[oliver68]

المعروف إنو كلشي بيتكسر ببطل إلو فائدة، فما بالكم بمركبة فضائية متحطمة؟؟ أكيد مافي فايدة منها، بس هالشي ما صار مع مسبار جينيسس "Genesis Probe" يللي أطلقتو ناسا بال2001، ولما وصل للغلاف الجوي فرد هالمسبار ألواحو يللي كلها ألماس وذهب وسيليكون، وحجم كل حجر تقريبا قد دولاب البسكليت. كانت مهمة هالمسبار إنو يجيب عينات من غبار الرياح الشمسية يللي رح تضرب بالألواح وتتجمع بعدين بكبسولة خاصة وهالجسيمات عبارة عن أيونات كهربائية وصلت الأرض من الشمس، وكان المفروض ترجع الكبسولة معها هالكنز الكوني هاد، وفعلا رجعت الكبسولة، لكن عطل صار بالمظلات الخاصة بالهبوط، وما انفتحت، فوقعت المركبة بصحراء يوتاه بأميركا وراحت فراطة عام 2004. هون الكل راهن على إنو المهمة فشلت وما استفدنا منها شي، لكن تفجرت مفاجأة إنو العلماء قدروا يجمعوا أكبر قدر ممكن من الحطام، وفعلا اتوقعوا إنو بالفترة القادمة رح تتلبى معظم الأهداف الرئيسة يللي كانت السبب بإطلاق جينيسس.

طيب شو عرفو العلماء من بقايا الكبسولة؟؟ لما اتحطمت الكبسولة العلماء لقيوا رقائق منها ما صايبها شي، يعني جديدة خلنج، وفعلا اشتغلوا عليها ووصلوا نتيجة حسابات وتحاليل دقيقة وحاسمة لتكوين الأكسجين أثناء ولادة النظام الشمسي، كمان وصلوا لنتيجة إنو الشمس بتحتوي الأكسجين-16 أكثر من الأرض، وهادا الأكسجين-16 هوي نظير الأكسجين الأكثر شيوعا وأكثر انتشارا على الأرض من باقي النظراء متل أكسجين-18 وأكسجين-17، وعلى فكرة نحنا منتنفس الأكسجين-16. طبعا نتيجة إنو الشمس فيها أكسجين-16 أكتر من الأرض كانت مفاجأة، باعتبار كان في اعتقاد علمي سائد إنو الأرض والشمس فيهن تقريبا نفس المحتوى من هاد الأكسجين. طبعا هالاكتشاف أعطى العلماء نقطة مرجعية لدراسة تكوين الأكسجين في بداية النظام الشمسي. هلأ جينيسس جمعت دقائق متأينة مصدرها قشرة الشمس الخارجية الغير مشحونة، وهي الدقائق مفترض إنها تكون حاملة لدقائق أكسجين أولية، يعني من بداية تكوين النظام الشمسي. طبعا العلماء من قبل لاحظوا اختلاف بنسب الأكسجين بين الأرض والقمر والمريخ وحتى المذنبات، يعني كل مكان إلو "بصمة أكسجينية" "oxygen fingerprint" خاصة فيه وصرحوا إنهن وصلوا لخارطة لنظائر الأكسجين، بس المشكلة إنهن مو قادرين يحددوا الاتجاهات بين فوق وتحت ويمين وشمال!!!!!
لازم نعرف إنو بخصوص موضوع الأكسجين بالنظام الشمسي، انقسموا العلماء لفريقين مختلفين بالرأي والنتائج، وطبعا كل نتائجن معتمدة على تحليل تربة القمر باعتبار القمر ما إلو غلاف جوي يحميه من الرياح الشمسية، وطبعا الفريقين متحمسين لمعرفة نتائج تحليل عينات جينيسس لتحديد مين الصح والأدق بين الفريقين.

لازم نعرف كمان إنو الكبسولة ما كان فيها بس أكسجين، كان فيها غازات نبيلة كمان حللوها العالماء، ومشكلة الأكسجين إنو صعب كتير تحليلو، لأنو بكل بساطة كتير ونشط ومستعد للتفاعل بأي لحظة، مو متل العناصر النبيلة أو الخاملة، واضطروا العلماء إنهن يشيلوا أول 20 نانومتر من العينة، يعني أول 0.0000020 سنتيمتر من سماكة الرقائق عن طريق حزمة من إشعاع أيونات السيزيوم مشان يلغوا أي أثر لتلوث العينة من الأرض واستخدموا جهاز ال"Mass Spectrometer" وعرضوه على مساحة شي 3 ملليمتر من الرقيقة السليكونية، بعدين بغرفة فراغية، يعني خالية تماما من الهواء، حللوا أكسجين الشمس عن طريق إطلاق حزمة أيونية لتحرير الدقائق من رقيقة السليكون، وفعلا لقوا نسبة عالية أكتر من نسبة أكسجين الأرض.

أكيد منعرف إنو العلم مالو نهاية، وإذا جاوبنا على سؤال رح يطلعلنا مليون سؤال غيرو، وهيك صار مع العلماء بمهمة جينيسس، هالنتائج هي فتحت البواب لأسئلة تانية ومهمة كمان، والسؤال البديهي يللي ظهر إنو ليش؟؟ يعني ليش الشمس فيها أكسجين أكتر من الأرض؟ وشو هيي العملية الكيميائية يللي خلت الشمس فيها أكتر أكسجين من الأرض؟؟ هلأ شو ما كانت العملية نتيجتها إنو الأكسجين-16 انسحب من الشمس بالوقت يللي كان فيه غاز النظام الشمسي البدائي متكثف لدقائق صلبة انطلقت باتجاه الكواكب، وهي العملية متوقع إنها من أوائل العمليات يللي صارت بنظامنا الشمسي يللي عمرو حوالي 4.5685 مليار سنة، وكمان العلماء عمبقولوا إنو هالعملية الغامضة تسببت باختفاء بعض من الأكسجين-16 بأول كام مليون سنة من عمر نظامنا الشمسي.

وهي المصادر:

1) http://www.nature.com/news/2008/080313/full/452259a.html
2) http://genesismission.jpl.nasa.gov/
3) http://olom.info/ib3/ikonboard.cgi?act=ST;f=5;t=15309