[المحارب العتيق]

كان الملك يجلس مع مستشاريه ومعاونيه في حارتهم الصغيرة .. يناقشون أحوال البلاد والعباد في تلك الحارة.. وكان أخر مايناقشونه .. هو مايجري في منزل جار لهم .. من أقتتال بين الأشقاء .. حيث كان الأشقاء يستقوون على بعضهم كل بصديقه .. وصديق كل واحد من الأخوة كان من حارة مختلفة .. لم يكن يخفى على أحد .. أن الأخ الصغير في ذلك المنزل .. والذي لم يكن له أي دور في مشاكل المنزل الماضية . الا في أخر مشكلة حيث كان حديث الولادة .. قد أصبح كبيرا وقويا .. ومستفيدا من قوى صديقه التي باتت منتشرة في جميع الحواري القريبة .. أخذ المستشاريين يناقشو الأمور بين بعضهم .. بعد أن أمرهم الملك بذلك .. كان أغلب المستشارين فرحين بأنتصار الشقيق الصغير . لأنه قريب منهم .. لكن عندما عاكس البعض وجهة النظر تلك .. ورأو بأن النقاش يجب أن يكون من جميع الزوايا .. ويجب أن ندرس مستقبل الأخ الصغير أن أستمر هكذا .. خاصة أنه لايزال مراهقا .. وماقد يحصل من نقمة عند باقي الأشقاء وحتى باقي الحارات أن أعلنا كامل دعمنا للشقيق الصغير ضد أخوته .. فثارت حمية باقي المستشارين .. وثارت حمية المعاونين .. وبدأو بالشتم .. كل طرف يتهم الطرف الأخر .. أنت عميل بل أنت حقير.. وأنت وأنت وأنت ..
وأنا كنت أجلس هنا بالعصفورية .. أراقبهم وأقول في نفسي .. ماحاجة الملك لهم ان كانو على رأي واحد ؟.. ولماذا جمعهم الملك أن كانو على رأي واحد ؟ .. فالرأي الواحد لايحتاج الى معاونين ومستشارين لأنه واحد .. وان كانت تلك مهنتهم .. وكل واحد منهم يحب حارته ويتمنى السعادة والأزدهار لها .. فلما يسبون ويهاجمون بعضهم ؟ .. متى كان أختلاف وجهات النظر خطأ . أو يفسد للود قضية ؟ .. أم أن المفروض لكل أجتماع ونقاش أن ينتهي بالتصفيق ؟ .. بعد أن أخذوا يصفقو لبعضهم .. كلهم ينتمون لتلك الحارة . وكلهم يحبونها ويتمنون خيرها . ولكل واحد منهم تجربته ورأيه ووجهة نظره ... فلماذا يتناقشون هكذا ؟
فكرت كثيرا .. فلم أجد جوابا . غير أن ماتعلموه من مشكلة البيت المجاور .. هو الشجار فقط...... عجبي