الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/03/2008   #25
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


الكولاج عند أدونيس
رسوم ذاتية لأشياء متعددة

آلان جوفروي
ترجمة: د.مي محمود
منذ بداية التسعينات، حقق أدونيس ما يربو على مئة عمل وأكثر من الكولاجات، تميزت جميعها بفرادة واضحة. ويظهر في هذه الأعمال مرتاحاً، رشيقاً، عميقاً، جلياً، ومحيراً، كعهدنا به دائماً. ونكتشف نحن هذه اللوحات كمن يكتشف بلد للمعرفة، كما لو أننا عدنا لاكتشافها بعد أن نسيناها. نقع على أثره بعد مغادرته لها، نتعرف على نظره، وبصمته، ونحن ننتقل من عمل إلى آخر، على الطريق المتعرجة، المستقيمة، الوعرة، السالكة ذاتها، إنها ذات الطريق التي يفتتحها من قصيدة إلى أخرى، ومن كتاب إلى آخر. في هذه الكولاجات ، يجعلنا أدونيس نرى ما تجعله الكلمات أحيانا حاضراً دون أن نراه، محسوساً ولكنه عصي على الإدراك. وتشكل هذه الأعمال مجتمعة ما يشبه مساحة الأرض، هو مالكها، إنها مسلات صغيرة تقود سيرنا داخل المتاهة الشاسعة لأعماله المكتوبة.
المبدأ السائد على هذه اللوحات بسيط، إذ أن أدونيس يجمع أينما مر مواداً صغيرة، بقايا من خشب، وحجر، وخرق، وورق، ومقطعات غير مرمزة من واقعنا العادي. إن هذا النهج في القطف الجسور للأشياء التي لا نراها عادة، ويمر بها العابرون والسائرون دون أن يلحظوها، يلحظها هو ويجمعها في حقائب سفره ليعود لرؤيتها من جديد، هذه الأشياء تذكرنا بكولاج ال"ميرز" لكورت شويترز، الذي قال لنقاد الأدب عام 1922" إن اقتطاع العمل الفني من الطبيعة، والذي من الناحية الفنية لا يمكن الإعداد له، يتطلب معرفة أكبر من تلك التي يتطلبها تكوين عمل فني يعتمد على قواعد الفنان الخاصة، وذلك بفضل مواد لا قيمة لها. الفن لا يعير أهمية للمادة، ويكتفي بتكوينها ليخرج العمل الفني منها (....) فهل بوسع ناقد الأدب فهم هذا ؟ في واقع الأمر، استطاع هذا الـ"خطف" للأشياء الواقعية، إن كانت من الطبيعة أو من طبيعة صناعية - وبموازاة خط أعمال مارسيل دوشامب المعدة سلفا، مع اختلاف كامل في الأسلوب – أن يوفق بين أمرين لا تزال الثنائية الغربية تفصل بينهما: الفن واللا فن، المعنى واللا معنى، المرئي واللا مرئي . أما أدونيس فهو يقف بكولاجاته على الخط الموحِد، الذي على الرغم من كل ما قيل عنه بقي غير مفهوم.
لا يكتفي أدونيس بتجميع لقطهِ وترتيب بعضها مع البعض الآخر، طبقا لمعايير الشكل والمادة واللون، على غرار العديد من فناني التجميع، ولا يرضى بالتوقف عند هذا الحد، إنما هو يلصقها على خلفيات من ورق أو من ورق مقوى ويخط عليها، لا قصائده هو، بل قصائد مكتوبة لمن أعجب بهم من شعراء عرب، ويقدمها لنا لنقرأها في آن واحد، كما لو أن كلمات الآخرين والأشياء المجهولة تكون كلاً واحداً يحتاج من يفك رموزه.
أمامنا كولاج فوق لوحة الخط، وإن كان هذا الخط في بعض الحالات هو لكتابة مختلقة وغير مقروءة، تعوضه عن الاستشهاد بنصوص بينة. وهكذا نجد أن اللغة المكتوبة تستخدم كخلفية أولى للأشياء التي انوجدت صدفة. وهنا يكمن الابتكار الأساسي لأدونيس في هذا المجال الذي باتت الابتكارات الحقيقية فيه معدومة تقريباً.
لكننا نميل مع ذلك إلى تصنيف الكولاج عند أدونيس طبقاً للألوان السائدة فيه، فهنالك على سبيل المثال، الأسود والأحمر، الأسود والأبيض، الماروني والبيج أو الأحمر، الرمادي والأسود. ولكن هذا التصنيف لأعماله، وإن سهل إجراءه، لا يخدمنا كثيرا في قراءتها أو تفسيرها. إن الغاية التي يضعها أدونيس لنفسه في هذه اللوحات هي ليست بالغاية الجمالية حصراً، مثلما لا يمكن اختزال الغاية في قصائده بالإغواء الأدبي.
وهو في هذا أيضاً يخترق خلسة الأنظمة والمراتب. فما هو دقيق ولا شكل له يملك القيمة ذاتها للكبير وللذي له شكل.
ويقينا، هو لا يريد أن يوحي لنا بأن الكل مكافئ للكل، مما سيفسر على أن بإمكان أي شيء أن يمتزج بحقيقة كبرى. في حين بإمكان أي شيء، بالنسبة له، أن يقود إلى شيء جسيم ( وقد يكون العكس فيقود كل شيء جسيم إلى أي شيء). شريطة أن نبقى متيقظين، وحذرين إزاء كل ما نفعله ونقوله، أي أن نكون في حالة تيقظ دائم إزاء الواقع، وهذا هو حاله على الدوام، إن كان يكتب أو يلصق، أو يجول الدروب بحثاً عن لقاء مع العالم، أو جالساً على طاولة الكاتب يستجمع أفكاره. إن هذه المواد المنضدة على لوحات الخط تكون على سبيل المثال، شخصيات وقامات بشرية، أو هي حيوانات حقيقية أو خرافية، أشكال معمارية، أبواب، وشبابيك، ومسلات، ومنازل، وصروح. هذه الشخصيات هي إما واضحة للغاية أو خفية، عندئذ علينا معرفة قراءة هذه الكتابة التي لا كلمات فيها، فهي، كما يبدو، مواد لا ترتبط فيما بينها إلا بعلاقات قليلة. إن شئنا التعرف عليها أم لم نشأ، الأمر سيان، لأن حضورها المستتر كائن، ويعبر عن اختيار طوعي.

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03614 seconds with 11 queries