كبير بين الصداقة والحب خاصة في العصر الحديث الذي حدث فيه اختلاط شديد وذابتالكثير من الحدود بين الرجال والنساء نظرا للحضور القوى للمرأة في كل مكان وتفاعلهامع الرجال لفترات طويلة وعلى مستويات متعددة في أماكن العمل والترفيه وغيرها. وقددفع هذا عالم النفس "دافيس" لأن يفرق بين الصداقة والحب حتى يكون الناس على وعىبحدود كل منهما, فالصداقة عنده تشمل: الاستماع والمساعدة والاحترام والتلقائيةوالتقبل والثقة والفهم والإفصاح عن الذات.
أما الحب فهو يشمل كل هذهالعناصر المتضمنة في الصداقة ولكن يضاف إليها عنصرين أساسيين لا يكون الحب إلا بهماوهما:
* الشغف: وهو يتضمن:
1 – الافتتان: وهى حالة من المشاعر الطاغية تجاه المحبوب. والمحب يرى كل الصفات الجميلة في محبوبة ولا يرى فيه عيبا, بل إن ما يراه الناسعيبا في محبوبة يراه هو ميزة كبيرة, وإذا حدث ورأى عيبا فإنه مستعد للتغاضي عنهوغفرانه بسرعة وسهولة, لأنه يرى محبوبة أجمل الناس وأفضل الناس, والافتتان يتجاوزكل اعتبارات العقل والمنطق والحسابات.
2 - التفرد: وهو الرغبة في الإنفراد بالمحبوب بعيدا عن كل الناس, ومحاولةالاستئثار به.
3- الرغبة في الاقترابالحسي: بالتلامس والتعانق وغيرها.
* العناية: وهى تتضمن:
1 – تقديم أقصى ما يمكنللمحبوب: والمحب يكون على استعداد لبذل وقته وجهده وماله وربما نفسه في سبيلمحبوبة, ويجد سعادة كبيرة في ذلك.
2 – الدفاع والمناصرة: فالمحب يسخر نفسه للدفاع عن محبوبة ومناصرته في كل المواقف حتىولو كان مخطئا, بل إنه يراه محقا دائما ولذلك يدافع عنه وبنصره في كلالمواقف.
(إذن فالحب = صداقة + شغف (افتتان وتفرد ورغبة في الاقتراب الحسي) + عناية (تقديمأقصى ما يمكن والدفاع والمناصرة
والبعضيتساءل: هل يمكن أن تكون هناك صداقة بين رجل وامرأة؟... والإجابة هي أن الصداقة بين الرجل والمرأة ستشكل قاعدة يمكن أن يقومعليها الحب في أي لحظة, لهذا إذا كان قيام الحب سيشكل مشكلة قيمية أو اجتماعية أودينية فإن الصداقة هنا ستحمل مخاطر التحول إلى حب, وهذا التحول ربما يحدث تدريجيادون وعى أو سيطرة من الطرفين أو أحدهما, خاصة إذا كانت هناك فرصا كثيرة للالتقاءوالتحاور والاقتراب. وقد تكون لنا سيطرة عند مستوى الصداقة ولكن هذه السيطرة نفقدهاكليا أو جزئيا عن مستوى الحب, ولهذا وجب التنويه.