الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/03/2008   #78
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي




قد يستغرب قارئ هذه الدراسة عندما أقول له أن كوليت الخوري التي يفوح عبق أدبها على سفوح قاسيون، كما يعبق من شبابيك أحياء دمشق القديمة، لم تحقق تميزها من عراقة أسرتها، وشهرة جدها فارس الخوري، ووالدها سهيل الخوري، وفوزها في انتخابات مجلس الشعب لدورتين تشريعيتين متتاليتين، وكون بيتها صالوناً أدبياً مفتوحاً لأهل الكلمة.. فهذه كلها مناخات مساعدة، ولكن التميز الحقيقي هو في تفردها، منذ اليفاع، بشخصية هي استثناء في تألقها الإنساني والأدبي، حتى إنها تتماهى بصورة مدهشة مع عراقة دمشق وأصالتها، ولهذا فإنها تتعامل مع الحياة بخصوصية شاعرة مرهفة حتى حدود الصدمة.. إنها فنانة في الأدب، وتتعامل بهذا الفن مع الحياة بأوجهها الاجتماعية والسياسية. وطوال حياتها ما استطاعت أن تقدم شهادة عن نفسها، فهي لا تتحدث عن حياتها بل تعيشها..‏

حتى حكايتها مع الأدب، لا تعتبرها، كما تقول، تجربة.‏

ومن هنا تتساءل: "أكُل هذه السنوات المطرزة بالحروف، والمنسوجة بالإنكار، والفياضة بالأحاسيس، والمتنافرة.. حكايات؟‏
أكُل هذه السنوات التي هي عمري.. تجربة؟!



- هل هي كاتبة جريئة؟.‏

في زمن اختلطت فيه المفاهيم والمفردات، وتعمدت بعض الأديبات، أو المتأدبات، إلى استباحة حرمة الحروف، وتوظيفها في مشهدية لا تتعدى الغلالة والسرير.. أصبح مفهوم (الجرأة) في الكتابة الأدبية، يحتاج إلى إعادة تقويم، وألا تحول الإبداع الأدبي إلى نوع من (الستريبتيز) العصري، كمشاهد الرقص الخليع التي ترافق المطربين والمطربات في لوحات الفيديو كليب..‏

ومنذ أن نشرت كوليت الخوري كتاباتها، وهناك من يقول أنها (كتابات جريئة)، وكانت لا تعبأ بمثل هذه التعريفات والتلميحات السطحية.. ولكني حاولت (استنطاقها) ذات يوم حول تعليقها الموضوعي على هذه التهمة الدائمة، إن كانت هناك تهمة..‏

قالت لي باختصار: "إذا كانت الجرأة هي في قولي الحقيقة، وفي كشف الزيف، وفي أنصاف المرأة والدعوة إلى رفع الظلم عنها، وفي المجاهرة بالحب، وفي كشف ذواتنا، والدعوة لتجاوز التخلف، ولتحرير الرجل والمرأة معاً، وفي اعتبار الحرية والديمقراطية الخبز اليومي للإنسان، وفي احترام جسد المرأة لا اهانته، وفي الدعوة لتحرير العقل من الأوهام والخرافات، وفي أن تكون قامتنا أكثر طولاً، وعقولنا أكثر انفتاحاً، وفي الدعوة لأن تكون على مستوى تحديات العصر، وفي الدعوة إلى الصداقة النظيفة بين الرجل والمرأة، وفي الدعوة إلى الارتباط بالأرض، والدفاع عن الوطن، إذا كانت الجرأة هذه الأمور كلها والتي يتضمنها أدبي، فأنا جريئة.. وأعتز بذلك.‏

- تحية إلى النقاد‏ :

ترحب كوليت الخوري بالنقد الموضوعي الذي يوجه لأدبها، على الرغم من قناعتها بأنه لا يمكن لأي نقد أدبي أن يستوعب تجربة الأديب ما دام هذا الأديب حياً يرزق وإنتاجه في حالة استمرار.‏
وتعترف بأن النقد قدم لها شيئاً من خلال ما كتب عن روايتها وقصصها، وهي تعتز بما كتبه عنها كل من: فؤاد دوارة، وبنت الشاطئ، وأورخان ميسر، وأحمد رجب، وعاصم الجندي، وكامل الشناوي، وأحمد شكري، وعدنان بن ذريل، وعبد اللطيف اليونس، وعدنان ملوحي، وحسني كنعان، وغسان كنفاني، وبوعلي ياسين، ونبيل سليمان، وعفيف فراج، ومحمد إبراهيم الأطرش ومروان المصري، وإيمان القاضي، وهيام ضويحي.‏


مقتطفات من حوار مع جان إلكسان ..





ويحَ زمَنٍ أصبَحَ فيهِ عاشِقُ الوطَنِ يُهان ..

ويُشطَبُ مِن ذاكرةِ عشقِهِ ..

ومِن قائِمَةِ بني الإنسان !!



.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04071 seconds with 11 queries