عرض مشاركة واحدة
قديم 24/04/2008   #11
شب و شيخ الشباب الهوى سلطان
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الهوى سلطان
الهوى سلطان is offline
 
نورنا ب:
Nov 2006
المطرح:
Jordan
مشاركات:
525

افتراضي


المسافة واسعة، بين مستوي السلعة الإعلامية التي تنتجها قناة الجزيرة الفضائية، وبين مثيلاتها من محطات التلفزة العربية الأرضية والفضائية.. الحكومية والخاصة، وكأن المرء يقارن بين مستوي الحياة ومعدلات الانتاج وسقف الحرية في السويد مثلاً، وبلدان أخري في العالم الثالث!
فقد تمكنت الجزيرة خلال أربع سنوات أن تتفوق علي محطات التلفزة العربية، وكلها تقريبا أقدم منها بكثير في الخدمة.. وتبث من نفس البيئة العربية!
ولا يقلل من ذلك القول أن الجزيرة قناة إخبارية متخصصة والتليفزيونات الأخري ذات صبغة شاملة ومنوعة. فحتي بمقارنة السلعة الاخبارية، فان منتوج الجزيرة هو المفضل من قبل المستهلك، من حيث التراكم مع ملاحظة أن ثمة نقاط ضعف مهنية يمكن ملاحظتها أحيانا في التحرير والتقديم، وتحديث الأخبار، فضلا عن جوانب القصور في بعض البرامج، حتي الشهيرة منها. سواء في الاعداد أو مستوي الحوار. أو اختيار الضيوف.. لكن ذلك يندرج في إطار الأخطاء التي ترافق أي عمل ينفذه البشر. علي أن اكبر المآخذ علي الجزيرة انفتاحها اللافت علي الأوساط الإسرائيلية!!
والسؤال هو، لماذا هذا الرواج الطاغي لقناة الجزيرة، أينما وجد عرب يستطيعون مشاهدتها طالما أنها لا تصنع المعجزات، وليس فيها قوي خارقة؟ فالصحفيون والمذيعون والفنيون العاملون فيها، أصحاب خبرة مهنية، يعتد بها، اكتسبوها في محطات تلفزة أجنبية.. و عربية رسمية ! ويوجد مثلهم كثيرون في الصحف ووسائل الإعلام العربية. وحتي طوابق النميمة أظن أنها موجودة في مجتمع الجزيرة كأي مؤسسة عربية أخري! والتقنيات المستخدمة في الجزيرة متاحة للجميع، طالما أنها تشتري من الخارج.
ثمة ملاحظة يجدر الانتباه لها وهي أن اسم دولة قطر يتكرر عبر الجزيرة عشرات المرات في اليوم، مع كل نشرة أخبار أو برنامج، ولو افترضنا أن القناة تبث من منطقة أخري خارج الوطن العربي، أو حتي من مكانها الحالي بدون الإشارة إلي اسم قطر.. لكان من الصعب علي المتابع أن يعرف من يقف وراء هذه المحطة ماليا وسياسيا! وهنا يكمن التميز المهني لـ الجزيرة ، فالمشاهد يستطيع بسهولة تشخيص هوية أية محطة تليفزيونية عربية حكومية، حتي لو لم تفصح عن نفسها من خلال نشرات الأخبار والبرامج. بل أن القنوات الفضائية الخاصة التي تبث من أوروبا أو من لبنان، يمكن التعرف علي الدولة أو الجهة التي تقف خلفها، فببساطة شديدة. يستطيع المشاهد إدراك أن محطات أوربيت و أم. بي. سي سعودية، وحتى الاعلانات تفضح ذلك وبسهولة أيضا يمكن معرفة أن قناة المستقبل يمولها السيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق!
