27 تموز
إنّ الذين يكتبون في موضوع الأفكار الخاطئة يجمعون على أنّ تهديداً ما هو الذي يموّه الرؤية ويُحدث الانحرافات فيها . و مواجهة التهديد من شأنها أن تقلّص الرؤية . فعتدما أشعر أنّّني مهدّد , ألجأ بعفوية إلى اتخّاذ مواقف دفاعيّة , مّما يجعلني في الغالب عرضة لأن أتجاهل بعض الدلائل التي تُقدم إليّ ( إنّه إغفال مقصود و منتقى ) . فتلك الدلائل قد تدفع بي إلى تقويم رؤيتي و ربمّا إلى مواجهة أوهامي , و هي قد تشكّل تحدّياً لي لأبدأ في التفكير و التغيير , و لكن يحلو لي أن أدافع عن نفسي بدل أن أتبصّر في واقعي . من المستحبّ جداً أن يكرّس المرء بعض الوقت في آخر كلّ يوم ليسترخي و يستعرض و يقوّم . و لكنّنا في الغالب نعيش و كأنّ الزمن يحكم قبضته علينا . لكنَّ هنالك بعض أوقات كتلك التي نقضيها في السفر أو في الاسترخاء الذي يسبق الرقاد , أو في انتظار إنسان تأخّر مجيئه , إلى ما هنالك , في مثل تلك الأوقات يعيش الإنسان في جوٍّ يتضاءل فيه التهديد و تتّسع الرؤية فيُفسح المجال لخلق جديد و إبداع جديد . و مثل هذه الأوقات لا تثمَّن لأنّها المدى الذي يسمح للمرء أن ينمو و يهنأ في حياة طمأنينة و سلام .