من قصيدة الألغاز:
***
إذاً سأكون غداً الموت واللغز،
أنا الذي أسير مبتهجاً اليوم.
لن يكون لي قبل ولا بعد، مقيماً
أبدياً في مدارٍ سحري ومنعزل.
إنه شرط التزهّد، لا أظن أني
أهل بالجحيم ولا موعود بالمجد،
لكني أشك في عدم قدرتي على التنبؤ قصتنا
تتغير مثل بروتيوس وتخفي قوانينها.
من يدري أي متاهة تائهة، أي حرق
أعمى من البياض سيُدهش قدري،
حين تُعلِمُني تجربة الموت الغريبة
عن نهاية المغامرة؟
لو يمكنني عندها أن أشرب من نهر "ليتي" الصافي،
أن أكون دوماً، وما كنتُ.
النوم
لو كان النوم هدنة،
استراحة بسيطة،
لماذا تشعر، حين تستيقظ فجأة،
بأنه سُرق لك ثروة؟
لماذا نكره النهوض عند الصباح؟
لأننا نخسر سحراً خارقاً،
حميماً لدرجة لا يمكن فيها تلقّيه
إلا مستتر تحت ذهب الأحلام
المحيّر، هبة الليالي، ربما البرهان
الغامض لفلكٍ غير زمني وليس له
ما يُسمّي سحره، فضيلة قصوى
يشوّهها الصحو في مراياها.
حين يفتح النوم لك جداره الأسود،
ماذا ترى؟ من ستكون هذا المساء؟
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|