الموضوع: بورخيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/12/2007   #2
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


يشير الى ان كل كاتب يترك عملين في حياته: العمل المكتوب والصورة او الانطباع الذي يتركه في الناس عنه، وان هذين العملين الإبداعيين يلاحقان بعضهما بعضا حتى النهاية. والكاتب يستطيع ان يأمل او ان يكتفي بالوصول بعمل واحد منهما على الأقل الى نتيجة مفيدة، أليس كذلك؟! ثم، مبتسما، يتابع قائلا: <لكن إذا فعل الكاتب هذا، كم تكون نسبة الاقتناع لديه؟!> بهذه الكلمات المقتبسة من خورخي لويس بورخيس انهى البيرتو مانغويل كتابه عن بورخيس.الارجنتيني مانغويل يكتب عن الارجنتيني بورخيس، او مشهور يكتب عن مشهور، الا ان مانغويل يضع شهرته جانبا وبالكاد نشعر بوجوده (او لنقل بأناه) في هذا الكتاب الذي يمكننا اعتباره شهادة حيّة لتجربة متواضعة لكن غنية وحميمة، اي عميقة عاشها المراهق ثم الشاب البيرتو مع العملاق بورخيس. انها قصة حياة، تمتد على فترة زمنية قصيرة ومحدودة، بين كاتب عجوز عرف اكثر في الارجنتين تحت هذا اللقب <رجل بوينس ايرس العجوز والأعمى>، وبين طالب مراهق عاشر ذلك الكاتب عن كثب. عندما قابلت قبل ثلاث سنوات مانغويل في حوار طويل، وكان قد قال لي انه كان قارئ بورخيس لفترة من الزمن، قال لي ذلك رافضا التكلم بالاسبانية كما انه يرفض انتماءه لمسقط رأسه. واليوم أراه يرفض مرة اخرى الاسبانية، لينشر كتاباً بالانكليزية، ولكن، على الرغم من رفضه المتكرر لِما يتعلق بالارجنتين (وهو رفض سياسي) اكتشف انه يتكلم بشغف عن الارجنتين، مثله مثل بورخيس واندفع وأنا معهما في هذا الشغف لكي تكتمل الدائرة فتكتب جهتي الارجنتينية الان كلمة عن الارجنتيين. وهل كنت سأفرح، كما فرح مانغويل بتجربته هذه، بلقائه بالكاتب العملاق، لو التقيته أنا ايضا؟ لا اشك في ذلك، خصوصاً لو عرض عليّ ان اكون قارئته وأنا في السادسة عشرة وفي هذا العمر كان مانغويل عندما طلب منه بورخيس ذلك.
مشيت مراراً في الشوارع حيث كان يمشي بورخيس، وزرت نهر <تيغري> حيث يحب ان يمضي وقت الغروب، فعلت كل هذا على الرغم مما كانت تقوله جدتي عنه: <ذلك العجوز المغرم بوالدته>.
لم اعرف يوماً ان كان هذا حقيقة ام لا، الا ان ما يقوله مانغويل في كتابه يؤكد لي هذه الشائعة. ليخبرنا مانغويل عن غلطة او زلة لسان ارتكبتها يوما والدة بورخيس في حوار لوثائقي في التلفزيون الفرنسية، ما يجعلنا على يقين، بأنها كانت، اقله، متسلطة في علاقتها مع ابنها الشهير. اذن يقول مانغويل: <كنت محظوظا وسعيدا، مدة بضع سنوات، من 1964 الى 1968 بأن اكون من بين اولئك الكثر الذين قرأوا لخورخي لويس بورخيس>. ثم يخبرنا كيف كان يبادره بورخيس بالكلام ما ان يصل الى بيته مساء: <اذن، هل سنقرأ كيبلينغ الليلة؟>. ويقول مانغويل ان هذا السؤال كان فقط مجرد شكليات، اذ لم تكن تلتزم بالضرورة قراءة عن الكاتب المذكور.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05260 seconds with 11 queries