عرض مشاركة واحدة
قديم 19/03/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا *Marwa*
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ *Marwa*
*Marwa* is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
البــلاد المـقـدســـة
مشاركات:
2,869

Arrow الدين لله والوطن للجميع؟!


الدين لله والوطن للجميع؟!..

محمد وتد

الصراعات والحروب التي يشهدها العالم ومنطقة الشرق الاوسط وافريقيا، توحي بأن الانتماء الديني والطائفي للفرد يتغلب على مشاعره الوطنية. فالحروب والنزاعات الاهلية في اغلب الاماكن، تحمل في طياتها صبغات طائفية ذات مدلولات دينية، حتى وان لم تكن كذلك، فمع استمرارها تأخذ هذا المنحى، ناهيك بان هناك من يغذيها ويزودها بالوقود الطائفي والديني تبعا لمصالحه واهدافه وأستراتيجياته. في سنوات غابرة كانت هذه الصراعات لتحقيق الاهداف والانجازات الوطنية والقومية، فالفرد في العالم العربي يعيش صراعا ذاتيا داخليا، حول الهوية التي يفضل أن يعرف بها ذاته، صراع الحضارات ينعكس على الفرد ليجعله يعيش في دوامة مع ذاته، بين تفضيله لهويته الدينية اوالوطنية او حتى العرقية، ليطرح الكثير من التساؤلات بينه وبين ذاته، الدين اولا ام الوطن؟، وهل مشاعره تجاه الفرد الاجنبي من نفس ديانته، أقوى من مشاعره وتضامنه مع ابن وطنه المنتمي لدين أخر، هل العكس ام ماذا؟.

قد يدعي البعض بانه عندما اختار، لا بد وأن يكون الاختيار بين شيئين مماثلين، ومنهم من يقول في هذا الطرح الشيئين ليسا مماثلين، لأن الدين لله والوطن للجميع، ربما يطرح سؤالا للتفضيل ولا علاقه لاحدهما بالاخر. من حيث التفضيل، كمن يفضل بين قطعة اثاث وحبة طماطم، فالدين امر بين الانسان وربه، اما المواطنة فهي مرتبطة بالنظام العام للدولة واحترام قوانينها. لكن بالنسبة للبعض فان الدين أولا، فكوني مسلما فهذا يعني أني أحترم جميع الأديان، فالإسلام دين سلام ودين يدعو للمعايشة، التعايش، الحوار، المحبة وتقبل الغير. لكن الأوضاع في العالم وتحديدا في عالمنا العربي، تشابكت وأختلطت المفاهيم، وأصبحنا نحن المسلمون ينظر إلينا كأناس معاديين ولا نقبل غير المسلمين، هذا خطأ والإسلام بريء من هذا الطرح الذي يروج له البعض. ديني يدعوني أن أنصر جميع المسلمين بغض النظر عن أوطانهم ولغاتهم، لكن بشرط أن يكونوا على حق، وأن لا يكونوا ظالمين. الدين يعتبر مشرع للدولة بقوانينها، وهو عامل مهم بحياة الناس من ناحية تنظيم حياتهم من حيث الزواج، الميراث، العلاقات الاجتماعية، التجارية، التربوية، الخارجية والاقتصادية الخ. والوطن هو المظلة التي ينضوي الأفراد تحتها لحمايتهم وأشباع رغباتهم من الملكية، وخلق فرص الوظائف وتأمين الخدمات الصحية والتعليمية الخ.

الوطن هو الأرض التي نقف عليها عند استعادة الوعي. أما الدين فهو الوعي ذاته... الوعي الذي يحضننا على احترام الأرض وتقديس الوطن... الوعي الذي يأمرنا ببر الوالدين واطعام الفقير ويمضي بنا الى حيث السعادة. الوطن أحيانا قد يعني للبعض التعاسة، حين يكثر المنتهزون ويغيب الضمير. أن من يضع الدين في ترتيب متأخر مع أي شئ آخر، هو كمن يوافق على فقدان الوعي والتوازن ليعيش هائما في فضاء بلا أرض ولا وطن.

السبب لمن يقول أن الدين أولا، لربما يرجع ذلك إلى الفشل والاخفاق الحضاري الذي يعيشه اليوم المسلمون، ويرجعون إلى التاريخ للتغزل به. ليس سرا أن ما يجمع الإنسان في هذا الكون وأن كان بتفاوت، هو المصالح المشتركة، وليس الديانة والإنتماء، تجد من يقول أني أفضل التعامل مع اليهودي المغربي على المسلم الأندنسي، وأخر قد يقول بان الإنتماء للوطن يأتي قبل الإنتماء للدين، فالعراقي الذي يعيش معي أقرب إلي من أي فرد آخر، لكن السؤال الذي يطرح، ألا يحتوي العراق على مسلمين فكيف تجرؤون على الوقوف ضده في صف الإمبريالية، هذا وقد كان العراق مسانداً لجميع الدول العربية تقريباً قبل دخوله الحرب...

البعض يرى بان الوطنية تتعارض والدين الاسلامي، بحيث ان الوطنية أصبحت لدى البعض ايديولوجية حلت بدلا من الدين. فيما يخالفهم الرأي البعض ويقولون بان انتماءنا للدين يعلمنا حب الوطن، عند المقارنة بين الدين والوطن، فإن الدين يبدو طارئاً.

قد يدعي البعض بان الإنسان إتخذ وطنا، قبل أن يتخذ ديناً، والإستيطان البشري في كل أجزاء العالم سابق على وجود الأديان في تلك الأجزاء. قد يقول أخر أنا ولائي أولاً للوطن، لا يمكن للانسان أن يفقد دينه، ولكن إذا فقدت الوطن فقدت كل شيء. الدين في العقل والقلب تأخذه معك أينما ذهبت، أنا لا يجمعني أي شيء بمسلم باكستاني أو هندي ولكن يجمعني الكثير بعراقي مسيحي، ونعرف جيداً أن كل إنسان بحاجة أن يكون له وطن.

إن مفهوم الإنتماء للدين يرتبط بمدى الإيمان بالذات اللالهية، ممثلة فى الخالق الأعظم سبحانه وتعالى الجدير بالطاعة والعبادة، من خلال التعاليم الدينية فى كتب الله ورسالاته، كما ترتبط بمدى اليقين والإيمان برسل الله وأنبيائه، كما أن الإنتماء للوطن يرتبط بمدى تفاعل المواطن مع موطنه ومجتمعه، لذا فإن الإنتماء للدين هو حقيقة لا تتغير بتغير الزمان والمكان كما تساهم فى وحدة الأمة الإسلامية وإندماج ثقافات الشعوب وتفاعلها، كما أن الإنتماء للوطن يتغير بتغير الموطن، كما أن الإنتماء للدين الإسلامى يزكي الإنتماء للوطن.

لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير
ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير :]







؛

يا ريـحة البـلاد يا عطر الفّواح ..غـالي علينا يا تراب بلادنا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03219 seconds with 11 queries