إذن كيف تستطيع الجزيرة إخفاء هويتها المالية والسياسية على افتراض أنها لا تذكر اسم قطر؟ وهذا أحد عناصر تفوقها مهنيا. فقد تخلصت منذ البدء من عبء ثقيل يعيق الحرية المهنية، إذ أنها لا تحفل بالأخبار البروتوكولية والرسمية التي تحتل جزءا كبيرا من وقت التلفزيونات الحكومية، ومساحة واسعة من الصحف غير المعارضة! وبذلك كسرت الجزيرة حاجزا يبعث الملل لدي المشاهدين!
وثمة شروط أساسية إذا توفرت لأي مؤسسة إعلامية، سواء كانت محطة تليفزيون أو إذاعة، أو صحيفة. فإنها تحقق النجاح، وهو ما توفر لـ الجزيرة ولم يتح لغيرها من وسائل إعلام داخل الوطن العربي. وعليه فقد اخترقت البيوت والمؤسسات وأبهرت المشاهدين، فيما استفزت أوساط الحكم وأثارت غضبها، في كل البلدان العربية، وحتي قطر نفسها تشكو من الصداع أحيانا جراء بعض برامجها.. التي تثير احتجاجات الحكومات العربية وتحمّل الدوحة مسؤولية أدبية جراء ذلك.
فخلال أسبوع واحد احتجت ثلاث دول علي الجزيرة هي ليبيا وتونس والعراق انعكست علي علاقات الدوحة الدبلوماسية معها. لكنني أعتقد أن الجزيرة صارت تشكل ذراعا سياسية لدولة قطر وأن فوائدها أكبر بكثير من مضارها، على الدبلوماسية القطرية، حيث يخلق الضجيح الذي تحدثه القناة فرصا إضافية لإحراج الذين يضيقون بحرية الاعلام، فضلا عن تنشيط العلاقات العامة السياسية وشروط نجاح العمل الاعلامي، التي توفرت لـ الجزيزة ، هي سقف حرية مداه الفضاء الواسع، وتمويل جيد 100 مليون ريال تقريبا في السنة، وكادر بشري يتسلح بمهنية عالية، وفتح الأبواب على قدم المساواة لـ الرأي والرأي الأخر ، وكان أهم ما أنجزته الجزيرة بهذا الصدد، إتاحة المجال للمعارضات العربية على اختلاف ألوانها للتعبير عن وجهة نظرها، وليس بالضرورة ان يكون رأي المعارضة صحيحاً في كل ما تنطق به، المهم أن الجزيرة كسرت الحصار الذي كانت تفرضه عليها وسائل الاعلام الحكومية وشبه الحكومية، وكأن ذلك كان ضمن قواعد التضامن العربي قبل أن ينهار!
ويبقي مفارقة تلفت الانتباه، ذلك أن التقديرات تشير إلي أن الجزيرة تحتل المكانة الاولى بين المحطات العربية الأرضية والقضائية من حيث إقبال المشاهدين على متابعتها، لكن يبدو أنها لا تزال الأقل حظا من حيث حجم الاعلانات التجارية، فما السر في ذلك؟ هل هو احتكار إعلاني موجه سياسياً! أم لأن الجزيرة لا تعتمد لغة الجسد النسائي على شاشتها!


وكما يقال : اذا كان لنا أن نصف عصر الاعلام العربي الحالي لقلنا انه عصر قناة الجزيرة بلا منازع. بل إن أحد المراقبين طرح سؤالا غاية في الاهمية: هل نحن نعيش في عصر الجزيرة أم هي التي تعيش في عصرنا؟
والاجابة ايا تكن فالواضح ان هذه المحطة الفضائية العالمية الناطقة باللغة العربية استطاعت ولم تتجاوز بعد الأربع سنوات من عمرها، ان تنقل العرب الي أجواء ومنافذ جديدة لم يكن من السهل علي احد ان يتخيلها أويتكهن بحدوثها.


اعتذر على الاطالة

تحياتي

رأيت الحوت يجول في البحار ....

و يتحدى الصعاب والخطــــــار .....

قلت: لله درك يا حـــــــوت ..........

قال : ومالي غير البحر مكانا للكبار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06270 seconds with 10 queries