[yass]

ولد ثائر في الثامن من آذار من عام 1963 و ترعرع على عشق الوطن و حب الديار و كره الأعادي و الشماتة بالكائدين المزايدين الانبطاحيين الاستعماريين الرجعيين التقديميين الماويين الستالينيين الاخونجية الخونة, دخل ثائر مدرسة العزّة في حي الكرامة و تفوّق على أقرانه في المدرسة و في طلائع البعث, حيث حاز على مرتبة رائد على مستوى القطر في مجال التعبير الأدبي و الفصاحة و البلاغة, و مكافأة له على ابداعه أرسلته المنظمة الى أحد الدول الصديقة للشعوب حيث غنّى و رقص و لعب و عاد الى أرض الوطن ليدخل اتحاد الشبيبة و يتقدّم في المنظمة كنصير ثم كعضو عامل و تدريجيا حتى حاز على رتبة مظلي. أنهى دراسته الثانوية بنجاح تقدمي على حد سيف المعدّل نكاية بأعداء الوطن الذين يتربصون به من كل حدب و صوب, دخل ثائر الجامعة كلها, أخذ كل الجامعة و حاز على جميع شهاداتها و استحق كل بعثاتها و منحها و سافرو زاد الغرب الامبريالي علما و ثقافا ليعود بعدها مكيّلا بغار النجاح ليتزوج من عروبة... زميلته في المدرسة و الجامعة, تلك الفتاة الجميلة التي كان يتغزل فيها الأصدقاء و الأعادي, الأقرباء و البعاد, التقدميون منهم و الرجعيون, و فيها نظم شعراء الجامعة قصائدهم, و على أسماعها همس العشّاق اعترافات غرامهم, و من أجل حبها ناضل رفاق الدرب و المسير.. لكن غرام ثائر و عروبة كان غراما من النظرة الأولى..


تقدم ثائر في وضيفته لخبرته و تفانيه و علمه, و أضحى من ألمع موظفي الحكومة, و بفضل حسن ادراكه و نباهة تفكيره و حكمته و بعد نظرة استطاع أن يبني من راتبه ثروة استثمرها في أصقاع الأرض جميعا, و لتصبح تجربته مثالا للمبادرة الشخصية و العصامية التي لا يشق لها غبار رغم همس الأعادي و اشاعاتهم المغرضة, لكنهم ليسوا إلا حسادا غيورين.


أنجب ثائر من زوجته عروبة ثلاث بنات جميلات, فسمى الكبرى "وحدة" و الثانية "حرية" و الثالثة "اشتراكية".. و كبرن و ترعرعن في أفضل المدارس النضالية الخاصة و على يد أفضل المربين و المربيات, و تحت تصرفهن وضع السيارات و الخدم و الحشم.


دارت الأيام بثائر و تقدم أكثر و أكثر و ازداد وساما و جمالا وثراءا مستحقا نزيها, و مع ازدياد ثرائه زاد الحساد و الحاقدين و الكارهين المغرضين, لكن ثائرا لا يهتم لأنه ملك الزمان و أمير البلد و مالكها...
لكن ليس كل الدرب أزهارا... فقد بدأت زوجته عروبة تفقد جمالها و ألقها و نضارتها و بدأ مزاجها بالتغيّر, فقد أضحت مزعجة جدا و أضحت علاقتهما لا تطاق الى أن انتهت بالطلاق منذ سنوات قليلة, ليتزوج مرة أخرى من جارتهم السابقة انطوانيت سعيدة, زميلته القديمة في المدرسة التي كان يتقاتل معها و يكرهها و تكرهه, لكن سبحانه مغيّر الأحوال... فكراهية الطفولة أضحى حب الكهولة, و قتال الأمس غدا غرام اليوم.. لكن مشاكل ثائر لم تنته هنا... فابنته الكبرى "وحدة" مريضة منذ الطفولة و قد رحلت مع أمها و لا تريد رؤيته أبدا, و ابنته الثانية "حرية" قد كبرت متمردة مارقة عاقّة لأبيها, و قد سببت له الكثير من المشاكل لطباعها الحادة, و عاشت مراهقتها في معاشرة الشباب رغم جهود ثائر لضبطها إلى أن هربت منذ فترة مع آخر عشاقها إلى دولة امبريالية غربية.. لم تبق له إلا صغيرته و مفضلته, لم تبق إلا "اشتراكية"....


اليوم سيكون على الأغلب يوما سعيدا و حافلا لثائر, فسوف يتلقى الهدايا الكثيرة و يستلم برقيات و مكالمات التهنئة و دعوات طول العمر, ثم سيذهب برفقة زوجته انطوانيت و ابنته "اشتراكية" و عائلة الأخيرة للعشاء في أحد المطاعم الفاخرة و الاحتفال بالمناسبة, فهذه الأيام هي أيام سعادة لهذه العائلة, فابنته "اشتراكية" قد تزوجت منذ عدة سنوات من صلاح الاصلاحي ابن أبي شفاف, زميل ثائر في الادارة, و من هذا الزواج الميمون ولد حتى الآن طفلان, الأكبر اسمه "اقتصاد" و الثاني, الذي يصادف عيد ميلاده الأول في هذه الأيام أيضا اسمه "سوق", و كلا الطفلين سعيدين لأن أخا ثالثا في الطريق و قد تأكد الوالدان منذ أيام قليلة أنه سيكون ذكرا و قررا تسميته "اجتماعي"...



كل عام و أنت بخير يا ثائر













Yass