عرض مشاركة واحدة
قديم 16/01/2008   #24
صبيّة و ست الصبايا وهج البراءة
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ وهج البراءة
وهج البراءة is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
وداعاً .... أخوية
مشاركات:
966

افتراضي


الإحسان
1) الإحسان شيءٌ جميلٌ وأجمل منه أن يحل محله ويصيبَ موضعهُ.
فالإحسان كثرٌ ووصوله إلى مستحقهِ وصاحب الحاجة إليه قليلٌ، فلو أضاف المحسن إلى إحسانه إصابة الموضع فيه لما سمعَ سامعٌ في ظلمةِ اللَّيلِ شكاةَ بائسٍ وأنه محزونٍ.
2) وليس الإحسانُ هو العطاء كما يظن عامة الناس؛ فالعطاءُ قد يكون نفاقاً ورياءً وقد يكون أُحبولةً ينصبها المعطي لاصطياد النفوس والأعناق. وقد يكونُ رأسَ مالٍ يتجرُ فيه صاحبهُ ليبذلَ قليلاً ويربحَ كثيراً،إنّما الإحسانُ عاطفةٌ كريمةٌ من عواطف النّفس تتألمُ لمناظر البؤس ومصارع الشقّاء: فلو أنّ جميع ما يبذله الناس من المالِ ويسمونه إحساناً، صادرٌ عن تلك العاطفةِ الشريفةِ، لما تجاوز محلهُ ولا فارقَ موضعهُ.
3) ولم أرَ مالاً أضيعَ من ولا عملا أخيبَ ولا إحساناَ أسوأ من الإحسان إلى هؤلاء المتسوّلين الذين يطوفونَ الأرضَ ويقلبونها ظهراً لبطنٍ ويجتمعونَ في مفارقِ الطرقِ وزوايا الدروبِ، وعلى أبواب الأضرحة والمزارات، فيصمّونَ الأسماع بأصواتهم المزعجة، ويقذفونَ النّوَاظرَ بمناظرهم المستبشعة.
4) إن أكبر جريمة يحرمها الإنسان بحق الإنسانية أن يساعد هؤلاء المتسولين بماله على الاستمرار في هذه الخطة الدنيئة فيغري كل من شعر في نفسه بالميل إلى البطالةِ وإيثار الراحة بالسعي على آثارهم والاحتراف بحرفتهم فكأنه قطع من الجسم الإنسانية عضو كاملاً، لو لم يقطعه لكان عضوا عمالاً فكأنه هدم بعمله هذا جميع المساعي الشريفة التي بذلها الأنبياء والحكماء قروناً عديدة لإصلاح المجتمع الإنساني، وتهذيب أخلاقه وتخليصه من آفات الجمود والخمول:فهل رأيت معروفا أقبح من هذا وإحسانا أسوأ من هذا الإحسان؟؟؟
(مصطفى المنفلوطي)

كنت بالأمس كلمة صامته في خاطر الليالي
فأصبحت أغنية مفرحة على ألسن الأيام
وقد تم هذا كله في دقيقة واحدة مؤلفة من نظرة وكلمةو تنهدة وقبلة

(الرائع جبران خليل جبران)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02316 seconds with 10 queries