الولد فتمنع زوجها عن الجسد
حداداً في المحنة.
قيل لها،
وكانت في حضرة القتلى كأنهم يسمعون.
تربط القميص في الضريح ،
وتبذل حلمها لزعفران المحو .
قيل لها ،
وكانت في مأتم الناس، تصب الدمع في الفناجين ،
لتوقظ في أكبادهم حسرة الفقد.
قيل لها : يا خديجة ،
ينحسر عن ولدك أخوته التسعة
ويظنون لك الظن بأن الذئب يسميهم شخصا شخصاً،
تنساهم الكتب
ويتذكرك الناس.
69
قيل لها : يا خديجة
تقرئين وجه قاسم ،
وترين يوسف ويونس وسليمان.
ترين فيهم الأسماء
مثلما تشمين الدم في القميص
والجسد في الحوت
وتسمعين سيد الكلام .
تغسلين المخطوطات بالقهوة وزفير الصلاة.
|